ندوة «جنوبية» حول كتاب «الصندوق الأسود للانتخابات»..خليفة يوثق تجربته بوجه «الثنائي» حفظاً للثورة والذاكرة!

ندوة موقع جنوبية
قدّمت الإنتخابات النيابية الأخيرة مشهدية مختلفة عن سابقتها، وفرضت حضور العديد من المرشحين المناهضين للسلطة السياسية والأحزاب التقليدية، بحكم تداعيات "ثورة 17 تشرين" التي شكّلت حافزاً أمام المنضوين فيها لإشهار"سلاح المواجهة الديموقراطي"، بالترشّح كما رفع الصوت اقتراعاً بوجه "احتكار" المنظومة بألاعيبها وأدواتها على الساحة السياسية، والتصدي لممارساتها الترهيبية في قمع المغردين خارج سرب أجندتها الإنتخابية.

نجح المرشح السابق في الإنتخابات النيابية في دائرة الجنوب الثانية الدكتور علي خليفة، كما العديد من الطامحين الى فرض صوت التغيير، في خوض غمار التحدي، واختار أن يُجسّد تجربته في كتاب روى فيه رحلة الإنتخابات من نقطة الإنطلاق باتخاذ قرار السير بالمعركة، مروراً بالترشح وما رافقه من ممارسات، وصولاً الى الإقتراع ورديفه “الصندوق الأسود للانتخابات”، الذي اختاره عنواناً لكتابه وشكّل مادة، مدعّمة بالتجربة والبراهين، عرض من خلالها ما يحتويه، باعتباره حافظ ذاكرة حوادث دائرة الجنوب الثانية في مواجهة “الثنائي الشيعي”، وجسر العبور لمعرفة ما كان يجري في الكواليس، والترتيبات المتخذة ما خُفي منها وما بان، وتفاصيل لم يُفرج عنها بعد أو لم تخرج في حينه الى العلن، حول تشكيل اللوائح والعوامل التي رافقتها من حوادث وحملات كلامية ونارية وصلت الى “اللحم الحي”.

الأمين: انجاز تشريني ينطوي على اوجاعنا واحلامنا وهواجسنا ويضع مبضع الجراح حيث يجب اي حيث السؤال المنتج والمفيد

شكّل كتاب خليفة محور ندوة نظمها منتدى “جنوبية” في مكتب “جنوبية” بمنطقة رأس النبع، شارك فيها الدكتور حارث سليمان والاعلامية ديما صادق وأدارها رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين، تخللها نقاشاً واسعاً و”دسماً” مع المشاركين حول الانتخابات النيابية والمرشحين المعارضين في بيئة “الثنائي الشيعي” وما واجهوه خلال تلك المرحلة.

حضر الندوة كل من روبير كنعان، احمد العويني، داوود فرج، امل فتوني، انطوان حداد، حسين عطايا، محمد عواد، شمير عاكوم، عبدو شاهين، مجيد مطر، احمد عياش، محمد أيوب، داليا شحادة، علي حرب وشخصيات سياسية واجتماعية.

علي الامين

وجّه الأمين في مستهل ترحيبه الشكر لخليفة “على خطوتك المتفردة والجريئة في كتابة واصدار هذا الكتاب-الشهادة”، لافتاً الى أنه” انجاز تشريني ينطوي على اوجاعنا واحلامنا وهواجسنا ويضع مبضع الجراح حيث يجب اي حيث السؤال المنتج والمفيد”.

ولفت الى أن خليفة  “خاض الانتخابات النيابية في الجنوب عام 2022، وتقدم مع ثلة من المرشحين المناضلين في مختلف الدوائر في الجنوب بخطى ثابتة وبجرأة لمواجهة المنظومة الحاكمة والمتحكمة بهذه المنطقة وسواها منذ اكثر من ثلاثة عقود”. 

واعتبر أنه “ما اصطلح على تسميته “الثنائية الشيعية” شكل الركن الأساس ثم الموجّه لهذه المنظومة، التي قادت دولة لبنان الى الافلاس والهزيمة المتشعبة، في الاقتصاد والادارة العامة وفي القضاء، وفي مختلف قطاعات الدولة ووظائفها. وهذه الثنائية قام نفوذها على احادية نابذة لكل تنوع واختلاف وتعدد، بخلاف ما كان عليه حال الجنوب سياسيا وثقافيا واجتماعيا، منذ نشأة دولة لبنان الكبير، وقبل تحكم هذه الأحادية”.

