«حزب الله» يمسح الأضرار لإمتصاص نقمة الجنوبيين..وهذه أولوياته في التعويض من المال الإيراني!

قصف اسرائيلي جنوب لبنان

كشفت الهدنة في غزّة عن حجم الأضرار في لبنان، حيث عاد أبناء المناطق الحدودية نسبياً، بعد انسحاب الهدوء الى قراهم، لتفقد منازلهم وأرزاقهم التي تلفت، ورغم أن أضرار مناوشات 2023 لا يمكن مقارنتها مع حجم أضرار حرب تموز 2006، التي خلّفت دمارا كبيرا في الارواح والممتلكات، إلا أنّها تركت نقمة كبيرة على “حزب الله” من أبناء هذه القرى الذين يرزحون تحت ضائقة معيشية قاسية، في ظلّ ظروف سياسية واقتصادية مختلفة لم يمر بها لبنان من قبل.

“حزب الله” المعني المباشر بتمدد الحرب الى لبنان واشعال الجبهة الجنوبية، بدأ بعملية استباقية لتهدئة النفوس الغاضبة، من خلال إشاعة الكشف على الاضرار وقطع الوعود بالتعويض على أصحابها، الذين نزحوا من قراهم وتركوا لمصيرهم بين تجّار الأزمات والحروب. أولى “آلاعيب” الحزب كانت بلجوئه الى الدولة لطلب التعويضات المالية للمواطنين المتضررين، على أن تدفع من خلاله في حال توفرت، وهو يدرك أن “فاقد الشيء لا يعطيه”، إلا أنه يأمل بأن تأتي إليه من خلال هبات ودول مانحة، وتأتي خطوة مبعوثه النائب حسن فضل الله باتجاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لإلباسه التعويض للجنوبيين حين أكد أن ميقاتي إلتزم ب دفع التعويضات الكاملة”.

“حزب الله” المعني المباشر بتمدد الحرب الى لبنان بدأ بعملية استباقية لتهدئة النفوس الغاضبة من خلال إشاعة الكشف على الاضرار وقطع الوعود بالتعويض على أصحابها

ورأت مصادر مواكبة ل”جنوبية” أن “حركة “حزب الله” الالتفافية، هي محاولة للهروب الى الامام والتنصل من مسؤولياته، ورمي الكرة في ملعب الدولة صاحبة ” الجسم اللبيس”، فالحزب بات يخشى من جولة قتال جديدة، بعد ان لمس حجم الاعتراض داخل بيئته، وعدم استعدادهم لتحمّل تبعات أي حرب مجّانية”.

إقرأ ايضاً: بحضور البخاري وحشد من الشخصيات.. متري وزيادة يرفعان «وصايا» الإمام شمس الدين في معرض الكتاب!

ولفتت الى ان الحزب يدرك ايضاً ان الظروف غير مهيئة لأي انزلاق كبير باتجاهها، فسياسيا لا وجود لرئيس جمهورية ولا لحكومة، إضافة الى العلاقة الجافة مع الدول العربية التي عوّضت عن المتضررين في حرب تموز واعادت الاعمار، وكذلك اقتصاديا، فلبنان يعاني من ازمة حادة منذ العام 2019 كشفت اهتراء مؤسسات الدولة وانعكست معيشيا على اللبنانيين الذين ساءت احوالهم، فلجأوا الى قراهم وارضهم، وتوقفت عن البعد الامني، إذ ان “الجولة الاولى من القتال بعد حرب تموز، كشفت حجم الخرق الاستخباراتي الاسرائيلي للحزب، وتغيير التكتيك القتالي لدى جيشه، كذلك بات يخاف الحزب من هدوء جبهة غزة، وتفرّغ اسرائيل للجبهة اللبنانية وشن حرب على لبنان قد تعيده مئة عام الى الوراء”.

وأكدت أن “حزب الله ستكون اولوياته التعويض من المال الايراني، على سكان القرى السنية والمسيحية، التي كانت منصة لاطلاق صواريخه وتعرضت للقصف الاسرائيلي، خصوصا ان سكان هذه القرى، كما معظم القرى الشيعية، بات سكانها يمنعون عناصر الحزب من التواجد في ارضهم او بالقرب من منازلهم، بعد أن وجدوا ان اسرائيل، تقصف وتحرق أي مكان يتواجد فيه حزب الله”.

“حزب الله ستكون اولوياته التعويض من المال الايراني، على سكان القرى السنية والمسيحية، التي كانت منصة لاطلاق صواريخه وتعرضت للقصف الاسرائيلي

وأبدت المصادر خشيتها، من أن “يلجأ “حزب الله” الى خلق “إبريق زيت” جديد، يضيفه الى ذلك الذي تم استحضاره في حرب تموز 2006، وعلقه بوزراة المهجرين ورئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وال 11 مليار دولار، فيبقى الجنوبيون خارج حسابات بيادرهم وحقولهم”.

السابق
معضلة المقاومة في غزه
التالي
المناخ والإنسان