العريضي: مقاومة الحرمان والفقر بمستوى مقاومة الاحتلال

 جال وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي في عدد من القرى الجنوبية، ودشن بعض المشاريع التي نفذتها وزارة الأشغال مطلعا على حاجات المنطقة، يرافقه مدير الطرق حاتم العيسمي ومدير الصيانة أديب دحروج ومدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح العميد محمد سرور.
المحطة الأولى كانت ساحة عيتا الشعب مرورا برميش، ثم استمع العريضي إلى شرح مفصل من رؤساء البلديات عن حاجاتهم الإنمائية والطرق الفرعية، وخصوصا ربط القرى ببعضها. وأكمل الى عين إبل ودبل وصولا إلى روضة الشهداء حيث موقع مواجهة العدو الإسرائيلي عام 2006 في بلدة عيناتا، وكان في استقباله النائبان حسن فضل الله وعلي بزي وأهالي الشهداء وفاعليات البلدة. ووضع إكليلا على ضرائح الشهداء، ثم توجه إلى مربع التحرير مكان المواجهة مع العدو الإسرائيلي ووسط مدينة بنت جبيل حيث كان في استقباله قائمقام بنت جبيل خليل دبوق ورئيس اتحاد البلديات عطاالله شعيتو وفاعليات بلدية واختيارية واجتماعية.

بعدها قص شريط افتتاح طريق تؤدي إلى الساحة العامة في بنت جبيل. وجال على الأسواق في المدينة وشوارعها. وعقد العريضي اجتماعا في سرايا بنت جبيل مع الهيئات البلدية في المنطقة، في حضور نواب المنطقة، استهلها رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي بكملة رحب فيها بالوزير والوفد المرافق.

واستمع العريضي إلى شرح مفصل من رؤساء البلديات عن حاجاتهم الإنمائية والطرق الفرعية وبالأخص ربط القرى ببعضها.
إثر ذلك وجه العريضي "تحية إكبار إلى المقاومة قيادة ورجالا وشهداء وجرحى ومعوقين وأسرى محررين ومواطنين حاضرين صامدين".
وقال: "هذا اللقاء ليس الأول، لكنه يأتي بعد زيارة كريمة لغبطة البطريرك بشاره الراعي لهذه المنطقة، والتي لا تزال آثارها ماثلة في كل أرجاء المنطقة لتؤكد التنوع في إطار الوحدة الوطنية، هذا الغنى الذي يميز لبنان بكل مناطقه. التحية لقيادة المقاومة على ما قامت به وما أنجزته، ليس فقط في ساحات الجهاد والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "قبل الاحتلال الإسرائيلي المباشر كنا نعيش حالة مقاومة ضد الجهل والفقر والظلم والحرمان، ونشأنا على هذه التربية مع رجل كبير من هذه البلاد، صال وجال في أرجاء الجنوب وعكار وبعلبك الهرمل وكل المناطق الفقيرة والمحرومة، عنيت به القائد الكبير الشهيد كمال جنبلاط. ثم أطل علينا رجل كبير آخر أغنى حياتنا، وأطلق آمالنا وطموحاتنا هو الإمام السيد موسى الصدر، مقاومة الحرمان والفقر، مقاومة بمستوى مقاومة الاحتلال، لأن الحرمان والفقر هما شكلان من أشكال الإحتلال، احتلال للعقول وللنفوس وتقييد ومصادرة للمصالح والحقوق، وعلى هذا كنا نخوض معركة ما سميناه الإنماء المتوازن في كل لبنان، لتأكيد الانتماء إلى دولة واحدة تحتضن كل أبنائه. كنا ولا نزال نؤكد أن الدولة هي الضمان والحاضن لكل أبنائها، ولذلك يجب أن تكون دولة قادرة عادلة، فاعلة، حاضرة، في كل المناطق، لتلبي طموحات الناس وتوفر مطالبها. هذا الأمر لم يحصل في تاريخ البلد، حتى الآن ثمة خلل كبير في عمل الدولة في هذا الاتجاه، إلا أننا نحاول أن نقوم بشيء من الواجب على الأقل في وزارة الأشغال".

