وفي دلالة واضحة ان “الامر لي”، مكث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحيداً في قاعة مجلس النواب، وخرج جميع نواب كتلته الى خارجها لإفقادها النصاب، ومسايرة النائب جبران باسيل، والذي “حرد” من رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديده جلسة في ذكرى 13 تشرين “غير المجيدة”!
وتكشف مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان ممارسة “حزب الله” السياسية والدستورية تعكس تسلطه العسكري والامني على البلد.
فعلى بعد 17 يوماً من الشغور الرئاسي، لا يبدو ان “حزب الله” يريد خليفة سريعاً لميشال عون، كما لا يظهر انه “تواق” الى حكومة تسد الشغور الرئاسي.
بل على العكس يمارس لعبة تقطيع الوقت في إنتظار “غودو” دولي ما، وربما يفوق “قنبلة الترسيم” وصولاً الى توقع اتفاق نووي اميركي-ايراني قبل نهاية 2022!
على بعد 17 يوماً من الشغور الرئاسي لا يبدو ان “حزب الله” يريد خليفة سريعاً لميشال عون كما لا يظهر انه “تواق” الى حكومة تسد الشغور الرئاسي
وترى المصادر ان الاخطر مما يجري كله، هو المحاولات الاخيرة لتعويم العهد ونسب انجاز الترسيم اليه، ليجير هذا التعويم ضمناً الى “الصهر” باسيل.
وتشير الى ان بصمات حارة حريك واضحة في الجهود التي تهدف الى اعطاء باسيل حصة حكومية وازنة، ولحفظ “خط الرجعة” السياسي بعد رحيل عون من بعبدا الى الرابية.
إنقلاب عون على المؤسسات
وفي ملف الترسيم وبعد الكلمة التي وجهها عون الى اللبنانيين بمناسبة “الترسيم”، ترى مصادر سياسية معنية لـ”جنوبية” ان عون اختزل المؤسسات الدستورية. والغى دور الحكومة ومجلس النواب في الرقابة على الاتفاقيات، كما حصر الملف النفطي بصهره ابان توليه وزارة الطاقة في العام 2010 .
إقرأ ايضاً: إمتعاض داخلي من إحتكار العهد لـ«معاهدة الترسيم»..وزحمة مبادرات لا «تُنتج» رئيساً!
وكان عون اعلن في كلمة متلفزة الموافقة الرسمية على «اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بانتظار توقيع النصوص اللازمة من الجانب الأميركي والجانب الإسرائيلي وفقاً للآلية المعتمدة في الاتفاق».
عون اختزل المؤسسات الدستورية والغى دور الحكومة ومجلس النواب في الرقابة على الاتفاقيات كما حصر الملف النفطي بصهره ابان توليه وزارة الطاقة في العام 2010
ورأى ان «الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة»، قائلاً: استحصلنا على كامل حقل قانا، ولم تمس حدودنا البرية، ولبنان لم يعترف بخط الطفافات الذي استحدثته اسرائيل.
واستعرض الرئيس عون المراحل والصعوبات التي قطعها مسار ملف الترسيم منذ العام 2010، مؤكداً استعادة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع… موضحاً ان الخطوة التالية «يجب ان تكون التوجه الى عقد محادثات مع سوريا لحل المنطقة المتنازع عليها معها وهي تزيد عن 900 كيلومتر مربع، عن طريق التباحث الأخوي، كذلك ينبغي مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص، وتقرير ما يتوجب القيام به مستقبلاً».
هوكشتاين
ولم يخف الوسيط الاميركي في المفاوضات البحرية آموس هوكشتاين توقعه بأن تبدأ شركة توتال مع شركة ايني عن الاستعداد للتنقيب في المياه اللبنانية في بحر الأسابيع القليلة المقبلة.
واستبعد ان يؤثر وصول بنيامي نتنياهو الى السلطة على الاتفاقية، مشيراً الى ان «الاجراءات الحكومية تميل الى البقاء عليها، كما هي، واتباع الاتفاقيات».
وروى انطباعه بالقول: نجحت حيث فشلت قبل بضع سنوات لذلك هذه جولتي الثانية، والجزء الاهم كان عندما طلب مني الرئيس بايدن استئناف العمل كوسيط.
كولونا في بيروت
ووصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء امس الى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية ليوم واحد، تلتقي خلالها الرؤساء عون وبري ونجيب ميقاتي، ووزير الخارجية في حكومة تصريق الأعمال عبد الله بو حبيب.
