في إنتظار..«ما بعد بعد غزة»!

علي الامين
يبدو ان المنطقة، بعد "أم المعارك" بين إسرائيل وغزة، على موعد مع نقلة إقليمية تاريخية، فرضتها التبدل "الدراماتيكي" في موازين القوى و"قواعد الإشتباك" ، وبالتالي فإن المشهد العام لن يبقى كما هو عليه قبل "طوفان الأقصى" ورد "السيوف الحديدية"، في إنتظار "ما بعد بعد غزة".. هذه المرة.

الحدث الفلسطيني “الغزاوي”، يتجاوز حدود المواجهة بين حركة حماس واسرائيل، ويتعدى غلاف غزة الى ما هو اوسع واشمل.

مما لا شك فيه، ان فصيل عزالدين القسام فاجأ اسرائيل بعملية طوفان القدس، واذهل العالم بالقدرة على التنظيم والهجوم، بنحو الف وخمسمائة مقاتل براً وجواً، واطلق آلاف الصواريخ باتجاه المستوطنات والمدن الاسرائيلية، فيما الجيش الاسرائيلي بدا وكأنه خارج الواقع، وغائب تماما عما كان يحضر من قبل “حماس”، في وقت كان الحديث عن الاختراقات الاسرائيلية في غزة لا يتوقف.

احتمالات توسع المواجهة يبقى قائما والرد الاسرائيلي الذي سيبدأ بغزة قد يندفع نحو توجيه ضربات عسكرية في الداخل السوري اولاً وفي لبنان ثانياً ويبقى هذا احتمالاً جدياً

وهنا يبرز السؤال، هل التحضير لمثل هذه العملية غير المسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني، يمكن ان يمر من دون ان تلحظه اسرائيل؟ الجواب هو بالتأكيد كما جاء على لسان اسرائيل نفسها، ما يعبر عن فشل استخباراتي كبير، في مقابل تفوق “حمساوي” نوعي، سيفرض واقعا سياسيا جديدا ليس داخل فلسطين المحتلة، فحسب بل حتى اقليميا.

هل التحضير لمثل هذه العملية غير المسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني يمكن ان يمر من دون ان تلحظه اسرائيل؟

من المبكر الحسم في مجريات المواجهة ونتائجها، وما إذا كانت ستتوسع المواجهة لتشمل لبنان وسوريا، أو من يمكن ان يوسع المواجهة اسرائيل ام ايران وحزب الله.

إقرأ ايضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: عقل «حزب الله» بين غُرم على لبنان وغُنم لإيران والأسد

النتائج الاولية التي يمكن قراءتها، هي أولا، اسرائيل تعرضت لهزة امنية وعسكرية، ستكشف الحكومة وتفتح الباب امام حكومة وحدة وطنية، على الارجح، يمكن ان تستبعد من رئاستها بنيامين نتنياهو، في سياق عملية رد عسكري عنيف ضد غزة.

النتائج الاولية التي يمكن قراءتها هي أولا اسرائيل تعرضت لهزة امنية وعسكريةوتفتح الباب امام حكومة وحدة وطنية تستبعد من رئاستها بنيامين نتنياهو

ثانيا، وجهت ايران رسالة قوية الى خصومها ومنافسيها اقليميا، فبعدما بدا ان ايران تفقد قدرتها على المبادرة في اكثر من ميدان اقليمي، وآخرها ما جرى في ناغورني كاراباخ من تجاوز لمصالحها ولدورها، وجهت رسالة من غزة ضد التطويق الدولي والاقليمي الذي تتعرض له، من مشروع خط الهند نحو حيفا، الى التقارب التركي الروسي على حساب ارمينيا والدور الايراني.

ثالثا، اذا كان نتنياهو سيدفع ثمن ما يجري اسرائيليا، فان الرئيس الفلسطييني محمود عباس لن يكون بمنأى عن التداعيات على دور السلطة وموقعها اسرائليا وفلسطينيا.

وجهت ايران رسالة قوية الى خصومها ومنافسيها اقليميا بعدما بدا ان ايران تفقد قدرتها على المبادرة وجهت رسالة من غزة ضد التطويق الدولي والاقليمي الذي تتعرض له

رابعا، احتمالات توسع المواجهة يبقى قائما، والرد الاسرائيلي الذي سيبدأ بغزة، قد يندفع نحو توجيه ضربات عسكرية في الداخل السوري اولاً، وفي لبنان ثانياً ويبقى هذا احتمالاً جدياً، اذا ما وجدت اسرائيل غطاء اميركياً او محاولة ايرانية لفرض قواعد جديدة.

السابق
المالكي يبارك عملية «طوفان الأقصى»: للوقوف مع الشعب الفلسطيني
التالي
بالفيديو..أكثر من 57 اسيراً اسرائيلياً لدى حماس والجهاد..و40 قتيلاً و750 جريحاً!