الفنان التشكيلي شارل خوري.. حلة فلسفية «بلدية»!

يتحرك الفنان التشكيلي الرسّام شارل خوري في معرضه الجديد “غاليري مارك هاشم” (افتتح الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني)، وفق خطوط متعاكسة ومتقاطعة مع خطوات ثابتة قديرة الاختزال والتوسع ،فاعلة ومحدقة بتلاوين متماوجة تعكس مشاهد متداخلة ،وتظهر كمرآة متعاكسة تحت أشعة الحياة والزمن.
في لوحاته الجديدة تقدم شارل الى مساحة رؤية جديدة، وأخذت مسلكها في الرؤيا. لوحات “عنيدة” معبّدة “بنغم سوريالي مرئي” ، تمتد إلى واقع جديد وأمر جديد، وربما هذا التحول ثبت بعد محاولات جمة وبعد طول بحث ودراية كثيفة، وبعد تفتيش واسع في ثنايا الغيب، وبعد طول اختمار التجربة والمشاغيل التشكيلية الشاملة. فقد تطورت تجربة شارل،بأشكالها وألوانها، وحتى إيقاعاتها السوريالية أخذت حيزاً لافتاً في أعماق التجربة نفسها. فثمة مساحات وفضاءات ومحاولات اختباريّة تبدو جلية في العمق الوجداني الجواني للموضوع الذي يستهدفه الفنان في لوحته. كأنه التجريد السورياليّ (بحلّة بلدية).
أهمية ما رسمه شارل في معرضه الحديث ، تكمن في الأسئلة الصامتة والناطقة داخل كل لوحة وفي ثنايا كل لون وكل خط ووجه وعين وبحر وسماء.. وروح هائمة: كيف يحرك لوحته وكيف تبدأ لوحته بالولوج والحضور والتعافي؟ كيف ومتى ولماذا تعمل لوحته في مساحة البصر؟ وكيف تعيش وتستمر لوحته في مناخاته المتنوعة؟ وكيف تكبر وما الذي يغذي نموها؟ وهل تنتهي لوحته يا ترى؟ … أسئلة لم يطلقها الفنان ولم يقصدها ، لكنها أسئلة حاضرة بإيقاعات ألوانها ووجوهها المتعددة.
الحب والسلام والتعاسة واليأس والجنون… كلها حاضرة في لوحة شارل، لوحة “فلسفية” بامتياز،تخاطب الوجود بعزيمة ووعي ونظرة واسعة تكاد تكون ثاقبة، كيف بدأت الحياة،وهل هي الحياة (نفسها) التي نظنها الحياة!

السابق
هاجم بعنف آداء عون.. مولوي يكشف مصدر رصاصة «الميدل إيست»
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الخميس 10/11/2022