رسالة من لقمان (29): هل للثورة نواب؟!

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

مولانا: لا تراهن كثيراً على النواب المستقلين، يحتاجون لبعض الوقت حتى تتضح أفكارهم وتجربتهم، كما أنني لست متفائلاً بهم كثيراً، يزعجني أن يُطلق عليهم “نواب الثورة” الثورة لا تنتج نواباً، بل ولا تشارك في حكومة، الثورة تغير كامل بنية النظام، تغير الطبقة السياسية، وتسقط حكاماً..
كما أن الهدف من الثورة لا يكون إيصال بعض النواب والممثلين.. هذا هدف الأحزاب السياسيّة، ليتهم شكلوا حزباً يخوض معركة الانتخابات ولما لوثوا اسم الثورة..
هل تعلم يا مولانا أن أكبر خدمة تمَّ تقديمها للسلطة الراهنة هو مشاركة بعض الأشخاص باسم الثورة؟! فقد جددوا عمر الطبقة الفاسدة، وأعطوا العمليَّة السياسيَّة في لبنان شرعيَّةً؛ كان ينبغي أن لا يتم المشاركة بالانتخابات.

بل كان المطلوب التركيز على هدف وحيد هو إسقاط السلطة، ضرب الطبقة الحاكمة، التشهير بعدم شرعيتها؛ وأمَّا مجرد “المشاركة مع هذه الطبقة بالانتخابات يعني أنها صاحبة شرعيَّة!

إقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (28): لطفاً.. حافظوا على العمامة

وإذ كنتُ لا أود أن أقف عند اعتبار إحدى “النائبات” بأنَّ أحد رموز الفساد في لبنان هو “مدرسة”! أو عند تصرفات عدد من النواب حيال بعض القوى السياسيَّة، كما لا أود أن أتحدث حول شبهات علاقة بعضهم مع “الاقطاع” في إحدى الطوائف اللبنانيّة الصغيرة!!

لكن؛ هل تعلم بأن حصول ما تمَّ تسميتهم بنواب الثورة على هذا العدد الضئيل هو خدمة جليلة للسلطة؟! وما معنى أن يحصل الثوار في لبنان على أقل من خمسة عشر نائباً من أصل 128 نائب في البرلمان اللبناني؟!

يعني ذلك أنه ليس للثوار شرعيَّة! وأنَّ الأغلبية الساحقة من اللبنانيين مع السلطة! بل صار بإمكان السلطة الفاسدة أن تتحدث – بضرس قاطع – إلى المجتمع الدولي – فضلاً عن المحلي – بأنها تحوز على الشرعيَّة، وأنَّ الحراك الشعبي الرافض لتغييب منطق الدولة، هو تيار طفولي غير ناضج!!

السابق
غادة عون تضع اشارة قضائية على املاكها.. اليكم جديد قضية الممثلة ستيفاني صليبا
التالي
في جديد الاعتداءات على القطاع الطبي.. طعن حارس في مستشفى حيرام صور!