بلوط تحذر عبر «جنوبية» من إستغلال «البدوفيليين» لوسائل التواصل.. وتفند الإنعكاسات السلبية على الضحية

شهد المجتمع اللبناني في الآونة الأخيرة حوادث اغتصاب طاولت الأطفال، وعادت هذه الظاهرة لتتصدر مجدداً مع الكشف عن أفراد عصابة من "التيكتوكرز"، اختارت ايقاع الصغار في شبكة مصيدتهم عبر اغتصابهم وابتزازهم جنسياً. فالشكاوى من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ما يُطلق عليهم البعض "مرضى" أو "منحرفين" تتصاعد، وكذلك المطالبة بلجم الاستغلال الجنسي الذي يمارسه هؤلاء في العالم الافتراضي، الذي يتم استغلاله أيضاً لجني الأموال الى جانب اشباع الرغبات.

في خضم المطالبة بتفعيل الرقابة على المحتوى المنشور من قبل الدول، بالتوازي مع مسؤولية الأهل في “ضبط ايقاع” استعمال اولادهم لمنصات التواصل، يُصنّف علم النفس الأشخاص الذين
يقومون باغتصاب الأطفال بأنهم مصابون بمرض “البيدوفيليا”، وهو ما أضاءت عليه أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية الدكتورة سيلفا بلوط عبر “جنوبية”، وعلى أسبابها وتداعياتها النفسية والجسدية على الأطفال وسبل العلاج، بالإضافة الى دور وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما يأتي نص المقابلة:

البيدوفيليا هي اضطراب معقد وخطير كما أنه يصيب الرجال أكثر من النساء

كيف يمكن تحديد البيدوفيليا ؟
تعدّ البيدوفيليا سلوكاً انحرافياً باعتباره حالة مرضية، حيث ينجذب الراشد جنسياً إلى الأطفال ، سواء كانوا في مرحلة الطفولة المبكرة أو مرحلة قبل النضوج، و يتصف أيضاً بأنه سلوك إجرامي ولا أخلاقي لأنه يسبب لضحاياه أزمات نفسية خطيرة و اضطرابات انفعالية. ويمكن القول أن البيدوفيليا هي اضطراب معقد و خطير، و تشير الدراسات إلى أنه يصيب الرجال أكثر من النساء.
ما هي الأسباب المرتبطة بالبدوفيليا؟

تتعدد أسباب البيدوفيليا، و تتعقد عواملها. و يمكن أن تكون بيولوجية كالخلل الدماغي، أو وجود عدم توازن كيميائي في الدماغ، ويذكر أن هناك أبحاث تجري للتأكد من هذه العوامل. وتقف عوامل سيكولوجية وراء البيدوفيليا ، نذكر منها اضطرابات الشخصية كالشخصية الحدية، والمنحرفة النرجسية، الشخصية التابعة، بالإضافة إلى التجارب الصادمة التي تم اختبارها خلال الطفولة. كما توجد أسباب محيطية كالتعرض لسلوك جنسي مرضي و مشاكل علائقية، وقد يشكل وجود منحرف “بيدوفيل” في الأسرة عاملاً مهماً.

لا يوجد رابط واضح بين تعرض الطفل لإنتهاك و البدوفيليا أو المثلية

بالتأكيد يسبب انتهاك الطفل جنسياً تأثيرات سيكولوجية خطرة و سلبية عليه. ما هي أبرزها؟
بالإضافة إلى الإصابات الجسدية الخطيرة التي قد تنال من الطفل الضحية، توجد انعاكاسات خطيرة على المستوى السيكولوجي والانفعالي. إذ يختبر الطفل الضحية كمية كبيرة، إن صح التعبير، كالتشوش ، والخجل، والذنب، و الخوف، والغضب ، والإحباط.، بالإضافة إلى اهتزازٍ في صورة الجسد، وضعف الثقة في النفس، و اضطرابات علائقية ، و أعراض الاكتئاب و صدمات طويلة الأمد.
وتختلف هذه الاستجابات بين ضحية و أخرى . وتقف عوامل عديدة وراء هذا الاختلاف نذكر منها طبيعة الانتهاك الجنسي وحدته، ودعم الأسرة والاصدقاء، و اللجوء إلى العلاجات المناسبة.
هل يمكن أن يصبح الطفل- الضحية “بيدوفيل” أو مثلياً جنسياً في حياته الراشدة؟
لا يوجد رابط واضح بين تعرض الطفل لإنتهاك و البدوفيليا أو المثلية. لكن لا ننكر بأن هذا التعرض يمكن أن يشكل عاملاً ولو بنسبة ضئيلة .

إلى أي مدى تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في إيقاع الاطفال ضحايا للمنحرفين “البيدوفيليين”؟
مما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي لديها تأثير خطير في ايقاع الأطفال ضحايا للبدوفيليين ، لأن ما تبثه ينعكس على مواقف الضحايا ، وادراكاتهم، وسلوكياتهم الجنسية، بحيث قد تعرض برامجها سلوكيات لا تتناسب مع أعمار الأطفال كالعنف مثلاً و التصرفات غير اللائقة بحيث يتم الاقتداء بها .
ما هو العلاج المناسب للأطفال الضحايا؟
تتعدد العلاجات النفسية، نذكر منها العلاج المعرفي السلوكي، و العلاج باللعب ، و العلاج الأسري و تسهم هذه العلاجات في تمكين الطفل من فهم انفعالاته ، والتعبير عنها ليتمكن من ضبطها، والتعامل معها بشكل سليم، بالاضافة إلى اعادة بناء الثقة في النفس والعلاقات السوية مع المحيط والاصدقاء.

تسهم العلاجات في تمكين الطفل من فهم انفعالاته والتعبير عنها ليتمكن من ضبطها

كيف يمكن حماية الطفل، وتجنيبه الوقوع ضحية المنحرف البيدوفيل؟
تسهم طرق عدة في حماية الطفل . نبدأ أولاً بالتوعية، و تتركز حول تعليم الأطفال والمراهقين و إعلام الأهل المربين على “علامات” حصول الانتهاك والابتزاز الجنسيين و سلوكياتهما المرضية و تبرز أهمية التواصل المفتوح والمستمر ، من خلال تشجيع الطفل على التكلم عن تجاربه و اهتماماته و مخاوفه، وأيضاً تشجيع الأهل على على التحدث مع الطفل بشكل دوري بالإضافة إلى المراقبة والمتابعة المستمرة، نذكر على سبيل المثال مراقبة ما يشاهده من برامج على وسائل التواصل و بالطبع، يعد تأهيل المربين في المدارس والعاملين في المؤسسات الصحية على كيفية طرق للكشف عن وجود انتهاك جنسي بحق الأطفال عاملاً هاماً في حمايتهم. و أخيراً يشكل التدخل المبكر أساسياً في حال ملاحظة أي دلالة على حصول الانتهاك.

السابق
25 ألف مستوطن تركوا المنطقة.. مناطق إسرائيلية تنهار بسبب حزب الله!
التالي
دمشق لا تُعيق عودتهم.. ميقاتي: كل سوري يقيم بشكلٍ غير شرعي سيتم ترحيله