ووجه "تحية خاصة إلى دولة الرئيس نبيه بري على المستوى الإنمائي، وأقول كلامي بكل صراحة وصدق ومحبة، بالرغم مما قيل ويقال عن أخطاء أو هفوات أو ثغرات وتجاوزات تحصل، إلا أن الجنوب شهد ثورة إنمائية بكل ما للكلمة من معنى منذ أن وضع يده على هذه القضية، والتعاون بيننا وبين الأخوة في حزب الله على مستوى النواب، وبين الجميع والبلديات على مستوى المناطق يشكل هذا التكامل من أجل دفع مسيرة التنمية في هذه المنطقة نحو الأفضل. ولا يقتصر دور هذا الرجل (الرئيس بري) على التنمية فقط، أشكره على الدور الكبير الذي قام به خلال الأيام الماضية لتقريب وجهات النظر ومعالجة مشكلة كبيرة، ولا أقول إن الحكومة قاربتها بالكامل بالعمق وبجدية أو وضعت لها الحلول الجذرية، لكن لا شك أن ثمة جهودا كبيرة بذلت من دولة الرئيس نبيه بري إلى جانب دولة الرئيس نجيب ميقاتي وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوى سياسية للوصول إلى مخارج وحلول وليست حلولا جذرية، لأن المشكلة في عمقها أكبر بكثير من أن تعالج بأيام، أو بساعات، أو بقرارات جزئية في مجلس الوزراء ولا شك أن ذلك يتطلب دراسة معمقة لأسباب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وجذورها، وبالتالي وضع الحلول الناجعة لها. وإذا كان دور الرئيس بري قد تعرض لإنتقاد من هنا أو من هناك، فإن المعترضين ما أصابوا في خيارهم وموقفهم، بل أصابوا أنفسهم ومصالح الناس، والسبب أن الحلول لا تأتي من المزايدات، ولا من إطلالات من هنا أو من هناك. والحلول لا تأتي بمقاربات ديماغوجية للقضايا المطروحة، تحت أحزاب عمرها من عمر نظام هذا البلد. على الأقل نعرف تماما الحركة المطلبية والنقابية والعمالية، ولا شأن بتربيتنا السياسية على هذه المطالب والقضايا طالما نادينا بإصلاحات وخطوات وقرارات ومشاريع منذ عقود من الزمن، ولم تتحقق ولا تتحقق الآن بمحاضرة أو بقرار لأسباب عديدة، أبرز هذه الأسباب عن قصد أو غير قصد".

وأضاف العريضي: "الضعف الذي لحق بالدولة نحن نتحمل مسؤوليته، ويجب أن يبقى الحوار مفتوحا حول القضايا المطلبية والاجتماعية. وبعض القرارات التي اتخذت هي مدخل إلى تفكير هادىء وعلمي ومنطقي عبر حوار جامع لإيجاد حلول جريئة، جذرية، تضع مراحل لتنفيذها، آخذين في الاعتبار الواقع المالي في الدولة وحاجات الناس في الوقت نفسه".

ولفت إلى "أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل مشاكلنا، ولا يقتصر فقط على القضايا الإنمائية والاجتماعية، إنما يجب أن يلامس جوهر القضايا السياسية الخلافية القائمة بيننا"، مؤكدا "أن هذا الوطن هو وطننا جميعا، والربح للجميع، والخسارة انعكاساتها ستكون سلبية على الجميع، وكل إنجازاتنا تشوه ويساء إليها أو تضيع ولا تثمر إذا كان الانقسام قائما في لبنان. وإذا كانت الأحقاد والخلافات وخطابات التخوين والإتهام والتشكيك سائدة في ظل ما يجري، فقد يسيء ذلك إلى كل شيء في بلدنا، هذه هي الروحية التي يجب أن نقارب فيها مشاكلنا وقضايانا".

وأضاف: "هذه الجولة هي جولة تفقدية لأعمال تنفذ ومشاريع نفذت، وهذه المنطقة في حاجة إلى أكثر من ذلك. إنه شرف كبير أن أكون في وسطكم في بنت جبيل، فكيف إذا كان هذا الوسط كما شاهدناه اليوم جميلا، مشرقا على الأرض وفي المقاومة، كما نعرف؟ مبروك هذا الوسط لبنت جبيل، هذا حقكم، نأتي به إلى كل الناس من الدولة دون منة، مال الدولة هو مالكم".

وقال "إن عمل وزارة الأشغال هو 3 أشهر في الصيف فقط، وخصوصا في المناطق المرتفعة، في ما يخص التزفيت. وكان انعكاس تأخير تشكيل الحكومة سلبا علينا، والتأخير في الحكومة في بت المساءل المالية والموازنة ومقاربات إصلاحية كله إنعكس للتأخير. المنفذ اليوم في وزارة الأشغال هو مهم، ونشكر المتعهدين والمتعاونين".

وتابع: "في بنت جبيل، لا بد من الأخذ في الاعتبار بعض الملاحظات على تنفيذ مشروع المجاز، وستكون الأمور مستقيمة بالكامل. هذا المشروع سوف يستكمل في المرحلة الثانية، ولن يتوقف العمل عند المرحلة الأولى كما هو مخطط من الوزارة. وسينجز أيضا محيط بنت جبيل وفي عين إبل ورميش، ويارون، وعيتا الشعب، وعيناتا التي مررنا بها في العام المقبل. لقد دفعنا العام الحالي 4 مليارات ونصف مليار، إضافة إلى زيادة اعتمادات في المجاز. وفي العالم المقبل سيكون لكم نصيب". 

السابق
“تجمع العلماء”:اتهام إيران بمحاولة اغتيال سفير السعودية في اميركا “كذبة سمجة”
التالي
سرقة مليونين ونصف مليون ليرة من منزل في الدوير