في ذكرى غياب المرجع العربي الكبير السيد محمد حسن الامين ، نستذكر عنه هذه الثلاثية التي جسدها في حياته ، وهي مستمرة في غيابه كقيم اساسية في نهوض المجتمعات وخصوصاً العربية وفي لبنان .
القيمة الاولى عند السيد محمد حسن الامين هي قيمة العدل وهي احدى اسماء الله الحسنى، وقد طبق هذه القيمة في موقعه كقاض كان بحكم بما يمليه عليه ضميره ، رافضاً ان يطلع على اسماء المتقاضين ، حتى إذا صدرت احكامه ، كان التحدي الشديد له هو في محاولة المتقاضي الذي ربح الدعوى مجاملته ، وكانت اخلاقه العالية ترفض مجرد البحث في الامر وعندما جاءه متقاض حاملاً وساطة من احد الزعماء السياسيين مزق بطاقة الوساطة القيمة الثانية هي القيمة الإنسانية التي لمسها كل من عرف السيد محمد حسن ، فهو لبناني – عربي ، وهو مسلم- شيعي ، وهو اصيل في وفائه لثقافته من امهات الكتب التي أغنى رفوفها بإبداعاته في مختلف العلوم والأدب والشعر والدين … وهذه كلها ملك الانسانية .
القيمة الثالثة الثابتة هي العروبة التزاماً بدأ مع قضية فلسطين ، وعلاقتها الجدلية مع قضية الوحدة العربية، السيد محمد حسن الآمين هو قامة وحدوية عروبية ، ومع قناعتي بمكانته الدينية الرفيعة ، إلا انني كنت اعتز بعروبة السيد ، واعتز ايضاً بتلك الاتصالات الهاتفية التي كان يشرفني بها بعد كل مقال مميز في الشراع ليختم كل اتصال معي بالدعاء لله ان يحرسني ، وبالدعوة لي كي احرص على نفسي .
السيد محمد حسن الامين يحتاج إلى موسوعة كتب عن شخصيته وعن قيمته الدينية وعن إبداعاته الأدبية شعراً ونثراً، وقيمته الاهم في نفسي هي انسانيته التي تعبر عنها صداقته ولطفه الشديد وصدق مشاعره واهم قيم السيد بعد ذلك انه ما زال حاضرا فكراً وسلوكاً واستقامة والتزاماً عربياً نحياه ونتمسك به وفاءً لقناعاتنا … ألم يغادرنا السيد وقد أوصانا بها ؟
