الجنوب مفتوح على كل الاحتمالات والمواجهات تستعرّ: قصف متبادل واسلحة جديدة للحزب!

قصف اسرائيلي

شهد الجنوب تصعيدا حادا متواصلا في عطلة نهاية الأسبوع ولوحظ ان مستوى استهداف الغارات الإسرائيلية للمباني المدنية والتجارية قد ازدادا بصورة لافتة ومتعمدة لأحداث اكبر حجم من التدمير.

ميدانيا

وقد اعلن “حزب الله” صباح اليوم انه “إستهدف ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏عند الساعة 10:00 من صباح اليوم الاثنين تجمعا ‏لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام بصاروخ فلق”. قبل ذلك، استهدف ‌‌‌‌‌”‌‌‌كنة ‏برانيت بصواريخ “بركان” وأصابوها إصابةً مباشرة”.‏ 

من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن “إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي جراء سقوط صواريخ بركان على ثكنة برانيت بالجليل الغربي”.

وتعرضت أطراف عيتا الشعب لقصف مدفعي اسرائيلي . كما استهدف الجيش الاسرائيلي تلة العزية من جهة كفركلا وديرميماس بقذيفتين مدفعيتين . وقصفت ايضا اطراف مروحين.

ايضا اعلن حزب الله انه استهدف ” ليل الأحد الاثنين 29-01-2024 موقع حدب يارين بصواريخ بركان وأصابه إصابةً مباشرة”. كما استهدف ” موقع بركة ريشا بصواريخ بركان وأصابه إصابةً مباشرة”.

وكان تجدد عند منتصف الليل، القصف الاسرائيلي ليطال بلدة الضهيرة والتي تعرضت لغارة على عدد من المنازل في وسط البلدة ما ادى الى اضرار جسيمة في المنازل وفي شبكات المياه والكهرباء وجرح سيدة بجروح طفيفة.

واشتعلت الجبهة الجنوبية وبخاصة القطاعين الغربي والاوسط مساء امس حيث قامت المدفعية الاسرائيلية بقصف محيط بلدات الناقورة ويارين وعلما الشعب والضهيرة وعيتا الشعب وشيحين ووادي ياطر وبيت ليف بقذائف المدفعية الثقيلة.

كما ان الجيش الإسرائيلي اطلق عددا من القذائف على محيط المنازل المدمرة في بلدة الضهيرة اثناء قيام مسعفي الدفاع المدني بالتفتيش بين الركام على اصابات محتملة، كما نقل الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية عددا من حالات ضيق التنفس والاختناق من بلدة مروحين والضهيرة لتنشقهم غاز الفوسفور من جراء القصف المعادي.

وقرابة الأولى من بعد منتصف الليل قصفت اطراف بلدات البستان ام التوت ويارين .

وحتى صباح اليوم حلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط ومشارف مدينة صور واطلق الجيش الإسرائيلي طيلة الليل الفائت القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مارون الراس ومدينة بنت جبيل.

ومع ازدياد موجات الصقيع تتأزم اكثر واكثر اوضاع النازحين في منطقة صور وفي القرى التي تتعرض للقصف المعادي اليومي لانهم يعانون نقصا في المساعدات.

المهمة الالمانية فشلت

مع اقتراب نهاية شهر كانون الثاني، تكون الحرب الاسرائيلية، على قطاع غزة واستتباعاً عند الحدود الجنوبية، والقرى اللبنانية المنتشرة على طول هذه الحدود، تقترب من إنهاء شهرها الرابع، في ظل حركة دولية- عربية للتوصل الى هدنة طويلة تقود الى وقف النار، تمهيداً لانهاء الحرب، عبر هدنة الصفقة المرتقبة حول الاسرى، طغت على السطح التهويلات او التهديدات الاسرائيلية عن التحضير لعملية عسكرية واسعة داخل الاراضي اللبنانية، والكشف عن تدريبات ومناورات لجنود لواء غولاني الآتين من غزة الى الحدود الشمالية لهذه الغاية..

