«هيمارس» تفتك بالجنود الروس..63 قتيلاً!

روسيا

الفاتورة البشرية والعسكرية والمالية للحرب الروسية في اوكرانيا ترتفع، حيث تلقت روسيا، صدمة عسكرية مؤلمة، إثر مقتل 63 من جنودها بضربة أوكرانية بصواريخ «هيمارس» في بلدة ماكيفكا (شرق)، فيما أشارت كييف، التي تبنّت الضربة، إلى حصيلة أعلى بكثير.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «قصف نظام كييف بستة صواريخ من طراز هيمارس نقطة انتشار موقتة لإحدى وحدات القوات الروسية في منطقة ميكيفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية»، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت صاروخين.

وتابعت «نتيجة إصابة نقطة انتشار موقتة بأربعة صواريخ برأس حربية شديدة الانفجار، قتل 63 جندياً روسيا. وسيتم تزويد أقارب وأصدقاء الجنود القتلى بكل المساعدة والدعم اللازمين».

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، مقتل نحو 400 روسي «نتيجة الإهمال في استخدام أجهزة التدفئة».

وأظهرت لقطات مصورة نُشرت على الإنترنت مبنى ضخماً وهو يتحول إلى أنقاض في مدرسة مهنية قديمة في مدينة ماكيفكا.

ونقلت «رويترز» أن المهجع يجاور مستودع للذخيرة.

وتحدثت وسائل إعلام روسية وأوكرانية عن هجوم ليلة رأس السنة الجديدة، حين تم استهداف مبنى يضم الجنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم أخيراً.

وتمت الضربة بعد أن سمح «استخدام الجنود الذين وصلوا للتو هواتفهم المحمولة بكثافة» للجيش الأوكراني بتحديد موقعهم الجغرافي، على ما أوضح مصدر فضل عدم الكشف عن هويته في السلطات الانفصالية في دونيتسك.

وانتقد العديد من المراسلين الحربيين المؤيدين للهجوم الروسي على «تلغرام» القيادة العسكرية، مؤكدين أنه كان يتعين على الجنود الموجودين في المبنى استخدام هواتفهم بعيداً وعدم تركزهم في مبنى واحد.

ومنذ بدء تدخله في أوكرانيا في فبراير 2022، لم يسبق أن أبلغ الجيش الروسي، الذي قليلاً ما يتحدث عن عدد القتلى والجرحى في صفوفه، عن تكبد مثل هذه الخسائر الفادحة في هجوم واحد.

هجوم باخموت مستمر

من جانب آخر، أعلن الجيش الروسي مواصلة هجومه على منطقة دونيتسك، حيث تتركّز حالياً المعارك بمعظمها.

في هذا الصدد، ذكرت هيئة الأركان الأوكرانيّة مساء الأحد إنّ «العدوّ (…) واصل محاولة شنّ هجمات في منطقة باخموت»، المدينة التي يُحاول الروس السيطرة عليها منذ أكثر من ستة أشهر وحيث يتكبّد الجانبان خسائر فادحة.

وعلى جبهة أخرى، أعلنت كييف أنها أسقطت كل المسيرات التي أطلقتها موسكو في ليلة ثالثة من الهجمات.

وشنت روسيا في بداية العام الجديد، هجمات ليلية على عدد من المدن، من بينها كييف، على بعد مئات الكيلومترات من خطوط المواجهة.

ويمثل هذا تغييراً في تكتيكات روسيا التي دأبت على عدم شن هجمات متتالية إلا بعد مضي أسبوع تقريباً.

وبعد إطلاق روسيا عشرات الصواريخ في 31 ديسمبر الماضي، عادت لتطلق عشرات المسيرات إيرانية الصنع من طراز «شاهد» في الأول والثاني من يناير الجاري.

لكن كييف أعلنت، أمس، أنها أسقطت جميع المسيرات الـ 39، بما في ذلك 22 أسقطت فوق العاصمة.

إقرأ ايضاً: «طيور الظلام وخفافيش الليل».. اعتداء على نصب شهداء جبهة المقاومة والحزب الشيوعي بقاعاً

وقال كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك على تطبيق «تلغرام»، إن روسيا كانت تحاول تدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ أشهر، لكنها فشلت مع تحسين أوكرانيا قدرتها الدفاعية.

وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن الروس أن «الطائرات المسيّرة والصواريخ وكل شيء آخر لن يساعدهم. لأننا نقف متحدين، بينما يجمعهم الخوف فقط».

وفي بروكسيل، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، إلى الاستعداد لصراع طويل الأمد.

وقال في مقابلة نشرت، أمس، إن روسيا لا تنوي التخلي عن أهدافها، وإن الدلائل تشير إلى أنها تستعد لشن هجوم بري جديد واسع النطاق.

وشدد على أن شروط اتفاق تسوية النزاع ستعتمد على الوضع في ساحة المعركة، مؤكداً ضرورة مواصلة تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا من أجل إقناع روسيا بالجلوس على طاولة المفاوضات والاعتراف بأوكرانيا كدولة أوروبية مستقلة وذات سيادة.

وفي برلين، أفادت الناطقة باسم الحكومة كريستيان هوفمان، بأن ألمانيا تحافظ على اتصالاتها الديبلوماسية مع روسيا، على مختلف الأصعدة، ولا توجد نية لإيقافها.

وأضافت أن المستشار أولاف شولتس، وقادة الاتحاد الأوروبي، يتواصلون مع الرئيس فلاديمير بوتين، مباشرة.

من جهتها، تطرقت الناطقة باسم وزارة الخارجية كريستينا فاغنر، إلى إمكانية إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف، وأكدت أن على كييف «تحديد شروطها للسلام، وكيف، ومتى ستتفاوض مع موسكو».


السابق
معارضون إيرانيون يتوقّعون في «رسالة منسّقة» أن يكون 2023 عام «النصر» على النظام!
التالي
«الميليشياوية».. داء الدول العربية