وأوضح الأمين أن “الكتاب الذي بين ايدينا هو شهادة مرشح، شهادة شخصية وسياسية ووطنية، كتاب متفرد لجهة تقديم مرشح اعتراضي  تجربته الانتخابية، في كتاب يتسم بقدر كبير من الشفافية والوضوح، وبمبضع نقدي لها، سواء في الاطار السياسي العام، او لجهة مشروع الاعتراض ومسارات الفعل السياسي والانتخابي لدى المجموعات، التي تصنف نفسها في المعارضة على اختلافها وتنوعها”.

علي الامين

“يختلف البعض من المعارضين او الناشطين مع علي خليفة، وبالتأكيد لدى هؤلاء شهادات ووجهات نظر تتطابق او تتمايزمع الكتاب-الشهادة، بحسب الأمين، الذي اعتبر أن ” هذا امر جيد ومطلوب، وقد لا يستسيغ البعض من المعارضين النزعة الفكرية والأكاديمية للمرشح خليفة، التي تحيله الى صاحب خطاب سياسي يصوّب بالمباشر على الخصم السياسي والفكري والثقافي، يسمي الثنائية ولا يتخفف من ذكر الاسم العلم، يتخفف من الضمائر المستترة والفعل المبني للمجهول”.

سليمان: الكتاب ينضح بصدمة ثقافية وفكرية ومرارة عبّر عنها خليفة وكأن المثقف الذي بداخله والسياسي قد اصطدم بواقع  داخل البيئة الجنوبية

وأضاف”: يقارع الفاعل ونائب الفاعل ليكون الفعل التغييري نحو فضاء ارحب، الكتاب يفرض نفسه على كل الناشطين في الجنوب المنكوب، لا بل في كل مساحات مجموعات انتفاضة 17 تشرين وعلى من يمثلهم في البرلمان، لأنه كتاب يفتتح النقاش السياسي الشفاف، حول سبل التغيير الديمقراطي والانقاذي، وعدم الهروب من مواجهة الوقائع مهما كانت مريرة”.

واعتبر أنه “يُسجل لعلي خليفة فضيلة سدّ ثغرة مهمة على صعيد التجارب الانتخابية التي عاشها الجنوب طيلة ثلاثة عقود، فهو يلقي الحُجّة على الجميع بضرورة تقييم التجربة السياسية والنضالية لكل المجموعات المعترضة او المعارضة لسلطة الاحادية في الجنوب.

وشدد على ان ” أهمية الكتاب تكمن بأنه يوثق من موقع تجربة علي خليفة الشخصية والسياسية، في خوض الانتخابات النيابية بروح انتفاضة 17 تشرين، وكناشط يجمع بين نزعة نضالية وميّزة فكرية وجرأة موضوعية وانتماء وطني راسخ”. 

وخلص :”لذا نحاول في ندوتنا  وبعد الانتخابات وبعيدا عن ضجيجها وحساباتها الضيقة، ان نقارب المسألة الانتخابية من موقع قراءة التجربة في ابعادها المشرقة وفي زواياها المظلمة  في ضفة المنظومة وطرق ادارتها للعملية الانتخابية وكشف تفاصيل ارتكاباتها، ومن على الضفة المقابلة بما فيها من اعتراض وتردد سياسي وارتباك، ومن خلال “الصندوق الأسود” الذي انهمك علي خليفة به واجتهد في كشف بعض اسراره وقراءة التجربة من زاويته، وهي قراءة لن تكتمل الا بقراءات أخرى ومن موقع اعتراضي جدي، وهذا شرط لا بد منه لكي تكتمل الصورة ولكي يحفر مسار التغيير عميقا في تربة المجتمع والدولة”.

حارث سليمان

لم يُخف سليمان في بداية مداخلته اعجابه بالكاتب الشاب الذي اعتبر أنه يٌمثّل، كما غيره من شباب لبنان، وعداً لوطن جميل تستقيم فيه المبادئ وقيم الوضوح والإندافاع مع ثقافة متنورة عالية.