وفي اطار المفاوضات لابعاد مخاطر الحرب عن الجنوب، كُشف النقاب بحسب” اللواء “عن اجتماع عقد بين نائب مدير المخابرات الالمانية الذي اتى الى بيروت في اطار مهمة محددة، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول امكان تحقيق هدنة او وقف لاطلاق النار في الجنوب بمعزل عما يجري في غزة.

وحسب ما هو معلن، فإن الاجتماع لم يفضِ الى أية نتيجة، وبقي حزب الله على موقفه من انه من غير الوارد لديه البحث بوقف للنار على الجبهة الجنوبية بمعزل عن وقف الحرب في غزة.

اسلحة جديدة

كان الاهتمام في الساعات الماضية بما تعمَّد «حزب الله» كشْفه عن استخدامه للمرة الأولى في هجماته على مواقع وثكن وتجمعات للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى «بركان»، صاروخ «فلق 1»، وصاروخ «الماس»، وسط مراوحة القراءات لهذا التطور بين أنه في سياق معاودة تظهير «تَوازُن ردع» نوعيّ ربْطاً بالتهديدات الإسرائيلية بحربٍ على الحزب ولبنان، وبين أنه محاولة لوقف إمعان تل أبيب في الاغتيالات المتسلسلة لكوادر وعناصر منه في «مطارداتٍ» داخل البيوت.

وإذ لم تُسْقِط بعض القراءات أن يكون إظهارُ «حزب الله» قدرات صاروخية جديدة في إطار الاستشعار بأن تل أبيب مكبّلة اليدين ولست في وارد الاندفاع أكثر على الجبهة اللبنانية وأن أفق التهدئة في غزة لم يعد بعيداً ما يجعل الحزب في هذا «التصعيد الصاروخي» يسجّل نقاطاً إعلامية ومعنوية تعزّز معادلة «قوة لبنان في مقاومته التي ردعت العدو»، رأت بعض الدوائر أن خطوة الحزب قد تشكّل عنصراً حاسماً في «مضبطة الاتهام» الإسرائيلية التي يمكن أن تستخدمها لتبرير أي حرب عليه في حال اتخذت القرار بأن لا مفرّ من إلحاق جبهة الجنوب وإحراقها بنار غزة.

«مفاجآت الميدان»

وفي حين كان إعلام «حزب الله» ينشر أمس فيديو عن «إحدى مفاجآت الميدان» التي شكّلها صاروخ ATGM أيanti- tank guided missile في ما بدا إشارة غير مباشرة إلى صاروخ «الماس» الذي ذكر خبراء أنه نسخة معدلة هندسياً من نظام صواريخ سبايك الموجّهة الإسرائيلية المضادة للدبابات ATGM، ذكرت تقارير أن هذا الصاروخ يتعقّب الهدف بكاميرا تصوير مثبّتة فيه تبحث عن الهدف الذي يحلّق الصاروخ في اتجاهه ويتخطى ما يحجبه وينقضّ عليه، وانه يتم التحكم به عن بُعد وأن الرامي يملك السيطرة عليه من انطلاقه حتى إصابته الهدف بحيث يمكنه أن يختار الجهة التي يَعتبر أنها «الخاصرة الرخوة» التي تتيح إلحاق «الضرر المميت».

