رسالة من لقمان (23): سلام النفط أصدق أنباء من الساسة

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

قرأتُ لك تعليقاً قديماً عن سلام الأنابيب عبر الفايسبوك؛ يجيب لقمان: [نعم، أطلقتُ عليه اسم “سلام” وليس اتفاق، أو معاهدة، أو ما شابه.. لسبب بسيط هو أنَّ استخراج هذه الثروات الطبيعيَّة يحتاج لـ”السلام” بالضرورة، ويستلزم استقراراً أمنياً، بل وسياسياً، وهذا ما يجعل يبدو للوهلة الأولى البعض كأنهم “أعداء” يتحدون في جبهة واحدة، بغية تحقيق مصالحهم!

اقرا ايضا: رسالة من لقمان (22): أبعد من الترسيم الجغرافي!

مولانا: بدون شعارات زائفة، وبدون التعبير عن موقفنا من هذه القضية التي لا يجوز إلا أن ننظر لها من جانبها الأخلاقي والإنساني الممزوج بالوعي السياسي والثقافي؛ لكن يا مولانا: لقد دخل الطرفان في عهدة واحدة، في مساومة ومقاسمة.. وهذا أرقى أنواع التفاعل بين الدول، وإن بقوا في العلن يجاهرون بالعداء والقطيعة!! أي قطيعة مع تنظيم استخراج الثروات؟! أي حاجة للدول أكثر من تنظيم “الخلافات” الذي يولّد استقراراً ووئاماً.

أي قطيعة مع تنظيم استخراج الثروات؟! أي حاجة للدول أكثر من تنظيم “الخلافات” الذي يولّد استقراراً ووئاماً


فقد صرنا يا مولانا في زمن المعيار فيه “أنا أغض النظر عن تجاوزاتك وأخطاءك، وأنت كذلك، ونمرر مصالحنا، وإن كنا بالعلن نجاهر بالعداوة والبغضاء”؛ هذه هي المعادلة القائمة.

ستبقى الأمور تلتبس إلا على أصحاب البصيرة لأننا في مجتمع مستغرق في الازدواجية


وستبقى الأمور تلتبس إلا على أصحاب البصيرة، لأننا في مجتمع مستغرق في الازدواجية، بين الباطن والظاهر، بالصورة العلنية شيء، وبحقيقة الواقع شيء آخر، لكن لا يحتاج الحصيف والمتابع لجهد كي يدرك الأمر على حقيقته.. وعلي بن أبي طالب يقول: [إذا لَوَّحْتَ للعاقل فقد أوجعته عتاباً] وأنا في تعليقي القديم كنتُ ألمح لـ”العقلاء” في هذا الوطن، وليس لـ{أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ ۖ}و{ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}.

السابق
بعدسة «جنوبية»: الأمطار والسيول تغرق جونيه مجددا.. المشهد كارثي في كفرحباب والزوق!
التالي
بالصورة: عويدات يحسم الاشكالية حول «مذكرة عثمان»: أخذ إشارة القضاء واجب