زيلينسكي يخطف الأضواء من الأسد في قمة جدة..العزي لـ«جنوبية»: بن سلمان يرسم دوراً عربياً جديداً

بن سلمان وزيلنسكي
فاجأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العرب والعالم أمس، بجمعه للتناقضات العربية والعالمية، على طاولة الاجتماعات في قمة جدة، مستغلا بداية تشكل عالم متعدد الاقطاب بسبب استمرار الانسحاب الاميركي من المنطقة، وظهور واشنطن في نهاية عهد الرئيس جو بايدن بمظهر ضعيف، بسبب الانقسام الداخلي الحاصل بين الجمهوريين والديموقراطيين حول السياسات الخارجية.

أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مستهل كلمته بافتتاح القمة العربية في جدة، أمس الجمعة، أن السعودية لن تسمح بأن تتحول المنطقة العربية ميدانا للصراعات، وقال: “نؤكد لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، ومسيرة التنمية تأثرت نتيجة الصراعات التي عانت منها الشعوب خلال السنوات الماضية”.

لا شك ان الأمير بن سلمان يطمح الى القيام بدور قيادي في المنطقة، بدعوته جميع الدول العربية على اختلاف توجهاتها المعتدلة والممانعة الى القمة، بعد فك عزلة سوريا بعودتها الى الجامعة العربية، اضافة الى دعوة الرئيس الاوكراني فلديمير زيلينسكي للحضور، وتوجيه الدعوة لرئيس روسيا فلاديمير بوتين الذي اكتفى بارسال رسالة شكر وتأييد، متفاديا الجلوس مع غريمه اللدود.

دعوة بن سلمان لزلينسكي هي من اجل تزخيم دور بلاده في عرض المفاوضات بين موسكو وكييف لحلّ الازمة الاوكرانية

وبحسب مصدر خليجي متابع كشف ل”جنوبية”، “ان بن سلمان بجمعه التناقضات على طاولة جدة انما يطالب ضمنا بمقعد في العالم القادم المتعدد الاقطاب، وهو يظهر لباقي الاقطاب (الصين، اوروبا، الهند، اميركا) انه قائد العروبة، و ان الشرذمة الداخلية للعرب يمكن ان تختفي”.

وتابع المصدر ان “ولي العهد السعودي اراد من خلال قمة جدة وبعد انفتاحه على سوريا و الجزائر و ايران و حتى اسرائيل، ان يوصل رسالة للاقطاب ان بلاده لم تعد جزءا من قطب، بل عندها قدرة ان تتزعم قطب وازن في عمق منطقة الشرق الاوسط العربي المسلم”.

وختم المصدر ان “الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان قظ اعطى الاشارة قبل عام عندما قال: بعالم متعدد الاقطاب، اوروبا يجب ان تكون قطبا مستقلا (في اشارة الى عمله على استقلال القرار السياسي لأوروبا)، وبالتالي بن سلمان قادر ان يقول نفس الشي عن بلاده والعرب”.

العزي: التقارب مع سوريا لن يستمر

الاستاذ في القانون الدولي الدكتور خالد العزي قال ل”جنوبية” ان “الامير محمد بن سلمان سيكون رافعة للمشروع العربي، خصوصا بعد ظهور ايران بمظهر الرجل المريض في المنطقة بعد توقيع اتفاقية بكين مع السعودية، ومن بنودها موافقتها على عدم التدخل بشؤون الدول العربية في المرحلة اللاحقة، وعلى خط مواز فإن الاتراك سلموا للسعوديين بقيادة العرب”.

واضاف”: بالنسبة لسوريا فان كلمة بشار الاسد في القمة كانت متشددة، بما يوحي انه لن يقبل بالشروط العربية مقابل تعويم نظامه، او انه غير قادر على تلبية تلك الشروط بسبب هيمنة الايرانيين والروس على القرارين السياسي والعسكري في دمشق”.

و اشار انه “غني عن القول ان الشروط العربية التي ابلغها الاماراتيون للأسد هي: منع تصنيع الكبتاغون وتصديره عبر الحدود السورية اللبنانية باتجاه دول الخليج، البدء بالمرحلة الانتقالية ومشاركة المعارضة السورية في التسوية السياسية على اساس قرارات الامم المتحدة واتفاق جنيف، واخيرا الطلب من ايران ومليشياتها الشيعية ان تنسحب من كامل الاراضي السورية”.

ورأى ان “التقارب العربي السوري سوف يتوقف عند حدود عودة نظام الاسد، الى احتلال مقعده في جامعة الدول العربية، وسوف تحد عقوبات قانون قيصر الاميركي من التطبيع الكامل وتمويل الاعمار، وبالتالي لن تحصل سوريا الاسد على الاموال العربية لانقاذ اقتصادها المتهالك، بسبب عدم تطبيق القرارات الدولية الممهدة لحلّ الازمة السورية”.

إقرأ ايضاً: الحرية بين المفكرين والمستبدين..اللبنانيون إرتضوا إرتهانهم من قبل زعماء طوائفهم!

اما من ناحية دعوة الرئيس الاوكراني الذي قدم الى القمة بدعوة من بن سلمان، فهي، يحسب العزي، من “اجل تزخيم دور بلاده في عرض المفاوضات بين موسكو وكييف للعمل على حلّ الازمة الاوكرانية كما اعلن في البيان الختامي، فهو يريد ان يقول للروس، اني وضعت بشار الاسد وزبلينسكي معي على الطاولة في جدة، بانتظار موافقتكم على التفاوض مع الاميركيين، محولا بهذا بلده الى منصة تفاوض مانحا اياها ثقلا دوليا اضافيا”.

بن سلمان يطالب بمقعد في العالم المتعدد الاقطاب وهو يظهر انه هو قائد العروبة و ان الشرذمة الداخلية للعرب يمكن ان تختفي

وبرأي العزي فقد “سرق حضور زيلينسكي الوهج من بشار، خصوصا وكان خطابه في القمة كان ذكيا جدا، فهو قال للعرب مصطحبا معه الزعيم التتري المسلم الاوكراني، الذي تعرّض شعبه للاضطهاد الروسي، انه لا يمكن ان تكونوا مع احتلال الاراضي الاوكرانية وضدّ احتلال الاراضي العربية في فلسطين في الوقت ذاته”.

وخلص العزي الى ان “محمد بن سلمان يرسم دورا عربيا جديدا، قائما على المصلحة العربية والتنمية، وحلّ الصراعات الداخلية وعلاقات ندية مع الاطراف الدولية، وهو يتوحه للاميركيين بأن عليكم العودة الى المنطقة من البوابة العربية التي يتزعمها”.

السابق
الطقس هبّة باردة وهبّة ساخنة..وتوقعات بأمطار خلال «الويك آند»!
التالي
الانهيارات تتمدد الى بيوت اللبنانيين..نجاة صيداوي وزوجته من سقوط سقف منزلهما!