«حزب الله» ينزل عن «شجرة غزة».. وهذا ما تحضره إسرائيل ضد لبنان!

علي الأمين مشاركاً في مؤتمر اللقاء الوطني
تشي تطورات الحرب الدائرة في غزة والجبهة المشتعلة في جنوب لبنان، ان الأوضاع تكاد تفلت من عقالها، نتيجة تأرجح ميزان القوة بين "حماس" التي "أوجعت" إسرائيل وجعلتها تكمل حربها بلا هوادة، وبين إسرائيل و"حزب الله" المربك، الذي يبحث عن مخرج "ينزله عن شجرة غزة"، وسط معلومات عن تحضير إسرائيلي لعمل كبير ضد لبنان.

يبدو ان الحرب على غزة لن تحظى بوقف اطلاق نار، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخاطب اهالي الأسرى، “ان وقف الحرب في غزة الآن سيعرقل اعادة خوضها”، فيما وزير دفاعه يوآف غالانت، يقلل من شأن عدم قدرة الجيش على قتل قادة “حماس”، ويؤكد ان الاغتيال يمكن ان ينفذ لاحقا.

وعلى رغم المقتلة، التي تعرضت لها كتيبة الهندسة في الجيش الاسرائيلي، في مخيم المغازي وسط القطاع، والتي ابكت قادة الاحتلال، بعد سقوط ٢٤ جنديا دفعة واحدة في ضربة، هي “الاشد منذ طوفان الاقصى”، فان حكومة الحرب تبدو مستمرة في حربها، في وقت يغيب عن خططها المعلنة، اي تصور واضح لليوم التالي بعد الحرب، لذا الثابت الوحيد اسرائيليا، ان الحرب مستمرة، ولا وقت محدد لوقفها في غزة.

اذا كان هذا هو حال الحرب في جبهة الجنوب مع غزة، فما هي الخيارات المطروحة على جبهة الشمال مع لبنان؟

“حزب الله” اكثر ليونة تجاه ايجاد حلّ للمواجهات الجارية مع اسرائيل”

في المعلومات، ان اسرائيل تستعد لعمل كبير في لبنان، بحسب اوساط فرنسية، نقلت عن الوفد الذي ترأسه وزير الدفاع الفرنسي الى اسرائيل امس، ان “الاسرائيليين اكثر تشددا من السابق تجاه “حزب الله” ولبنان، فيما “حزب الله” اكثر ليونة، تجاه ايجاد حلّ للمواجهات الجارية مع اسرائيل”
وتلفت الاوساط الفرنسية أيضاً، الى ان عنوان البحث الاساسي للوفد الفرنسي في مباحثاته مع الحكومة الاسرائيلية “هو لبنان، ومنع اندلاع حرب”.

ازاء ذلك كله يبقى السؤال، كيف سيتعامل “حزب الله” مع كل هذه المعطيات، وهل يمكنه تفادي حرب لا يريدها، وبالتالي يطرح سؤال هل “حزب الله” اخطأ في عملية ربط وقف اطلاق النار في لبنان بوقف اطلاق النار في غزة؟

كان من الضروري ان لا يقيد الحزب نفسه بهذا الربط

بحسب مصادر لبنانية متابعة لمسار الأزمة الحالية والاتصالات الجارية، ترى ان “حزب الله لم يكن مضطرا لربط حرب لبنان بغزة”، وسألت “هل كان هذا الربط هو زلة لسان”؟ وتردف: “ربما كان الامر كذلك، ولا يعني ذلك ان الاسرائيلي ماكان ليقوم بعمل ضد “حزب الله” لو ان الحزب لم يبادر الى المواجهة بعد “طوفان الاقصى”، لكن كان من الضروري ان لا يقيد الحزب نفسه بهذا الربط، ولا يعني ذلك ان لا يمارس فعل المساندة عمليا”.

وأعطت المصادر عينها، تشبيهاً لموقف “حزب الله” الآن بـ”الصعود الى الشجرة، وهو بدأ يبحث عن طريقة للنزول عنها”.