وقدّم مقاربة نقدية للكتاب وللإنتخابات، وأشار الى أنه “على الرغم من أن الكتاب ينضح بصدمة ثقافية وفكرية ومرارة عبّر عنها خليفة في مناسبات عدة في الكتاب، وكأن المثقف الذي بداخله والسياسي الذي تقرّب به قد اصطدم بواقع  داخل البيئة الجنوبية، لم يكن يتصوّر أنه بهذا السوء، وأن الديموقراطية كانت مجوّفة الى درجة أن إدارة المعركة وإدارة العملية الإنتخابية وشروط التنافس أو التباري الديموقراطي لم تكن مؤمنة ولو بالحد الأدنى”.

حارث سليمان

وتطرق الى أن “البداية في خوض معركة انتخابية في المناطق الشيعية بدأت في انتخابات 2018 حيث أقدمت مجموعة من الشباب من المعارضة الشيعية ضمن لائحتين في الجنوب، كما في بعلبك الهرمل على خوض المعركة في وجه الثنائي الشيعي”، وقال:” المعروف أن المعارك الانتخابية في المناطق الشيعية لا تديرها الدولة اللبنانية ولا لجنة الرقابة على الانتخابات، ولا يبقى مندوبون ليراقبوا الانتخابات والصناديق وعملية الفرز لاحصاء الأصوات التي نالوها، وبالتالي فسيكون كل مرشح شيعي بوجه حزب الله وحركة أمل، مرشحاً ضد الحسين وستكون ساحة كربلاء، وسيُدعى الناس الى التصويت نصرة للحسين وليس لأوباش الحزب والحركة”.

سليمان: ادعاء حركة “أمل” أنه لم يكن هناك شيعة قبل السيد موسى الصدر ليس صحيحاً

ولفت سليمان الى “أن المفاجأة أو المرارة التي حصلت مع الكاتب، وعايشها قد مرّ بها المنضوون تحت اللائحتين اللتين كان لهما شرف التأسيس، ودفع الناس الى أن يقولوا أن ثمة شيئ يمكن القيام به في هذه الساحة التي يريدون اغلاقها انتخاباً، كما في المجال العام وعلى المستوى السياسي”.   

واعتبر أن “كل الأطراف الأخرى من خارج الساحة الشيعية التي تعارض حزب الله، لا تعارضه في بيئته بل تعارض فائض قوته، والصراع من أجل ازاحة فائض القوة”.

وعن كتابة خليفة عن أهمية معركة الجنوب، أوضح سليمان” أن معركتي الجنوب في الدائرتين الثانية والثالثة حركتا المياه الراكدة”.

وعن قول المؤلف أن الطوائف أقدم من نشوء الدولة، أشار الى أن “كل التشكيلات التي هي تحت الدولة هي قبل الدولة، وبالتالي الدولة بمعناها الحديث  ليس هذا استثاءً لبنانياً وهذا أمر طبيعي”، معتبراً أن “قول الكاتب أن اللبنانيين ليس لديهم ثقافة الدولة لأن التنشكيل تحكمه القبلية والعصبيات هو صحيح، والشيعة كما غيرهم”.

وقال سليمان:”أتفق مع الكاتب حول توصيفه للحزب والحركة هي حلقة طفيلية تتربى على سرقة الدولة وعلى توزيعها الخدمات، فحركة أمل هي أعلى مراحل توزيع الزبائنية السياسية داخل الطوائف اللبنانية، وبالتالي خارج اطار عافية الدولة، وإذا اصاب الدولة اللبنانية السقم فالحركة حكماً في أزمة”.

أضاف:” أوافق الكاتب في توصيفه لحزب الله بأنه كتيبة أو فيلق من ألوية القدس وأجندته الإقليمية، وأنه غير مهتم بمسألة الطائفة الشيعية اللبنانية، هو صاحب دور اقليمي يأتي دوره من اهتمام اقليمي ايراني، وأن لبنان بالنسبة اليه ليس وطن، بل ساحة للنضال والجهاد والاشتباك وطاولة للتفاوض باسم ايران”.

