رسالة من لقمان (30): معنى أن يحوز الثنائي على كامل المقاعد الشيعيَّة

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

مولانا: ولو متأخراً؛ هل ممكن أن تنقل مباركتي لـ”السيَّد” و”الأستاذ” بالفوز بكامل المقاعد الشيعيَّة في البرلمان اللبناني (على المقاعد الـ 27 المخصصة للشيعة)؟! هل ممكن أن تعلمهما بأنَّ أخذ كامل المقاعد هو مسؤوليَّة أكثر منه امتيازاً؟!

اقرا ايضا: رسالة من لقمان (29): هل للثورة نواب؟!


هل يعلم “السيد” و”الأستاذ” بأنه في كل تاريخ الشيعة العريق لم يحصل أن جاء من يمكنه احتكار التمثيل؟ لم يسبق للشيعة أن جاء من يقضي على التنوّع بالقدر الذي فعله “الرجلان”! أي موبقة اقترفها الثنائي غير المرح؟ هل يدركا كم ستكون تكلفة هذا الأمر عليهما؟ وعلى الشيعة، بل وعلى لبنان؟!
والألطف من كلّ ذلك تصريح “فلان” الشيعي، في خضم المعركة الانتخابيّة، عن أنّه أجمل شيء أن سعد الحريري خرج من اللعبة السياسيَّة “ما سيولد تنوّعاً في الوسط السياسي السني”..
جميل كلامهما عن التنوّع لدى السنة، وأجمل من ذلك كلامهما عن التنوّع لدى المسيحيين؛ لكن ما رأيهما بالتنوّع داخل الوسط السياسي الشيعي؟ هل هما مع التنوّع لدى السنة، وضد التنوع لدى الشيعة؟! هو تساؤل منطقي برسم كلّ الذين كانوا ينظّرون للانتخابات النيابيّة؛ مع علمي بأنَّ الأجيال الناشئة هي التي ستجيب عن ذلك في صناديق الاقتراع في المدى المنظور..
مع تكرار تأكيدي على المباركة للثنائي الحزبي الشيعي بإحكام سيطرته على كامل مقاعد الطائفة الشيعيَّة في البرلمان اللبناني؛ حيث إنهم سيدركون – عاجلاً وليس آجلاً – بأن ذلك يمثّل انتحاراً سياسياً بالعمق؛ لأن المسؤوليّة انحصرت بهما بعدما لم يتركوا مجالاً لأحد، وإن استعاروا مصطلح “ما خلونا” لكن ذلك لن يجدِ نفعاً {وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍۢ}.

السابق
غسان صليبي: هل علينا ان ننتظر النكاية المارونية الثانية بعد النكاية الاولى منذ 6 سنوات؟
التالي
بين القومية اللبنانية والهوية.. والاعتذارات الطائفية!