العمليات الميدانية تظهر الآن، ان المبادرة بيد اسرائيل، بخلاف ما كان عليه الحال في الشهرين الاولين، وفي ظل الارباك الاسرائيلي في غزة وعلى جبهة الجنوب، لكن مسلسل الاغتيالات التي طالت محور ايران من لبنان الى سوريا والعراق، والتي استهدفت قيادات عسكرية وكوادر امنية، اظهرت مدى الهجوم الاسرائيلي على المحور من رأسه في طهران، وصولا الى اذرعه وحلقات ربط فيما بينها.

“النزول عن الشجرة او البحث عن مخرج” يكشفه عدم قيام “حزب الله” برد ميداني

“النزول عن الشجرة او البحث عن مخرج”، يكشفه عدم قيام “حزب الله” برد ميداني يتناسب مع مستوى العدوان الاسرائيلي، في وقت تبدو الشهية الاسرائيلية للحرب تزداد، ولم يعد وقف “حزب الله” اطلاق النار كافيا لتوقف اسرائيل عملياتها، وهذا ما دفع الحزب، الى تقنين دور “حماس” العسكري في جنوب لبنان تمهيدا لوقفه، فيما حركة “الجهاد الاسلامي” انكفأت، بحيث تبدو انها جمدت نشاطها في الجنوب.

وما الاعلان عن مجموعات مقاومة مجهولة الهوية في جنوب لبنان كـ”سرايا العز الاسلامية”، سوى اشارة الى انكفاء حركتي “حماس” و”الجهاد” عن النشاط العسكري من الجنوب، في رسالة واضحة من “حزب الله” الى من يعنيهم الامر دوليا، واستجابة لنصائح تلقاها من الخارج على هذا الصعيد.

زيارة السفير الايراني مجتبى أماني الى السفير السعودي وليد البخاري، في خيمته البدوية في اليرزة، لا تخلو من دلالة على صعيد التخفيف من العزلة، وتمهيد الطريق والسبل لعودة “حزب الله” الى الداخل، قابل للتسويق سياسيا من قبل محور الممانعة.

ما يزيد من حيرة “حزب الله” في مقاربة مستوى تفاعله مع غزة هو الارباك الذي يصيب حركة “حماس”

ما يزيد من حيرة “حزب الله” في مقاربة مستوى تفاعله مع غزة، هو الارباك الذي يصيب حركة “حماس”، ويتمثل هذا الارباك على المستوى القيادي: اولا، ان هذه القيادة غير قادرة على الانسجام على موقف واحد، لا سيما في قضايا تتعلق بحل الدولتين، الاعتراف باسرائيل، والمصالحة الوطنية، وثانيا، غير قادرة على تبليغ موقف سياسي نهائي يقدم للوسطاء، بوجود يحي السنوار ومحمد ضيف في غزة، وعلى رأس المواجهة في الميدان.

الارباك الذي له جذوره القديمة داخل قيادة “حماس” يفاقمه استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة

هذا الارباك الذي له جذوره القديمة داخل قيادة “حماس”، يفاقمه استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، وعدم قدرة القيادة الحمساوية في الخارج، على اتخاذ قرارات سياسية بمعزل عن رأي قيادة الداخل.

كل ذلك، يفيد ان الهجوم الاسرائيلي في جبهتي غزة ولبنان سيشتد ويطول، في الوقت الذي تتراجع فيه فرص التسوية، خصوصا على الجانب اللبناني، طالما ان نزول “حزب الله” عن الشجرة او بقائه، لن يغير في مجرى العمليات الاسرائيلية، الا اذا كان لدى واشنطن وباريس، ما يمكن ان يفرضانه كتسوية على نتنياهو، الذي لا يزال قادرا على التفلت من الضغوط وتجاوزها بلا تردد.

السابق
ثلوج وامطار في طريقها الينا.. استعدوا لـ٣ منخفضات متتالية!
التالي
الجنوب جبهة حامية رغم «البرودة».. والنازحون «يقاسون»!