زيارة هوكشتاين تشي ب«أيلول مبلول» بالترسيم والرئيس؟!

هوكشتاين

لم تكن زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان كسابقاتها، أي عادية بمهمة محددة تتعلق بترسيم حدودي فقط، انما توجهت الزيارة هذه المرة، برسائل مباشرة ومتعددة لاركان الحكم بما يمثلون وللقوى السياسية اللبنانية بأحزابها وقياداتها ومسؤوليها، لكونها رسائل تأتي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية، وعلى رأسها الاستحقاق الانتخابي الرئاسي ترسيم الحدود البرية.

وكان لافتاً أيضاً، تزامن زيارة هوكشتاين الى لبنان، واثارة أكثر من ملف من بينها الملف الرئاسي اللبناني، مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان الذي أكد ثقته بقدرة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، وقد سمع تصريحات إيجابية بشأن لبنان خلال المباحثات التي أجراها مع السعودية”.

مصدر سياسي متابع ل “جنوبية”: حراك هوكشتاين “الإيجابي” في تفاؤله وتصريحاته يتلاقى مع كلام بري الذي دعا الى الحوار لمدة سبعة أيام وبعدها الى جلسات مفتوحة

و في هذا السياق، لفت مصدر سياسي متابع ل “جنوبية” ان “حراك هوكشتاين “الإيجابي” في تفاؤله وتصريحاته، بتلاقى مع كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي دعا الى الحوار لمدة سبعة أيام، وبعدها الى جلسات مفتوحة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وتلقف الكلام سريعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي اعتبر كلام بري “جيد وإيجابي وان شاء الله بيكون في رئيس بأيلول”.

ورأى ان “الكلام والحراك القائمين، يؤسسان على انتخاب رئيس للجمهورية في أيلول الجاري، في حال استمر على الوتيرة الإيجابية عينها، وان حراك هوكشتاين يصب في هذا الاتجاه، مع العمل على اراحة الوضع الاقتصادي عبر وعده بدعم الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من ملف، خصوصا ملف الطاقة الذي استنزف ويستنزف الخزينة اللبنانية منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن”.

الكلام والحراك القائمين يؤسسان على انتخاب رئيس للجمهورية في أيلول الجاري في حال استمر على الوتيرة الإيجابية عينها

وإذ كشف أن” هوكشتاين كان واضحاً حول ضرورة انجاز الانتخابات الرئاسية قريباً في إطار مواكبة عملية استخراج الغاز”، أوضح انه “بحث بشكل معمق، مسألة تسهيل الولايات المتحدة عملية استجرار الغاز المصري إلى لبنان بالتعاون مع البنك الدولي، وتجديد موقف واشنطن حول دعم لبنان في الاستفادة مع عمليات استخراج الغاز وتصديره عندما يحين وقته، ولكن في مقابل شرط أساسي وهو إقرار التشريعات اللازمة وإنشاء الصندوق السيادي، وهو ما يتطلب وجود رئيس للجمهورية”.
وتوقف عند “تلقف بري كلام هوكشتاين عبر الاعلان عن ان مجلس النواب مستعد للبدء بعقد جلسات لانتخاب الرئيس، بعد اجراء حوار لمدة محدودة، ما فتح الباب امام القوى السياسية لتحديد موقفها من هذا التطور القائم”.
وأشار الى انه يتبين ان “كل القوى تؤيد هذا الطرح من مناخه المستجد، باستثناء القوات اللبنانية على لسان النائبة ستريدا جعجع التي اعتبرت كلام بري بحد ذاته مخالفة دستوريّة كبيرة، إذ إن الدستور لا ينص على التوافق وإنما على الانتخاب، فضلاً عن أنه يعد فصلاً جديداً من فصول محاولة فريق من اللبنانيين، فرض إرادته على الآخرين تارةً بالقوّة وتارةً بسوء استخدام السلطة”.

هوكشتاين كان واضحاً حول ضرورة انجاز الانتخابات الرئاسية قريباً في إطار مواكبة عملية استخراج الغاز


ورأى ان رسائل هوكشتاين التطمينة، تدل على ان الوضع اللبناني مضبوط امنيا، خصوصا بعد زيارته البقاع وبعلبك تحديدا وتناوله الفطور الصباحي من امام صخرة الروشة في مدينة بيروت الجميلة كما وصفها، فضلا عن توسيع مروحة لقاءاته هذه المرة، للوقوف على رأيها من التطورات القائمة في البلد”.

وتوقع المصدر ان لا يكون شهر ايلول كسابقاته من الاشهر في المراوحة السياسية السلبية، بل سيشهد حراكا متميزا قد يفضي الى نتائج مرجوة، خصوصا بعد تلاقي الاضداد في نقاط التقاء اساسية، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، التي تعد المدخل لكل اصلاح سياسي واقتصادي، في حال حضرت الارادة الدولية”.

السابق
بعد «إيريس».. «بيرولا» متغيّرة كوفيد الجديدة
التالي
في استكمال الانقلاب على قيم الحداثة