من المتوقع أن يشهد لبنان موسماً سياحياً واعداً خلال الصيف المقبل، هذا ما أعلنته وزارة السياحة اللبنانية اذ اكدت قدوم أكثر من مليوني زائر من سياح ومغتربين إلى البلاد، مما يتخطى الأعداد التي سجلت خلال الصيف الماضي الذي كان مزدهراً أيضاً، وسجل فيه وصول 1.7 مليون وافد إلى مطار بيروت.
وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تسوّق للسياحة في لبنان، والملفت أنّ أغلب هذه الفيديوهات تنشر من قبل صنّاع محتوى من غير لبنانيين، وتضيء هذه المقاطع على أماكن سياحية غير معروفة بشكل واسع لدى شريحة كبيرة من السياح واللّبنانيين، وتظهر في معظمها جمال لبنان وطبيعته الخلابة، الى الأسواق والسهرات والمراكز التجارية والصناعات الوطنية وغيرها.
واذ توقع مصدر اقتصادي ل “جنوبية” ان يكون الايراد السنوي للسياحة في لبنان اكثر من 6 مليار دولار اي بزيادة مليارين عن السنة الماضية، كشفت معلومات ل “جنوبية” فان وزارة السياحة قد اعادت تجديد افادات لأكثر من 520 مؤسسة سياحية على كل الاراضي اللبنانية، فضلا تقديم أكثر من 230 مؤسسة طلب ترخيص جديدة، ومعظمها من المطاعم وشركات تأجير السيارات وفنادق صغيرة ومنتجعات جبلية مع انطلاق الموسم الحالي”.
لكن هواجس كثيرة تشوب العودة حسب مصدر متابع ل “جنوبية”، اذ ان الاجهزة الامنية المختصة ستكون في حالة جهوزية تامة مع تعزيز الشرطة السياحية للسهر على راحة المغتربين والسياح”.
التكلفة السياحية في لبنان هي الارخص بين الدول العربية اذ ان السائح يجول نهاره كاملا بأقل من 50 دولارا وبإمكانه ان يرفع فاتورته أكثر إذا رغب
وأشارت المعلومات الى ان “عددا كبيرا من الرعايا الخليجيين، بدأوا بإعادة تأهيل منازلها في المناطق الجبلية، خصوصا في عاليه وبعلشميه وبحمدون وشانيه وصوفر وحمانا وفالوغا وبرمانا وبعبدات، بحيث ان شركات اعادة التأهيل بدأت منذ شهر تقريبا عملها لإعادة ترتيب البيوت والفيلات والشقق الخاصة بهم”.
إقرأ ايضاً: جيد جدا للواء شحيتلي على رسالة الدكتوراه حول ترسيم الحدود البحرية والبرية
وكشفت انه “من المقرر ان تتكثف الاجتماعات الأمنية الخاصة، بعد الهواجس الكثيرة التي تشوب وضع المطار الحاليّ، خصوصا بعد الصرخة التي أطلقها النائب وضاح الصادق، اثر جولة التي قام بها في حرم المطار مع لجنة النقل والاشغال العامة الشهر الماضي، اذ تخوف من وضع المطار على اللائحة السوداء الدولية للمطارات، كاشفا في تغريدة عن أنّ “مطار رفيق الحريري الدولي في حال يرثى لها، فساد داخل المكاتب، محسوبيات، سوء ادارة، تلزيمات بالتراضي، وبعض المدراء لا خبرة ومعرفة لديهم بالطيران المدني، تم تعيينهم وفق منطق المحاصصة الحزبية، وغيرها من المشاكل التي تحدث عنها وتؤثر سلبا على هذا المرفق العام”.
توقع مصدر اقتصادي ل “جنوبية” ان يكون الايراد السنوي للسياحة في لبنان اكثر من 6 مليار دولار اي بزيادة مليارين عن السنة الماضية
ومع ذلك، فالصيف واعد سياحيا، وهو ما تؤكده مصادر سياحية بارزة ل”جنوبية” عن أنّ “حجوزات الطائرات مكتملة، وهناك رحلات اضافية الى لبنان. وبالأرقام 94 رحلة ستصل الى لبنان يوميا في الصيف، الذي يبدأ منتصف شهر حزيران الجاري، أي بعد انتهاء العام الدراسي في معظم البلدان، على أن تحمل هذه الرحلات ما بين 12 الى 15 ألف شخص يوميا”.
وكشفت “أنّ الأكثرية السياح العرب هم من العراقيين والأردنيين والمصريين، مع امكانية تقلص أعداد المصريين بسبب قانون “الكابيتال كونترول” الذي أقر في مصر، ووحد من عمليات السحب، وعليه لم يعد بإمكان المصريين إخراج العملة الصعبة من البلاد، كما لم يعد بإمكانهم استخدام البطاقات المصرفية خارج البلاد، هذه الاجراءات من شأنها التخفيف من النمو الذي كان منتظرا في الأسواق المصرية”.
حجوزات الطائرات مكتملة وهناك رحلات اضافية الى لبنان وبالأرقام 94 رحلة ستصل الى لبنان يوميا في الصيف الذي يبدأ منتصف شهر حزيران الجاري
وأسارت الى ان “مفاجأة صيف 2023 هي حضور مغتربين وسياح من اميركا اللاتينية، موطن المهاجرين المتحدرين من اصل لبناني، منذ قرن ونصف تقريبا، كالبرازيل وفنزويلا والاكوادور وسلفادور والأرجنتين والباراغواي والاوروغواي وبنما والمكسيك، حيث تقوم الجاليات اللّبنانية بتحركات كبيرة، لحث المتحدرين من أصول لبنانية وسورية وايطالية واسبانية على زيارة لبنان بحيث يتوقع ان يصل عدد الى حوالي 150 ألف مغترب متحدر من هذه الأصول”.
ولفتت الى ان “التكلفة السياحية في لبنان هي الارخص بين الدول العربية، اذ ان السائح يجول نهاره كاملا بأقل من 50 دولارا وبإمكانه ان يرفع فاتورته أكثر إذا رغب”.
وأشارت الى ان أرقام الحجوزات لموسم الصيف المقبل تؤكد وجود ارتفاع كبير مقارنة مع تلك التي سجلت خلال الموسم السابق، إضافة إلى مزيد من التنوع في جنسيات السياح القادمين إلى البلاد”.
وأملت أن يكون “الموسم السياحي المقبل أفضل بالفعل، في موازاة التقارب السياسي الحاصل أخيراً على صعيد المنطقة، الذي يحمل وقعا إيجابيا على الموسم السياحي، فيزيد إقبال السياح الخليجيين، علماً أن نسبة السياح العرب والأجانب حتى اللحظة سترتفع بنسب عالية من مجموع القادمين إلى لبنان، خصوصا ما رفع الحظر وفتح السفارات في لبنان خصوصا الاماراتية والقطرية”.