وأشار الى “أنه في كل حنايا الكتاب، ثمة 3 مستويات، علي خليفة المثقف، علي خليفة السياسي وعلي خليفة المرشح، وثمة فارق كبير بين هذه المستويات، فعلي خليفة المثقف يحتاج الى الوضوح ونشر المفهوم وشرح القيمة والفكرة بل تفاصيلها ووضوحها، أما علي خليفة السياسي فبحاجة الى بعض الغموض لكي يقيم تحالفات وإلا اذا بقي في منطقة الوضوح فسيبقى في عزلة سياسياً، وعلي خليفة المرشح بحاجة الى امكانيات اي الى عدة شغل انتخابية قد لا تكون المبدئيات تنطبق مع مندوبين وسيارات وغيرها”.

وأوضح “أن النوادي العلمية كانت ضرورية في عملية الترشيح ولكنها لم تكن كافية، وكان هناك خللاً بين النوادي العلمية التي تشد خليفة كمثقف، وبين التحالفات مع قوى سياسية أخرى التي تشده كسياسي، وبالتالي فاتأرجح بين السياسي والمثقف لم تُبنى بالطريقة التي يجب أن تبنى فيها”.

 واعتبر سليمان أن هناك “ثمة سردية شيعية واحدة خاصة بحركة “أمل” تدّعي إنه لم يكن هناك شيعة قبل السيد موسى الصدر وكانوا قبل ذلك “ماسحي أحذية”، هذا ليس صحيحا، الشيعة كانوا موجودين قبل الاستقلال وكانوا في مواجهة الدولة العثمانية في الحركة العربية الفتاة وكانوا في تأسيس لبنان عام 1925-1926 ثم شاركوا في الاستقلال، وهي سردية بحاجة الى نقد”.

وقال:” السردية الثانية هي سردية حزب الله، وهي أنه لم يكن هناك عداء لإسرائيل قبل حزب الله وهذه كذبة معروفة، الشيعة ليسوا استثناء عن أي طائفة أخرى التي كان فيها كما غيرها جماعة الوصل وجماعة الفصل”، مشدداً على أن “المعركة الانتخابية في الجنوب الثانية والثالثة لا تختصر بالنوادي العلمية ولا يمكن أن تتجاهل الحزب الشيوعي والعائلات في الجنوب، فالاقطاع انتهى والنهضة الشيعية لم يصنعها موسى الصدر بل عوامل عدة، واليوم يتم استنساخ شيئاً لم يعد موجوداً، فالمعركة ضد العائلات السياسية وهمية والمعركة الحقيقية هي ضد الثنائية الشيعية”.

ورأى أن “الخلط بين الفكر والسياسة وأجندات مهمات العمل اليومية لاضعاف المنظومة لا يزال غالباً”، لافتاً الى أن “ثمة 3 مسائل مشروعة وهي: بناء تنظيم سياسي نخبوي، بناء تحالف سياسي للمواجهة، ومجموعة مهمات ميدانية تضعف المنظومة وترعى تفكيكها”.

وشدد على “أن الأكثر اهمية هو اضعاف المنظومة وليس بناء الحزب السياسي”، معتبراً أن” فكرة انتاج لائحة واحدة للمعارضة هي فكرة جامدة”.

وختم:” لا شك ان كتاب الدكتور علي خليفة غنيّ وهذه تجربة لا يندم عليها وندعوك إلى إكمال النضال وخوض المعركة مرّة أخرى”.

ديما صادق

اعتبرت صادق  في تعليقها على الكتاب أن “خليفة قدم تلخيصاً دقيقاً لكل تفاصيل خوض المعركة الانتخابية وحوادث الترهيب، وتطرقت الى “الحديث داخل الكتاب عن صياغة الخطاب الشيعي، والانقسام الحاد والذي طرح فيه المكون الشيعي في لبنان على أنه هو أحد الطرفين الأساسيين في البلد منذ الـ 2005 “، مشيرة الى أنالسؤال الأهم هل اليوم المعركة يجب أن تنطلق كجماعة شيعية أم كما طُرحت من النادي العلماني؟”.

