شيعة لبنان إذا تغيّرت إيران؟

احمد عياش

نظم “منتدى جنوبية”  الخميس الماضي ندوة حول كتاب “الصندوق الأسود للانتخابات “لمؤلفه للدكتور علي خليفة  الذي روى تجربته كمرشح للانتخابات النيابية الأخيرة عن دائرة الجنوب الثانية. وكانت الندوة التي قدم لها الصحافي علي الأمين وشارك فيها الدكتور حارث سليمان والإعلامية ديما صادق بمثابة سبر أغوار عالم الثنائي الشيعي ، حركة “أمل” و”حزب الله.”

تناولت الندوة ما أسماه المتكلمون فيها “سردية” شائعة في بيئة الثنائي تقول “ان لا كيان للشيعة في لبنان قبل موسى الصدر، ولا مقاومة ضد إسرائيل قبل حزب الله.”

“حزب لله” اليوم أمام محك ما يجري في إيران من تحولات تضع الجمهورية الإسلامية على مفترق يعيد الى الاذهان مصير نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979 

وقد اتاحت المداخلات الاطلاع على العالم الشيعي في لبنان قبل ان تكون هناك حركة او ان يكون الحزب. فبالعودة الى تاريخ هذه الطائفة منذ بداية القرن العشرين، يتبين كما كم كانت متفاعلة مع حركات الاستقلال والعروبة والاشتراكية. كما يتبين كم كانت واسعة حركة التعليم التي دعمها الانتداب الفرنسي في كل إنحاء لبنان وتفنيد قصة مزعومة حول عبارة للزعيم الوائلي احمد الاسعد الذي عندما طلب منه الجنوبيون انشاء مدارس اجابهم:” عمّ علملّكم كامل” أي نجله الذي كان لفترة طويلة رئيسا لمجلس النواب. كما كانت اطلالة على ما قدمه العهد الشهابي للمناطق المحرومة عموما والجنوب والبقاع خصوصا.

هناك الكثير من المعطيات التي انطوى عليها كتاب “الصندوق الأسود” ومداخلات المتكلمين في الندوة. لكن ما يمكن التوقف عنده هو واقع الثنائي الشيعي الذي أظهر ثقل إستفادة حركة “أمل” من موارد الدولة من اجل ترسيخ الزبائنية السياسية، ما يجعل مصير الحركة مرتبط بهذه الموارد التي شارفت الان على النفاذ. أما “حزب الله” الذي ظهر عمق إرتباطه ب”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني وخصوصا على المستوى المالي منذ حرب عام 2006 ، هو اليوم أمام محك ما يجري في إيران من تحولات تضع الجمهورية الإسلامية على مفترق يعيد الى الاذهان مصير نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.  

إقرأ ايضاً: ندوة «جنوبية» حول كتاب «الصندوق الأسود للانتخابات»..خليفة يوثق تجربته بوجه «الثنائي» حفظاً للثورة والذاكرة!

وفي احدث المؤشرات الى وضع النظام الذي أسسه الامام الخميني قبل 43 عاما قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في حملة القمع ضد الاحتجاجات التي تشهدها إيران، في خطوة تهدف لجمع أدلة تمهيداً لملاحقات محتملة.وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، “أن إيران تشهد أزمة متكاملة الأركان في مجال حقوق إنسان، باعتقال نحو 14 ألفاً حتى الآن بينهم أطفال. هذا رقم صادم”.

ما مصير الشيعة في لبنان إذا ما رحل النظام المتشدد في إيران وفقد الثنائي الظهير الكبير له؟

في موازاة ذلك ، وتحت عنوان “الولايات المتحدة تدخل حقبة جديدة من المواجهة المباشرة مع إيران” أوردت صحيفة النيويورك تايمز تحليلا جاء فيه:” إن أمل بايدن في العودة إلى الولايات المتحدة في الصفقة مع إيران التي أبرمت في عام 2015، والتي تخلى عنها الرئيس دونالد ترامب، قد مات تقريبا. “

في العودة الى لبنان، السؤال الكبير، ما مصير الشيعة في لبنان إذا ما رحل النظام المتشدد في إيران وفقد الثنائي الظهير الكبير له؟ قد يبدو السؤال صادما في بيئة انتفت فيها الأسئلة.

السابق
ندوة «جنوبية» حول كتاب «الصندوق الأسود للانتخابات»..خليفة يوثق تجربته بوجه «الثنائي» حفظاً للثورة والذاكرة!
التالي
اللبنانيون يتهافتون على تسديد القروض قبل رفع الدولار