خاص «جنوبية»: لودريان.. جولة أسئلة «سهلة» تبحث عن أجوبة «صعبة»!

لودريان

لم يخف مبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان، حقيقة مهمة الجولة الاولى في رحلة الغوص العميقة بين “قروش” الساسة اللبنانيين، لحلّ أزماتهم المتراكمة، ووضع جولته الأولى في خانة إستطلاع الآراء، وطرح الأسئلة والإستماع لاجوبة المسؤولين اللبنانيين عن قرب، مستبقا بذلك التساؤلات والتحليلات التي ستخرج بسيناريوهات، كلّ حسب أهوائه وما تشتهيه سفينته.

لودريان “لا يحمل أي مبادرة ولا أسماء رئاسية، بل ينطلق من عدة أسئلة يطرحها على من التقاهم من الشخصيات السياسية لتكوين خارطته”

يعلم الديبلوماسي الفرنسي حجم الإنقسام اللبناني، واستحالة خروج اللبنانيين بحلّ دون مساعدة وإخراج خارجي، وهو إنتظر نتائج خلطة الجلسة 12 التي كانت مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، قبل قدومه الى حقل الألغام وحلّ الألغاز، وقد أكدت مصادر متابعة للجولة لـ”جنوبية”، إن لودريان “لا يحمل أي مبادرة ولا أسماء رئاسية، بل ينطلق من عدة أسئلة يطرحها على من التقاهم من الشخصيات السياسية لتكوين خارطته، وقد دوّن أجوبتهم قبل نقلها الى المشرحة الفرنسية والدول المعنية، ليبني على الشيء مقتضاه، في جولة جديدة اكثر وضوحا وجدّية”.

وبحسب المصادر فإن “أسئلة لودريان ركزت على الحوار والتوافق والسلة المتكاملة، وعن المخرج للفراغ الرئاسي ومدى احتمال التوصل الى مرشح توافقي، وقابلية القوى السياسية للحوار، وعن جدول اعماله وشروطه، كما وتمحورت اسئلته عن المانع من التوافق مسبقا على رئيسي جمهورية وحكومة ومواصفات كل منهما، إضافة الى الاهداف التي يتطلع اليها كل فريق من العهد المقبل”.

“إختار لودريان اسئلته بعناية”، وفقاً للمصادر، وهو “يتطلع الى طاولة حوار تجمع كل الافرقاء تحت رعاية دولية وعلى ارض خارجية، بعد سلسلة زيارات مكوكية، لم يترك مجالا للعبة “شدّ الحاف” كل لناحيته”.

نجاح مهمة لودريان بسبب أن فرنسا هي طرف في الازمة، وقد دعمت مرشح الممانعة سليمان فرنجية

وفي الوقت الذي أكدت المصادر عينها ان لودريان، “حصّن جولته بغطاء سعودي خرج من قصر الاليزيه ومن رضا ايراني، شككت مصادر سياسية مستقلة لـ”جنوبية”، في “نجاح مهمته بسبب أن فرنسا هي طرف في الازمة، وقد دعمت مرشح الممانعة سليمان فرنجية، ولا تزال تبحث عن ثغرات لتقديمه بشكل مختلف، كما ان هناك اعتقاد ان أميركا سحبت الغطاء عن الفرنسيين، وأرسلت اشارات على انها غير معنية، بما يخرج عنهم بخصوص الازمة اللبنانية”.

رحلته لن تكون نزهة بل ستكون شاقّة في بلد التناقضات السياسية والطائفية

وخلصت الى ان “مهمة لودريان الأولى التي كلّفه بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبحث عن حلّ للأزمة اللبنانية، لا يحسد عليها ولن تنتهي برئيس، فهو رغم انه مخضرم، ولديه علم بالخارطة اللبنانية وتشعباتها، الا أن رحلته لن تكون نزهة بل ستكون شاقّة في بلد التناقضات السياسية والطائفية، والتداخلات والتبدلات المحلية والاقليمية”.

السابق
طلب من «الصليب الاحمر» الى اللبنانيين.. ادعوا لجورج كتاني!
التالي
المورد الثقافي يطلق منشور «أصوات جديدة في السياسات الثقافيّة في المنطقة العربية»