صادق: الكتاب هو صياغة الخطاب الشيعي انطلاقًا من دعوة علمانية للمشاركة في الانتخابات

وقالت:”ما أحبّ أن أتوقف عنده في هذا الكتاب هو صياغة الخطاب الشيعي انطلاقًا من دعوة علمانية للمشاركة في الانتخابات، ففي الانتخابات السابقة، تكّون الشيعة فقط من حزب الله وكان هناك نواب شيعة في أحزاب أخرى وبقيت المعارضة الشيعية صوتًا لتيار المستقبل و14 آذار، فكانت المعارضة الشيعية لغاية العام 2018 هي عبارة عن أصوات تتكلم بلسان تيار المستقبل وبلسان 14 آذار”.

ديما صادق

أضافت:” التطور الذي حصل عام 2018 هو أن هناك افراداً أتوا وطرحوا أنفسهم انهم معارضين شيعة لأنه هناك معضلة شيعية في البلد”، معتبرة أن “التغييرات بالخطاب عبر ثورة 17 تشرين التي تخطت السقف الطائفي وطالبت بالمواطنية كمواطنية وبالدولة كمرجعية وليس بزعماء الطوائف كمرجعية ، والسمة الأساسية اليوم للمشكلة في لبنان هي مشكلة طائفية”.

واعتبرت صادق “أن الإمام موسى الصدر أحدث مشكلة حين أتى بالشيعة وقال لهم لا يمكن أن تكونوا فقط مواطنين تطالبون بحقوقكم، بل يجب أن تكونوا طائفة ولديكم هوية طائفية”، مشيرة الى أنه ” لو بقي الشيعة بمسارهم غير متمثلين بمشروع طائفة وإنما يطالبون بعدالة اجتماعية، لكان من الممكن أن نكون قد وصلنا الى مسار افضل مما نحن عليه”.

وتناولت صادق “كل الخروقات التي حدثت في الإنتخابات العام ٢٠٢٢ على رغم من كافة مساوئها, ولكنها خروقات يجب البناء عليها على أنها خروقات مواطنة وليست خروقات جماعية”.

وإذ أكدت صادق على “أن حزب الله هو منظمة عابرة لأي واقع لبناني، وهو جماعة إيرانية و تابعة لولاية الفقيه، وهي تعنى فقط بهذا الشأن وتفرض نفسها على لبنان، ولكن التعامل معه من منطلق أنها منظمة خارجية، تفرض اجندتها الداخلية على لبنان وتجاهل ما فعلته في المناطق من خدمات فيه اغفال”.

صادق: عرض صياغة الخطاب الشيعي انطلاقًا من دعوة علمانية للمشاركة في الانتخابات وقدّم تلخيصاً دقيقاً لكل تفاصيل خوض المعركة 

وقالت:” كلنا لسنا معجبين بحزب الله ولكن التعامل معه دون دراسة مكامن نجاحه، اعتقد انه يوجد فيها شيء من عدم الواقعية، وأنا لا ادافع عن حزب الله، ولكن يجب السؤال لماذا نجح حزب الله باستقطاب أكثرية الجنوبيين؟”، مشيرة الى “أن ما فعله حزب الله من شبكة أمان اجتماعية واقتصادية، و خَلَق مشاعر صادقة من قبل المواطنين الشيعة تجاه حزب الله والتعامل معه على إنه جماعة خارجية مفروضة على لبنان هو خطأ، والتعامل معه من دون دراسة مكامن نجاجه في استقطاب الجنوبيين خطأ”.

وختمت:” أدعو الجميع الإستفادة من الخبرة التي وضعها خليفة في كتابه، وأن يكون هذا الكتاب والخبرة منصة لإنطلاقة أعلى وأهم في الإنتخابات المقبلة”.

علي خليفة

” كتبت لأتخلص من عبء ولأُفرّغ مرحلة كانت ثقيلة لدرجة أنني لم أستطع التعبير عنها إلا من خلال الكتابة”، بهذه الكلمات اختصر خليفة تجربته التي، بحسب قوله، “اختزل فيها مشوار معركة مصدرها ضغط كبير جداً يعيشه الترشح في مواجهة الثنائي الشيعي تحديداً في الانتخابات  التي هي دار حرب وليست عملاً سياسياً”.

