معرض الكتاب في دورته 64 من الضمور الى الظهور.. «ولا من يشتري»!

بعد ضموره في السنوات الثلاث السابقة، يعود معرض الكتاب العربي الى الظهور في وسط العاصمة في الجهة البحرية للمدينة، وقد افتتح اليوم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”، واقيم للمناسبة احتفالية بمشاركة فعاليات ثقافية وسياسية.
يشترك في المعرض 131 دار نشر، وهي في غالبيتها الساحقة لبنانية، إضافة إلى مشاركة بعض الدور العربية وغياب الكثير من الناشرين. ويستمر المعرض الذي ينظمه “النادي الثقافي العربي” بالتعاون مع نقابة “اتحاد الناشرين في لبنان”على مدى 9 أيام بدءاً من 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي وحتى 11 منه من العاشرة صباحاً وحتى الثامنة مساء.
وتحمل هذه الدورة رقم الـ64 للمعرض الذي يشكل منارة أولى فهو سيد المعارض العربية للكتب وأكبرها حضورا .
وتنعقد هذه الدورة في غير آوانها ، ذلك أن البلاد ترزح تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية خانقة، وتحاصر البلاد والعباد أعباء قاهرة،وسط مصاعب جمة تمر بها البلاد، وفي خضم عاصفة الانهيار الاقتصادي الذي طال العصب الوطني والقومي للوطن المنكوب. ولكن، رغم كل الصعاب، يصر المنظمون على اقامة المعرض، “لأن بيروت لا يمكن أن تعيش من دون المعرض، وأنه لا بد أن يُنظم بمن حضر، وكيفما اتفق، لكنه لا يجب أن يغيب أبداً”.
وهذه قضية أساسية، ونظرة دائمة يعتمدها النادي الثقافي العربي، فقد عمل دائماً على المضي في دوراته، وعقد معارضه في أصعب الظروف وأكثرها حلكة، من دون أدنى تردد.
اللافت والجديد في المعرض هو وجود المكتبات المعنية بالكتب الفرنسية، حيث إن معرض الكتاب الفرنسي بدل صيغته السنة الحالية، وأخذ صيغة أدبية، نقاشية، حوارية مع الكتاب، أكثر من التعاون مع الناشرين، وعرض كتبهم.
والجدير بالذكر أن انفجار المرفأ دمر جزء من مكان العرض التقليدي، ولذلك افتتح المعرض في مركز “سي سايد أرينا”، على الواجهة البحرية الجديدة للعاصمة بيروت.
وتبقى المشكلة التي تواجه المعرض هي تقلص المساحة. فقد أصبحت المساحة المتاحة 2220 متراً بينما كانت قبل انفجار المرفأ 10 آلاف متر مربع.
وستكون أيام المعرض على مواعيد يومية لحفلات وندوات ثقافية، وتواقيع كتب، بالاضافة الى أنشطة ثقافية متنوعة.
أما السؤال الأهم والأساسي، هل الكتاب “سلعة” يمكن الحصول عليها في ظل غلاء فاحش يطال كل سلعة وكل شيء يحتاجه المواطن؟
إن تكلفة الوصول الى المعرض، تتطلب مئات الالاف من الليرات، فاذا كان الانتقال اليه بالسرفيس من داخل المدينة، عليك أن تدفع 300 ألف ليرة، واذا استعملت سيارتك، عليك أن تدفع المليون ليرة، أما اذا اردت الانتقال الى المعرض من بعيد، من المناطق، فعليك أن تدفع الملايين!
واذا كانت تكلفة الوصول غير ميسرة لأغلب المهتمين، فثمة ضائقة أضيق تواجههم، وهي الأسعار “الخيالية” للكتاب، فمن لا يستطيع تأمين ثمن السرفيس أو البنزين، كيف يمكنه تأمين ثمن الكتاب، والذي تتفاوت أسعاره،حيث يتجاوز سعر بعض الكتب المليون ليرة!

السابق
عامل في مياه بيروت وجبل لبنان يسرق المازوت!
التالي
خاص «جنوبية»: الدولار يُحلق إلى مستويات قياسية.. ويهبط إلى هذا السعر!