وإذ كان المشترك بين «الماس» وصاروخ «فلق 1» (ذُكر انه من عيار 240 مللمتراً، ويصل مداه إلى 10.5 كيلومتر، ويحمل رؤوساً حربية شديدة التفجير من دون شظايا) أنه يمكن إطلاقهما من مسافة أعمق من التي اقترحت تل أبيب عبر واشنطن على لبنان جعل حزب الله ينسحب إلى ورائها جنوب الليطاني (بين 7 و 8 كيلومترات) بحيث تكون منطقة آمنة تُطَمْئن مستوطني الشمال للعودة إلى منازلهم، كان بارزاً أمس كلام وسائل إعلام إسرائيليّة عن «أن حزب الله استخدم منظومات صاروخيّة دقيقة في مهاجمة هدف عسكريّ داخل كريات شمونة»، وذلك على وقع عمليات مكثفة من الحزب ضد مواقع وتجمعات وثكن إسرائيلية، وغارات معادية استهدفت إحداها تعاونية لبيع المواد الغذائية تقع عند مثلث بلدتي طيرحرفا الجبين ما أدى الى وقوع اضرار جسيمة في المبنى وتلف كمية كبيرة من محتويات التعاونية فضلاً عن تضرر المباني المجاورة.

في موازاة ذلك، كان «حزب الله» يرفع منسوب إصراره على عدم التراجع أمام الضغوط الدولية لحضه على قفل جبهة الجنوب وفصْلها عن غزة، وهو ما أكدته تقارير صحافية في بيروت كشفت أن نائب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية أولي ديال كان زار لبنان قبل نحو أسبوعين والتقى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي أبلغ اليه أن «أي نقاش سياسي له علاقة بجبهة الجنوب مؤجَّل إلى ما بعد الحرب في غزة»، قبل أن يتوعّد رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد «العدوّ بأن إياك أن تخطئ الحساب وأن تحوّل جنونك من مكانٍ إلى مكانٍ باتجاه لبنان لأن ما ينتظرك فيه هو المقابر».

وامس سقط أربعة جرحى في قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة حولا كما استهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدتي مروحين ورامية. ودوت صفارات الإنذار في كريات شمونة في أصبع الجليل وذكر ان “حزب الله” استهدف المستوطنة بصواريخ مضادة للدروع ذات تقنية جديدة . وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “طائرات مقاتلة هاجمت موقعين عسكريين تابعين لحزب الله في محيط قريتيْ زبقين وحولا في جنوب لبنان”. واشار الى ان “الجيش الاسرائيلي أطلق نيران المدفعية لإزالة التهديد باتجاه مناطق عدة في جنوب لبنان”.

كما نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي عصرا هجوماً استهدف بلدة عيتا الشعب واتبعها بغارة ثانية استهدفت بلدة مارون الراس فيما كان القصف المدفعي المباشر يطاول أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة. وكانت المدفعية الإسرائيلية استهدفت ايضا حرج بلدة مركبا ومنطقة مشعرون الواقعة بين بلدتي مركبا وطلوسة وسقطت القذائف الفوسفورية بين المنازل، كما استهدف القصف المدفعي بلدة كفركلا.ثم نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة على الضهيرة الفوقا استهدفت منزلا مؤلفا من ثلاثة طوابق، ما دفع بفرق الاسعاف الى التوجّه فوراً الى المكان. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة مروحين مما أدى الى وقوع إصابات في مبنى دمر تماما.

وفي المقابل شن “حزب الله” هجمات عدة على المواقع الإسرائيلية فاعلن انه استهدف ‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌انتشارا للجنود الإسرائيليين في ثكنة راميم، كما اعلن انه استهدف بالصواريخ الجنود الإسرائيليين شرقي موقع بركة ريشا كما استهدف انتشارًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة هونين بصاروخ بركان، ومن ثم استهدف تجمعًا للجنود الإسرائيليين في موقع تل شعر. ونعى الحزب ثلاثة من مقاتليه هم صادق محمد هاشم وعلي جمال شكر وحسين حلاوي كما نعى المصور الصحافي امير علي عيسى الذي قضى في حادث سير .

السابق
على وقع الحرب والنزوح… مدارس «المصطفى» تُصعد الأقساط والاهالي يحتجون!
التالي
بالفيديو: قصف إسرائيلي على دمشق.. استهداف مقراً لحزب الله والحرس الثوري!