من يُواجه «تغييب» صيدا عن المعالجات البيئية؟!

مدينة صيدا

أثارت الاتفاقية التي وقعت يوم الاثنين ٥ حزيران ٢٠٢٣ بين الإتحاد الأوروبي واليونيسف ووزارتي الطاقة والبيئة، ردود فعل سلبية في الوسط الصيداوي، وهي اتفاقية تتعلق بترميم وتأهيل عشر محطات لمعالجة المياه المبتذلة في مناطق مختلفة من لبنان، والتي استثنت المحطة الموجودة في صيدا من المحطات المستهدفة، وهي: محطة صور التي أنجزت عام ٢٠١٩، محطة كفرصير التي أنجزت عام ٢٠١٦، البترون التي أنجزت عام ٢٠١٥، النبطية التي أنجزت عام ٢٠٠٥، يحمر التي أنجزت عام ٢٠١٦، زوطر التي أنجزت عام ٢٠١٦ وكلها محطات لا تعمل حاليا، بالإضافة إلى محطات طرابلس التي أنجزت عام ٢٠٠٩، شكا التي أنجزت عام ٢٠٠٥، الغدير التي انجزت عام ٢٠٠٧، وكلها محطات تقوم بمعالجة اولية، ومعها محطة جب جنين التي أنجزت عام ٢٠٠٨ والتي تعمل فعليا وذلك حسب المعلومات المتقاطعة ما بين وزارة البيئة والحركة البيئية اللبنانية.

ويوجد في لبنان اكثر من ١٠٠ محطة لمعالجة المياه المبتذلة، والاكثرية الساحقة منها لا تعمل على الرغم من مرور سنوات على إنجازها.

ولدى مراجعة احد اعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا أفاد انه يبدو ان مدينة صيدا سقطت سهوا، في حين قال عضو اخر، انه تواصل مع وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، الذي اخبره انه سيبذل جهده لإدخال محطة صيدا في اللائحة.
ومن مراجعة اسماء المحطات، يبدو ان معايير الاختيار تعود للمحاصصة السياسية والطائفية المتبعة في جميع الميادين، لكن مصدر مقرب من الحركة البيئية، قال ان الإتحاد الأوروبي سيتولى امر هذه المحطات، في حين ان USAID ستتولى ترميم وتأهيل محطات اخرى ومنها محطة صيدا، وأن الامر قيد المتابعة مع المعنيين.
وأوضح احد اعضاء المجلس البلدي في صيدا ما يلي: “بالنسبة لموضوع محطة تكرير الصرف الصحي في صيدا، هناك منظمة دولية Wcs – DAI ستهتم بصيانتها وبتمويل من ال USAID ولهذه الاسباب لم تكن ضمن الاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد الاوروبي واليونسف بالشراكة مع وزارة البيئة”.
لكن ذلك لم يمنع النائب الدكتور عبد الرحمن البزري من شجب عملية تغييب صيدا عن هذه الإتفاقية، وذلك من أجل صيانة وإدارة مراكز ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي الرئيسة.

ورأى البزري “أن إستثناء صيدا من هذه الإتفاقية يُشكّل خطراً كبيراً على سلامة المدينة وشواطئها وعلى البيئة الوطنية”. وشدد على أن “إهمال صيدا، التي تحمّلت الكثير من المشاكل البيئية نيابة عن منطقة واسعة من لبنان، والتي تخدم شبكة الصرف الصحي فيها حوالي أكثر من 70 بلدة وقرية تحيط بالمدينة شمالاً وشرقاً وجنوباً، إضافة الى المدينة نفسها سيكون له تداعيات بيئية وسياسية في المدينة”.
كما أعلن المكتب الاعلامي للبزري انه
أجرى عدّة إتصالات مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزيري البيئة والطاقة، إضافة إلى اليونيسف ومسؤولي الملف في السوق الأوروبية المشتركة. وتلقّى وعوداً بمتابعة هذا الملف وتصحيح الخطأ، لكنّ البزري شدّد على أن يكون تصحيح الخطأ سريعاً وبدون أي تردد أو تأخير أو ترحيل إلى مرحلة لاحقة. ووصف البزري ما حصل بالخطأ الواجب تصحيحه سريعا.
لكن مصدر في تجمع عل صوتك رأى “ان تبادر بلدية صيدا واتحاد البلديات ونواب المنطقة، الى لقاء عام لفاعليات المنطقة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتأهيل المحطة، التي باتت تصب المياه المبتذلة على شاطىء البحر وفي نهر سينيق وأن ما تتداوله الاخبار لا يتضمن سوى وعود من وزارات لا تملك سوى وعود عرقوبية”.
هل من يبادر لوضع خطة عملية لمواجهة عملية التغييب فعليا، ام تكتفي الفاعليات الاتصالات مع المسؤولين؟

السابق
ماذا يفعل بنو البشر؟!
التالي
دعوة مرتقبة لجلسة وزارية.. وموضوعان على الطاولة