بالصور: صغار مهربي المحروقات ينشطون على الحدود.. وغياب «الترفيق» يُجنب لبنان الطوابير!

لطالما كانت الحدود البرية بين لبنان و سوريا، مسرحا لحركة المهربين ذهاباً وإياباً، إلا أن اللافت في الآونة الأخيرة، أن عمليات تهريب المحروقات من لبنان الى سوريا، أخذت أشكالاً مختلفة عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، وأصبح “أبطالها” صغار المهربين، وهي تجري في وضح النهار وتحت عدسات الكاميرات، و”على عينك يا دولة”.

كما ان هناك من يستخدم صغار المهربين ويغطي أعمالهم العلنية انطلاقا من “الفوضى المنظمة”، ولتخفيف الضغط عن كاهله، فيما يبقى ما يجري عبر سكك الحدود الواسعة وورائها خارج الأضواء حتى إشعار آخر.

دراجات نارية تنقل البنزين والغاز من الحدود الى داخل سوريا

فتجار الأزمات من لبنانيين وسوريين، عمدوا الى نقل ما تيسّر من غالونات بنزين ومازوت وعبوات غاز، في سياراتهم وعلى دراجاتهم النارية وأحيانا سيرا على الأقدام، عبر الحدود باتجاه سوريا لبيعها في السوق السوداء، مستفيدين من شحّ هذه المادة في سوريا، نتيجة العقوبات الأميركية وزيادة الطلب عليها في السوق السوداء، ومن التفاوت الكبير بالأسعار بين البلدين، حيث وصل سعر صفيحة البنزين في السوق السوداء السورية الى حدود ال 50 دولارا مقابل 17 السعر الرسمي في لبنان، في حين وصل سعر صفيحة المازوت في سوريا الى حدود ال 40 دولارا مقابل 19 في لبنان، الأمر الذي حوّل عددا كبيرا من المواطنين الى مهرّبين, نظرا للأرباح الكبيرة والسريعة التي تحققه هذه العملية.

وتبدي مصادر ميدانية خاصة ل”جنوبية”، “قلقها من مشهد الحدود حيث تشهد معظم المعابر الحدودية، عمليات تهريب ونقل للمحروقات وبيعها في سوريا، على مرأى من الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية، إلا أنها تبقى كميات محدودة وبدائية وأرباحها قليلة، مقارنة مع نقطة المصنع الحدودية التي تشهد نشاطا كبيرا على هذا الصعيد، وهو لم يعد خافيا على أحد، حيث تعبر السيارات المحملة بالمحروقات والممنوعات “القيصرية”، لتدخل مئات الأمتار، وتفرغ حمولتها في سيارات مدنية وعسكرية في الجهة الأخرى، أو تصطف على جانبي الطريق بين نقطة المصنع والحدود السورية، لعرض غالونات البنزين والمازوت (10 ليترات) وبيعها للراغبين، ثم تعود أدراجها الى لبنان تحضيرا لعمليات أخرى، متسلحين بغض نظر الأجهزة المعنية عنهم في مشهد بات مألوفا لدى الشهود”.

دراجات نارية تنقل البنزين والغاز من الحدود الى داخل سوريا

“سلمان” وهو اسم مستعار لاربعيني، بدأ عمله كمهرب منذ حوالي الشهر، بعدما أرشده قريب له يعمل في الجمارك على هذه “المهنة”، فقد عمله منذ عام بسبب الأزمة ويرفض تسميته ب”المهرب” معتبراً ل”جنوبية”، أن “ما يقوم به تجارة ظرفية عابرة للحدود، يدفع ثمنها خطراً ووقتاً وجهداً، من أجل أن لا يقف على باب مسؤول ويمد يده لهم، فيما المهربون الكبار يتمتعون بحصانة”.

غض نظر المعنيين عن نقل المحروقات عبر الحدود وعرضها وبيعها، “ليس مجانا وهو مدفوع سلفا

وكشف أن “غض نظر” المعنيين عن نقل المحروقات عبر الحدود وعرضها وبيعها، “ليس مجانا وهو مدفوع سلفا من أرباحنا، و تتراوح يوميتي في أفضل الأحوال 200 دولار، فيما هناك بعض التجار الذين جهزوا سياراتهم بخزانات وقود إضافية، وينقلون كميات كبيرة الى تجار السوق السوداء في سوريا، و هؤلاء يجنون أرباحا طائلة كل يوم”.

و أكدت مصادر متابعة للاوضاع على الحدود ل”جنوبية”، أن “عمليات التهريب التي تجري على الحدود، تقتصر تقريبا على المحروقات والأدوية، نظرا لتفاوت أسعارها بين البلدين، فيما باقي المواد التي كانت تهرب في السابق فأسعارها متقاربة”.

عمليات التهريب اليوم تعد صغيرة وعلى مستوى فردي

وأكدت أن “عمليات التهريب اليوم تعد صغيرة وعلى مستوى فردي، مقارنة بصهاريج كبار التجار المدعومين التي كانت تسلك الخطوط العسكرية وتدخل الى سوريا “ترفيق”، أي يتم مرافقتها من قبل الأجهزة السورية الى مكان وصولها”، موضحاً، أن “الترفيق السوري” غير فعال حاليا، وهناك تشديد على غير عادة ولأسباب لا تزال مجهولة، وإلا لدخلت صهاريج المحروقات بكثرة وعدنا الى أزمة المحروقات والطوابير في لبنان كما كانت”.

السابق
بالفيديو.. أبو شقرا لـ«جنوبية»: استهلاك البنزين والمازوت يتراجع.. وهكذا نتفادى الأزمة!
التالي
نصرالله يُطمئِن مناصريه ويتحدث عن وضعه الصحي.. وهذا ما قاله عن العلاقة مع «الوطني الحر»