ميقاتي: تعثر الخطة الأمنية سابقا يعود لرغبة البعض بالتصويب على الحكومة

نجيب ميقاتي

شدد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي على أنه “من واجبنا ان ننتخب رئيسا للجمهورية تكون لديه ثقافة الوفاق، ويوّفق بين اللبنانيين جميعا، ويكون على مسافة واحدة من الجميع، ويؤمن ان الوفاق بين اللبنانيين هو الأساس”، قائلا: “المعطيات التي أراها اليوم لا تتماشى برأيي مع إنتخاب رئيس وفاقي، وعلى مسافة حوالي خمسة واربعين يوما من انتهاء موعد هذا الاستحقاق لا أرى مؤشرات ايجابية في هذا المجال”، آملا أن “نصل في الأيام المقبلة الى اختيار شخصية وفاقية من بين المرشحين الكثر للرئاسة، لأننا بحاجة الى رئيس وفاقي في هذه الظروف الصعبة جدا”.
وفي حديث الى “محطة دويتشه فيله” التلفزيونية الالمانية، وعن رأيه بالخطة الأمنية التي يتم تنفيذها في طرابلس والتي وضعت خلال حكومته، قال ميقاتي: “صحيح ان هذه الخطة وضعت من قبل قيادة الجيش ووزارة الداخلية في خلال الحكومة التي رأستها، وهذا مثبت في كل محاضر اجتماعات المجلس الأعلى الدفاع، لكن التعثر الذي اعاق تنفيذها بالكامل مرارا يعود الى رغبة البعض، إما في التصويب على الجيش مباشرة، او على الحكومة من خلال ابقاء التوتر قائما في طرابلس”، لافتا إلى أن “الخطة اليوم تسير بشكل جيد ونأمل إستكمالها وتحصينها ومنع الخروقات التي نشهدها من حين الى آخر، لأن طرابلس تستحق الكثير من الخير ولها الحق في أن تنعم بالهدوء والاستقرار”.
وعن قرار النأي بالنفس عن الأحداث في سوريا وما إذا كان لا يزال صالحا، قال: “لقد نجحنا من خلال قرار النأي بالنفس في ابعاد لبنان نسبيا عن النار السورية وحمايته، رغم الصعوبات والظروف المعروفة، وهذا القرار لا يزال الوسيلة الانجع للبنان بدليل ان الحكومة الحالية اعادت تأكيد الالتزام به”.
وعن المخاوف من مخطط لتوطين النازحين السوريين في لبنان، أشار ميقاتي إلى أن “هناك مبالغة في هذا الطرح لأن قسما كبيرا من السوريين يريد العودة الى بلده فور استتباب الأوضاع وقسما آخر من الميسورين ماديا ربما يرغب في الاقامة في لبنان”، آملا أن “تستقر الاوضاع في سوريا ويعود السوريون سريعا الى بلادهم، مع العلم ان العدد الفعلي للسوريين في لبنان يتجاوز الارقام المعلنة من قبل المنظمات الدولية، لانه على مر تاريخ لبنان هناك عمال سوريون يأتون الى لبنان موسميا او بشكل دائم”.
ورأى أن “مشكلة النازحين السوريين تضغط بقوة على الاقتصاد اللبناني والبنى التحتية اللبنانية وهي بحاجة الى تعاون اكبر من قبل الدول القادرة والمنظمات الدولية، لأن لبنان عاجز بمفرده عن الوفاء بالالتزامات الانسانية والاقتصادية المطلوبة، وتدل الارقام الرسمية والتقارير التي أعدها البنك الدولي، بطلب من حكومتنا السابقة، على اثار سلبية اضافية لأزمة النازحين على الاقتصاد اللبناني وعلى عجز اضافي في الميزانية اللبنانية”، مضيفا: “لا ننسى ايضا ان الاكتظاظ السكاني بفعل ازمة النازحين خصوصا في المدن الكبرى في لبنان يتسبب بمشكلات  أمنية اضافية على الواقع اللبناني”.
وعن التقارب الايراني-السعودي الحاصل حاليا، رحب ميقاتي “بأي تقارب ينعكس ايجابا على لبنان”، متمنيا “التوفيق بين الجميع لعل ذلك ينعكس خيرا وسلاما على لبنان”.
ورداً على سؤال عن عمل الحكومة، قال: “لا يمكن الحكم في هذه الفترة القصيرة من عمر الحكومة على عملها ولكن مجرد جلوس كل الجهات اللبنانية على طاولة واحدة يشكل بحد ذاته عاملا ايجابيا نأمل ان يتم تثميره بسلسة خطوات ايجابية تريح اللبنانيين”.
وكان ميقاتي قد بدأ اليوم زيارة لالمانيا، بدعوة من مؤسسة “فريدريش إيبرت”، لاجراء عدة لقاءات ومحاضرات تتناول الوضع الراهن في لبنان والمنطقة وسبل تعزيز التقارب  بين الشرق الأوسط واوروبا.
وقد عقد ميقاتي إجتماعا مع رئيس الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني نوربرت روتغن، في حضور الوزير السابق نقولا نحاس وسفير لبنان في المانيا مصطفى اديب.
كذلك التقى ميقاتي رئيس العلاقات الدولية في الحزب الاشتراكي الالماني والمسؤول عن “مبادرة التحالف التقدمي” التي تضم ثمانين حزبا اشتراكيا في العالم قسطنطين فوينوف في مقر  الحزب  في العاصمة الالمانية برلين.
وتم خلال اللقاء بحث الواقع العربي في ضوء تجربة الربيع العربي، حيث قال ميقاتي: “ان الربيع العربي، للاسف، لم يحقق أهدافه، لأن الشعوب العربية لم تكن مهيأة تماما لهذه التجربة الديمقراطية الجديدة عليها، وانا ارى انه شكل مرحلة انتقالية تحتاج الى الكثير من الخبرات والمراحل لبلورة نتائجها لكي تصبح فعلا ربيعا عربيا بالمعنى الحقيقي للكلمة”.
وقال: “يشكل لبنان أرضية ممتازة لتعميم الديمقراطية في المنطقة العربية نظرا لتجربته العريقة في هذا المجال، ومن هذا المنطلق نحن نتطلع الى تعزيز التعاون والتقارب بيننا وبين اوروبا، لتفعيل التجربة الديموقراطية وتعميمها على  كل دول المنطقة، خصوصا وان التقارب الجغرافي يشكل عاملا مساعدا في هذا الاطار”.

السابق
تشييع الرقيب اول عبد علي
التالي
فياض: نحن مع حصر الزيادة بنسبة 15% على الكماليات وليس 12% على كل السلع