جورج حاوي..لهذا استهدفوك وغيبوك!

جورج حاوي
في الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال القائد الوطني والزعيم التاريخي للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، كتبت ابنة اخته كلير حاوي كلمة عاطفية وطنية، ترثي فيها حال الوطن بعد غياب خالها المناضل، الذي بقي مصرا على مبادئه الوطنية حتى استشهاده

كم افتقدك يا خالي جورج، كم نفتقد جراٌتك وشجاعتك وشهامتك ومواقفك الصلبة التي لا تتزعزع، التي تترافق مع حب وعطاء لا متناه.

كم نحن بحاجة لمثل هذه القيم في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها اليوم .

لقد ترك غيابك عنا أثرا كبيرا في حياتنا اليومية، وأحدث فجوة عميقة في المعترك السياسي، حيث القلائل منهم من يستطيع صنع قراره بنفسه مثلك، وخاصة أولاءك اللذين يتربصون وراء طائفتهم ينتظرون ما ستمليه عليهم.

فهنا تكمن المشكله الحقيقية التي تواجهنا بشكل دائم ولا مفر منها،هي التي كنت دائما تحذر من خطورتها على الواقع اللبناني الا وهي الطائفية والمذهبية على حدٍ سواء. والاّسواّ من ذلك هم رجال الساسة المدججون بالطائفة ولا يقرون بذلك ،انهم يدعون الوطنية، لكنهم أوفياء للطائفة فقط وليس للوطن.

بالاٍضافة إلى هذا كله، لقد استطاع هذا النظام، النظام الطائفي ان يتحكم بكل مقدرات الدولة ولا سيما القضاء، وعلى القضاء ان يكون مستقلاً، بعيداً عن المعظلات السياسية، فقد أصبح رهينة في يد السياسيين ورجال الدين، فبتنا نعيش تحت رحمتهم .

في شريعة الغاب لا افتراس إلا بدافع الجوع، أما في غاب السياسة في لبنان، فلا قواعد ولا ضوابط للاٍفتراس السياسي

لقد تحول بلدنا إلى شريعة غاب،لا بل أسوأ بكثير.

في شريعة الغاب لا افتراس إلا بدافع الجوع، أما في غاب السياسة في لبنان، فلا قواعد ولا ضوابط للاٍفتراس السياسي. انهم يستغلون الطائفة للسعي وراء رغباتهم واطماعهم على حساب هذا الشعب المسكين، المقهور والفقير الذي يلهث للحصول على قْوْته اليومي.

إقرأ ايضاً: لقاءات «ماراثونية وإستطلاعية» للودريان..ولقاء سعودي ايراني سوري لافت في الفينيسيا غداً!

كم عملتَ يا خالي جورج وناضلت للتوصل إلى الحرية والعدالة والمساواة بين جميع الاٌطياف والاديان على حد سواء، والايمان بالديمقراطية كطريق للتغيير والتمسك بالعدالة الاجتماعية لبناء الإنسان الجديد المنفتح، المحاور الذي يعمل على احترام الراّي الاّخر ويؤمن بالعيش المشترك. فكانت هذه المبادئ لا تتماشى مع سياستهم الطاغية والمتخلفة، لذلك استهدفوك وغيبوك عن الساحة اللبنانية كباقي الشهداء امثالك اللذين سقطوا في الطريقة ذاتها .

فماذا نتوقع من هذه الطبقه الحاكمة، الفاسدة والطاغية ان تقدم لهذا الوطن الجريح ليتعافى سوى الضغينة والاستغلال والاستقواء على الضعيف.

ترك غيابك عنا أثرا كبيرا في حياتنا اليومية، وأحدث فجوة عميقة في المعترك السياسي حيث القلائل منهم من يستطيع صنع قراره بنفسه مثلك

كم ان رحيلك وامثالك خسارة كبيرة لهذا الوطن الجميل، كم هو بحاجة لامثالكم كي ينهضوا به ويوصلوه إلى بر الأمان.

أما الشيئ الملفت فهو انه أنه يوم استشهادك يصادف يوم الأب وما كنت إلا الأب المثالي.

رحمك الله يا خالي العزيز

السابق
جيد جدا للواء شحيتلي على رسالة الدكتوراه حول ترسيم الحدود البحرية والبرية
التالي
خاص «جنوبية»: مليونا سائح ومتحدر الى لبنان و520 مؤسسة «متجددة»..الإيرادات تصل الى 6 مليار دولار!