معارضون إيرانيون يتوقّعون في «رسالة منسّقة» أن يكون 2023 عام «النصر» على النظام!

كلشيفته فراهاني

فيما استمرت الانتفاضة الشعبية في ايران، الهوة تتسع بين النظام الايراني ومعارضيه.

وفي السياق، نشرت مجموعة من الشخصيات الإيرانية المقيمة في المنفى والمؤيدة للمعارضة رسالة منسّقة تتوقع أن يكون 2023 عام «النصر» على النظام الذي يواجه احتجاجات منذ سبتمبر الماضي.

وبينما لا تظهر السلطات مؤشرات كثيرة على تقديم تنازلات للمحتجين، ذكرت «وكالة فارس للأنباء» شبه الرسمية، بأن الشرطة تطلق حملة جديدة لفرض الحجاب الإلزامي.

ومن بين الذين وجّهوا الرسالة شخصيات بارزة في حقول الثقافة وحقوق الإنسان والرياضة.

ولطالما اعتُبرت معارضة المنفى، مشرذمة ومنقسمة في معتقداتها السياسية واستراتيجيتها في التعامل مع نظام الجمهورية الإسلامية الذي أطاح بالشاه عام 1979.

لكن في ظل استمرار الاحتجاجات بعد مئة يوم على اندلاعها إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، تبدو الرسالة محاولة لإيجاد الوحدة المرجوة منذ زمن بعيد.

وجاء فيها أن «العام 2022 كان رائعاً لجهة تضامن الإيرانيين من كل معتقد ولغة وتوجّه».

وأضافت «مع التنظيم والتضامن، سيكون 2023 عام النصر للأمة الإيرانية. عام الحرية والعدالة في إيران».

نشرت الممثلتان الشهيرتان كلشيفته فراهاني ونازانين بنيادي الرسالة إضافة إلى زهرا أمير إبراهيمي التي نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في فرنسا العام الماضي

ونشرت الرسالة بشكل متزامن على وسائل التواصل الاجتماعي شخصيات عديدة، انطلاقاً من المعارضة البارزة مسيح علي نجاد وصولاً إلى نجل الشاه الراحل رضا بهلوي، علما بأنهما يقيمان في الولايات المتحدة.

كما نشرت الممثلتان الشهيرتان كلشيفته فراهاني ونازانين بنيادي الرسالة، إضافة إلى زهرا أمير إبراهيمي التي نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في فرنسا العام الماضي.

وكتبت فراهاني على حسابها في «إنستغرام» «نقف صفاً واحداً للوصول إلى الحرية… سنقف معاً ولن نلزم الصمت».

وتضم قائمة الناشطين البارزين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين نشروا الرسالة، شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وحامد اسماعلون الذي قاد حملة مقرّها كندا مطالبة بالعدالة لضحايا رحلة الخطوط الجوية الأوكرانية التي أسقطتها إيران في يناير 2020.

أما في مجال الرياضة، فنشر الرسالة نجم كرة القدم السابق على الصعيد الدولي علي كريمي، أحد أبرز مؤيدي الحركة الاحتجاجية.

وتمثّل الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة أميني بعد توقيفها بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء، أكبر تحدٍ للنظام الديني القائم منذ ثورة 1979.

إقرأ ايضاً: كتاب «يوسف بك الزين من جبل عامل إلى الجنوب اللبناني».. سيرة زعيم نهض بالتعليم و قاوم الحرمان

وقُتل في الحملة الأمنية التي نفّذتها السلطات الإيرانية 476 شخصاً، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النروج.

وتم حتى الآن إعدام شخصين بتهم على صلة بالاحتجاجات، بينما تفيد المنظمة بأن 100 معتقل على الأقل يواجهون خطر الإعدام.

وأكد استاذ التاريخ في كلية لندن للاقتصاد رهام ألوندي بأن الرسالة «مؤشر يبعث على الأمل في فترة مظلمة».

الحجاب

في المقابل، قال مسؤول أمني، إن الشرطة «بدأت تطبيق المرحلة الجديدة من برنامج ناظر-1 في مختلف أنحاء البلاد».

وأشارت «فارس» الى أن البرنامج يتعلق بمسألة «خلع الحجاب في السيارات».

واعتباراً من عام 2020، بدأ مالكو السيارات يتلقّون رسائل نصيّة قصيرة عبر هواتفهم بحال سجّلت الشرطة على متن المركبة، مخالفة لقواعد اللباس.

وكانت الرسالة تشير الى تسجيل هذه المخالفة، وتحذّر من «إجراءات قضائية وقانونية» في حال تكرارها.

إلا أن الشرطة توقفت عن التلويح بإمكان اتخاذ إجراءات قانونية، بحسب ما تظهر رسائل حديثة تلقاها إيرانيون وقاموا بنشرها عبر مواقع التواصل.

وتكتفي الرسالة الجديدة بالقول «تم رصد عدم وضع الحجاب في سيارتكم. من الضروري احترام القواعد الاجتماعية والحرص على عدم تكرار هذا الأمر».

وفي أعقاب اندلاع الاحتجاجات، تراجع بشكل ملحوظ في شوارع طهران عدد الحافلات الصغيرة ذات اللونين الأبيض والأخضر العائدة لـ «شرطة الأخلاق». كما يمكن في بعض أنحاء العاصمة رؤية نساء يتجوّلن في الشوارع بلا غطاء للرأس.

وفي ديسمبر الماضي، نقلت وسائل إعلام عن المدعي العام محمد جعفر منتظري أن دوريات الشرطة توقفت.

إلا أن ناشطين في الخارج قللوا من أهمية هذا الإعلان، خصوصا في ظل غياب أي إعلان رسمي في شأن تغيير القوانين.

في سياق متصل، أكدت عائلة الصحافي المعارض كيوان صميمي (73 عاماً)، أمس، أنه لا يزال في السجن حيث يقضي عقوبة لإدانته بالمسّ بالأمن القومي، غداة تقارير عن الإفراج عنه.

في المقابل، أفرجت السلطات الإيرانية عن عدد من لاعبي كرة القدم الذين أوقفوا خلال حضورهم حفلة مختلطة ليلة رأس السنة شرق طهران.

وأفادت وكالة «نادي المراسلين الشباب» المرتبطة بالتلفزيون الرسمي، مساء الأحد، أنه «تم الافراج عن كل لاعبي كرة القدم الذين حضروا حفلة عيد ميلاد في مدينة دماوند».

وأوردت «فارس» أن عدد اللاعبين كان أربعة، وأن اثنين منهم يدافعان عن ألوان استقلال، أحد أبرز الأندية في طهران وعلى مستوى البلاد.

نووياً، قال الناطق باسم وزارة الخارجية، إن تبادل الرسائل بين أوروبا وإيران «مستمر حتى الآن» من أجل الوصول إلى نتيجة بخصوص الاتفاق النووي.

لكن ناصر كنعاني شدد في مؤتمر صحافي، على ان الغرب على «خطأ تام» إذا تصور أن باستطاعته الضغط في المفاوضات عبر «التدخل» في الشأن الإيراني.

كما أكد كنعاني أن طهران لا تعير أي اهتمام للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

السابق
لقاء «كسر القطيعة» بين «حزب الله» والكنيسة..والاختلاف على حاله!
التالي
«هيمارس» تفتك بالجنود الروس..63 قتيلاً!