«أزهار» جميل ملاعب

الفنان جميل ملاعب

الفنان التشكيلي جميل ملاعب، جميلٌ بملاعبه، وليس الأسم جميل فحسب، إنما من أسماه الجميل ، ربما كان يعرف أن “ملاعب” الانسان تحتاج الى جميل يزين ملاعب الحياة والانسان. ولأنه جميل الاسم هو جميل الابداع، جميل النطق بألوان الحياة، جميل العين والنظرة والإحساس، جميل “الطلاء” و”الخربشة” والهندسة اللونية المدوزنة بثاني أوكسيد النظرات وما تخزنه من رؤيا ثاقبة،تقطف الرحيق من سحيق فصوله.

معرض جديد للفنان جميل ملاعب افتتحه في صالة “جانين ربيز” في بيروت-الروشة، تحت عنوان “أزهار ملاعب” ويستمر حتى الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير القادم.

لوحات المعرض هي مجموعة من الأعمال اللونية الصاخبة الهادئة المفتوحة على نبض وايقاعات الألوان المتداخلة في ذاتها، ومشغولة بالألوان الزيتية وتتراوح أحجامها ما بين المتوسطة والصغيرة.

معرض جديد للفنان جميل ملاعب افتتحه في صالة “جانين ربيز” في بيروت-الروشة تحت عنوان “أزهار ملاعب” ويستمر حتى الخامس والعشرين من شهر شباط

لوحات الفنان متنوعة الدلالة،الظاهرية والباطنية، وأزهار برية منتقاة من الأرض الخضراء الواسعة، وأخرى قطفها دون أن يجرحها، من حديقته وأخرى ابتكرها واستولدها من ظنونه الجميلة وخياله الفوار وذاكرته الحاشدة بحنان المكان والجغرافيا.

جمعها ودمجها ونسقها وفرّقها وفق صراط متعرج ومستقيم ولولبي. باقات حرّة متنوعة وملونة بقوس الطبيعة في عز بهائها. إشراقة الوردة هي اشراقة الحياة في لوحات جميل، حتى أن زهرة الشتاء لديه تبني بيت الشتاء الرحب. زهور توحي بشتاء الدفء والحنان الذي يحرك مخيلة الحكاية.

لوحات فرِحة وزهور مرنة الدلالة لكنها قلقة الى حد الشعاع “المُفونس”، ذلك أن كل من يتجول داخل المعرض تغمره إضاءات صافية ومشاعر دافئة ممزوجة بالبهجة والانشراح.

الطبيعة بجميع فصولها،تحضر في زهور ولوحات جميل: البنفسجي، والذهبي، والأحمر، والأخضر،والأصفر والأبيض… كل ألوان السحر الذي تبثه الطبيعة والمذاق الطيب الذي تجبله الطبيعة أيضاً.

لوحات الفنان ليست محصورة بأطيافها ودلالاتها، رغم أنها تستحضر باقات من الأزهار المتنوعة المختلفة والمعروفة لأغلب عشاق الطبيعة، لا يمكن ادراجها كلوحة تزيينية في بيت تقليدي أو منزل أو مكتب رسمي، إن دلالاتها تتعدى هذا الواقع الجمالي الخيالي،لتصل الى مدى أوسع في نشر الشكل-المعنى، إنها لوحات الفصول الأربعة،وتخص فصل الربيع بشهقات راجحة.

فالربيع لا يفارق روح الفنان، وهذا ما يبوح به دائما في لوحاته وأعماله السابقة والكثيرة.

كتب ملاعب عن لوحاته وزهوره وألوانه: “زهرة، أم هديّة الأرض في فضاء الطبيعة البكر. هديّة الربيع للفصل الجديد. أقحوانة الحديقة، صديقة البيت العتيق، وعلامة الذهاب إلى حقل الدار. لون وشكل ورائحة وإيقاع نور وفرحة الأرض واحتفال بالحياة. زهور الملمها لأضمّها إلى عملي، أحفظها في كتاب الزمن لونا وشكلا. أدوّنها في قماشة، أحلم أن أحتفل بها. أحاول أن أنتمي إليها توقيعا خالدا، أسعفها بإخراج جديد ورؤية أخرى وبلغة لا تشبه الحروف. زهرتي. وردتي. أنشودة التراب”.

أزهار ملاعب ليست عادية ويشير إليها بأنها “أزهاره” وهي كذلك تختلف في أشكالها وألوانها من لوحة إلى أخرى

ويتعمق في الشرح والتفسير: “زهرتي عنوان عملي الراهن. واقع الواقع اختصر بها أحلامي. أسعفها بإتقان، ألاحق تفسير أسرارها. أحاول أن أحتضن سر جمالها. أجتهد بالإصرار كي أصل بها الى مرتبة الخلود. من الزهور أتعلم صفاء اللون وألتمس ألوهية الوجود”.

أزهاره ليست عادية ويشير إليها بأنها “أزهاره” وهي كذلك تختلف في أشكالها وألوانها من لوحة إلى أخرى حيث يستحضر الفنان كل لون حتى يتمكن من شحن نظراته بألوانه الخاصة والمبتكرة.

إقرأ أيضاً: تاريخ النهضة في جبل عامل (15): المدّ الشيوعي من حوزات النجف الى جنوب لبنان!

لماذا أطلق الفنان على مجموعة لوحاته عنوان “أزهار ملاعب”؟ ريشتي وألواني كرّستها لإنشاد الحياة والتغني بالطبيعة:
“تختصر لوحتي في يومياتي كل تجاربي ومشاهداتي، هي تكتب مذكرات أشواقي في الصباح والمساء في كل الأيام والفصول في يوم مشمس ويوم ماطر. في رحلة قصيرة من الجبل إلى بيروت عبر طريق البحر. هي السماء تدعوني لأقطف مشاهد طيورها وهو البحر يؤهل بي كي أغوص في لجته”.

السابق
تاريخ النهضة في جبل عامل (15): المدّ الشيوعي من حوزات النجف الى جنوب لبنان!
التالي
بعدسة «جنوبية»..مرضى السرطان يتنفضون للحصول على الدواء!