وقال:” نحن مجتمعات نعاقر الديمقراطية بالإكراه ونعتقد ان الحرية نمارسها فقط بالشكل وقمنا بالانتخابات،وكافة وسائل الإعلام صورت انه أصبح لدينا صندوقاً وتم عدّ الأصوات داخله، ولكن للحقيقة عندما تحدث حوادث كبيرة، لايذهبون إلى صندوق الاقتراع، وإنما يذهبون إلى صندوق الأسود للطائرة، التي انفجرت لأنه يكون ذاكرة الحوادث والجسر لمعرفة ما كان يحدث وبالفعل بالخفاء وراء الكواليس، وهذا هو الصندوق الأسود الذي هو صندوق رديف للانتخابات “.

علي خليفة: ضغط كبير جداً يعيشه الترشح للانتخابات في مواجهة الثنائي الشيعي 

أضاف:”أريد التعقيب على سردية مهمة جداً، وهي السردية التي تقول لبنان قبل الثنائي الشيعي لم يدخل المعترك السياسي، وكان قد أُهمل وأنه لولا عطاءات الثنائي الشيعي لبقي الشيعة عتالين ولم يدخلوا إلى أي وظيفة”.

علي خليفة

وأردف:” في حقبة الاستقلال تحديداً تفاجأت بإهتمام آباء الاستقلال ببناء المدارس في كل المناطق ومنها الجنوب، وهذا الاهتمام أيضاً كان منذ ايام الانتداب الفرنسي وتم ادخال المدارس الرسمية إلى مختلف المناطق ومن ضمنها الجنوب اللبناني، وهذه السردية أراها وبشكل ملموس من خلال الدراسات التي تُظهر أن الشيعة غير وافدين على هذه المنطقة، وليسوا طارئين فيها، وهم بنوا تدريجياً الدولة واستفادوا في مكان معين من هامش الحريات، التي اعطتها دولة لبنان الكبير للمجموعات من خلال القانون الدستوري، اي بإتاحة الحريات للمجموعات بإقامة مدارسها و بإدارة احوالها الشخصية”.

  واعتبر خليفة “أن ما يتم تصويره بأنه لولا الثنائية الشيعية لم يكن هناك وجود للطائفة الشيعية ولم يكن هناك وجود للدولة، غير دقيق، فالطائفة الشيعية اخذت محاكمها الجعفرية من خلال الانتداب الفرنسي، وثبتتها حكومة الاستقلال والدستور في الدولة التي أتاحت ممارسة الحريات العامة للمجموعات، أو على صعيد الحريات الفردية للمواطنين”.

وشدّد على أنه “الى جانب صندوق الاقتراع، فإن الصندوق الأسود للانتخابات هو كان الأساس في الكتاب ومضمونه الذي تناول درب الترشح والهموم والأحلام”، مشيراً الى أنه” أثناء اعلان الترشح او الخطوات لإعلان الترشح التي تبنتها بحماس الأندية العلمانية في الجنوب بدأت تنشأ المعارك الصغرى بين المجموعات، وممارسات حزب الله وحركة أمل ومناصري الثنائي الشيعي ومحاربتهم للمرشحين المعارضين لهم”.

وقال خليفة:” واجهنا الثنائية الشيعية السياسية التي تعبر عن موت السياسة الشيعية وعن تعطيل النظام، ولم نواجه فساد حركة أمل فقط، ولم نواجه حزب الله لانه غطى حركة أمل او لانه عبث بصورة 17 تشرين او غطس في المستنقع السوري، نحن واجهناهم بشكل جذري، بمشروع متكامل اسمه العلمانية الشاملة، ذات الحياد الايجابي باتجاه الاديان، وقمنا بربطها باستعادة أدوار الدولة كافة وادوار الدولة معروفة في الدفاع والامن ،في الاقتصاد والمجتمع، وهذه أدوار لا يمكن أن تنفصل،لايمكن أن تنجزأ، ولا يمكن أن نأخذها بشكل متراتب”.

أضاف:” حظنا إننا كنا في دائرة الجنوب الثانية، المركبة بطريقة ان نبيه بري هو الملك الأمر الناهي فيها، وكل من حول نبيه بري برضى حزب الله هم احجار يحركهم نبيه بري مثلما يريد لكي يؤمن ربحهم”.

