هل تنطبق حسابات الحقل الفارسي على البيدر العربي؟!

سوريا الجامعة العربية

خرجت العديد من التفسيرات والتحليلات، بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، صبّت في مُعظمها في خانة التفاؤل بوضع ومُستقبل المنطقة، على الرغم من بعض التحفّظات سواء العربيّة او اللبنانية على وجه الخصوص، خشية أن تنعكس هذه العودة سلباً، على مصير التفاهمات الحاصلة، والمُتعلّقة بإعادة ترتيب المنطقة من ضمنها لبنان، المعروف بأنه ساحة صدى وليس ساحة فعل، ولذلك هو أكثر الدول تأثّراً بالوضع السوري، كما في الحرب كذلك في السلم.

ثمّة قناعة تامّة لدى العديد من المُراقبين الدوليين والمُحلّلين السياسيين، بأن الخطوة الكبيرة والجريئة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية، بما يتعلّق بعودة الإنفتاح على سوريا وإعادتها إلى “الحُضن” العربي، ما كانت لتتمّ لولا لم يكن لدى السعودية شبه إقتناع كامل بأن هذه الخطوة ستصبّ في مصلحة الدول العربية، في ظل الأطماع وحسابات التقسيم وتحصيل المكاسب، التي بدأت تظهر على الأرض السوريّة.

واللافت أن هذه الأطماع، قد ظهرت بشكل واضح من خلال الزيارة التي قام بها أخيراً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والإتفاقيات السياسيّة والإقتصادية التي وقّعها، بالإضافة إلى زيارته مقام السيدة زينب مع ما تعنيه هذه الزيارة بالنسبة للإيرانيين سواء عقائديّاً أو عسكرياً، خصوصاً وأن التدخل الإيراني في الحرب السوريّة ومعه أذرعته العسكرية في المنطقة وعلى رأسهم “حزب الله”، قد جاءت تحت الشعار الأبرز “لن تُسبى زينب مرتين”.

الخطوة السعودية الكبيرة باتجاه سوريا جاءت إستلحاقاً لما تبقّى من سيادة دولة سوريّة وإنقاذاً لها

في السياق وعلى صعيد تأثير العودة السوريّة على وضع المنطقة، اوضحت مصادر إقليمية لـ”جنوبيّة”، بأن “الخطوة السعودية الكبيرة باتجاه سوريا، والتي جاءت بعد مسار طويل قامت به الدبلوماسية الإمارتية، جاءت إستلحاقاً لما تبقّى من سيادة دولة سوريّة وإنقاذاً لها بعد أن سلّم النظام السوري إدارة بلاده سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً لروسيا وإيران، وما تُخفيه المُشاورات السريّة مع الأتراك، والتي تكشّف الجزء الهام منها، المتعلّق بتنازل النظام السوري عن مساحات حدوديّة من أراضيه، كمناطق منزوعة السلاح والسيادة، تُديرها قوّات فصل دولية لم يُحدّد هويتها بعد”.

ولفتت المصادر، الى “إن عودة سوريا مع ما تعانيه من إستقرار متعدد الجوانب للمنطقة وتحديداً الدول العربيّة، هو أبعد بكثير من مسألة ملف المخدرات والتعهّدات السوريّة بٌمكافحته، إذا يتعلّق بهويّة الدولة السورية التي تتنازعها أطراف دولية وإقليمية، وهنا جاء الدور السعودي ليُثبت للجميع أن المملكة قادرة على إعادة اللُحمة العربيّة، متى توافرت مصداقية الحكومة السوريّة وحصول السعودية على ضمانات، بأن النظام السوري سيقوم بتطبيق الشروط التي مهّدت عودته للجامعة العربية.”

وبحسب المصادر عينها، فإن “قرار الوزراء العرب بدعوة جميع اطراف المعارضة السورية، الى الاجتماع في مقر الجامعة للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سورية، هو تأكيد عربي، على أن لا حل في سوريا من دون إرادة الشعب، بالإضافة إلى اعتراف بدور وحجم المُعارضة، التي تتهيّء للعب دور سياسي كبير في كيفيّة تحديد المسار السوري، وسوف ينعكس هذا الأمر في المُستقبل، داخل مؤسّسات الدولة والذي ستُحدده أصوات الناخبين السوريين، سواء في مجلس الشعب أو على الصعيد الرئاسي، وذلك في ظل مُراقبة دولية ستُفرض على النظام السوري في المرحلة المُقبلة.”

حزب الله بدأ منذ الأن يعزف على وتر ملف عودة النازحين السوريين، خدمة لترشيح فرنجية

أمّا على الصعيد اللبناني ومدى إنعكاس هذه العودة على الوضع السياسي العام للبنان، فأكّدت المصادر أن “حزب الله بدأ منذ الأن يعزف على وتر ملف عودة النازحين السوريين، خدمة لترشيح حليفه رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، من خلال توصيفه بالقادر الوحيد على طرح هذا الملف مع النظام في سوريا، بالإضافة إلى تجييره العودة السورية لصالح محور “المُمانعة” وبأنها تكلّلت بزيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا”.

بات من شبه المؤكد أن حسابات حقل “المُمانعة” لن تتّفق مع حسابات العرب

وخلصت الى انه “بات من شبه المؤكد، أن حسابات حقل “المُمانعة” لن تتّفق مع حسابات العرب، الذين يبدو أنهم بدأوا فعلاً يستشعرون خطورة المدّ الفارسي، وان شهد بعض التراجع التكتيكي في هذه المرحلة”.

السابق
قبل إرتكابهما «مجزرة أنصار» بـ3 أشهر.. القاتلان يسطوان على منزل أحد أقاربهما!
التالي
بعد المجزرة الاسرائيلية في غزة.. المقاومة الفلسطينية تطلق «ثأر الأحرار» وقصف بمئات الصواريخ