خليفة: نحن مجتمع نعاقر الديمقراطية بالإكراه ونعتقد أن الحرية هي بممارسة الانتخابات فقط

وتناول محاولات قصم ظهر المعارضة في مواجهة حزب الله وأمل، والى ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وقال:” كان لدينا مشاريع جريئة وسعيت لها أثناء الإنتخابات، مع مجموعة أفراد بنتيت معهم جسور تفاهم وبذور سياسي، اتمنى اذا لم نراه اليوم نراه فيما بعد ،لأنه بالنسبة لي هذا خلاص وجسر العبور إلى لبنان المستقبل، بالقوات بحزب سبعة بالكتائب ومع الشيوعيين وليس مع الحزب الشيوعي بمنظمات اليسار، بالعائلات الموجودة في المنطقة”.

وختم:”علينا التطلع إلى المستقبل وارادة العيش معاً في المستقبل اهم بكثير من عناصر الهوية التي  تشوبها شوائب وندوب من الماضي”.

نقاش في السياسة والإنتخابات

شهدت الندوة نقاشاً زاخراً بين المشاركين حول المستجدات السياسية والانتخابية، لتُختتم بتوقيع خليفة كتابه.

ونوّه المرشح فرج، بالمناخ الثقافي الذي بدأ يتكون وفي حال  تعمم في الشارع الشيعي فهو الضمان لإستعادة الدولة، وقال:” هذه وظيفتنا ان نكون مساهمين في هذا الشيء ومن الممكن، وهذا الكتاب فاتحة خير وأمل بهذا الاتجاه”، وتطرق الى “نقطة مهمة حول أموال حزب الله استقطب فيها الناس وهذه نقطة مهمة، وبعد حرب تموز كرس استخدام المال واستغل عاطفة الجنوبيين وطيبتهم المرتبطة بالمقاومة”، مشيراً الى “أننا نعيش في قاعدة عسكرية إيرانية، وكنت أتمنى تشكيل معارضة بيد واحدة في الجنوب كله”.

من جهته رأى المرشح كنعان أنه “حصل تزاوجاً فكرياً وسياسياً مع خليفة، ومع مجموعة من الذين لديهم فكر وطني فوق الطوائف والأحزاب، ويلتقون على حب الوطن فوق بقية الاعتبارات”، وتحدث عن “خوض المعركة بوجه لوائح السلطة”.

وكانت مداخلة للمرشح عطايا، رأى خلالها أن “حزب الله لا يقدم خدمات منذ 2006 الا لصالح المنتمين والموالين له فقط في الجنوب”، مشيراً الى “أن المشكلة  ليست في حزب الله بل تكمن في المعارضة التي لم تُحسن ادارة المعركة الانتخابية “.

الأمين: الكتاب متفرد لجهة تقديم مرشح اعتراضي تجربته الانتخابية بشفافية ووضوح

من جهته، لفت عاكوم الى أن” الخطأ الكبير هو الخلط بين الامام موسى الصدر ونبيه بري الذي كان بعيداً عنه، فيما الأقرب اليه كان حسين الحسيني الذي هو بعيداً كل البعد عن الحركة”، مشيراً الى “أن الأساس هو بناء مشروع الدولة وتعزيز القيم الشعية الحقيقية، وضرورة تعزيز الإطار الطائفي الوطني والقيمي من اجل بناء الدولة الجامعة”.

وكانت مداخلة للناشط والممثل عبدو شاهين تحدث فيها عن أنه في بعلبك الهرمل لا امدادات للصرف الصحي، ويتم شراء المياه، والمستشفيات التي بنوها لا يوجد فيها كوادر ويعمل على تجنيد الشباب عبر تخصيص رواتب لهم”.

بدوره، لفت مجيد مطر الى أنه “كانت المارونية السياسية تطمح أن لا تذهب الطائفة الشيعية الى الهوى الناصري، والشيعة كانوا قبل حقبة الإمام الصدر، والنظام اللبناني أراد للطائفة الشيعية أن تبتعد عن التوجه الناصري”.

السابق
خامنئي يربط لبنان بـ«صراعه» مع أميركا..و«حلم» باسيل بالإنقلاب على الطائف مستمر!
التالي
شيعة لبنان إذا تغيّرت إيران؟