هل يتجنب النواب التغييرون حقل ألغام.. «حزب الله»!

في كرة القدم، كما في كرة السلة، لا يمكن وضع خطة للفوز، ما لم تشمل أولاً تحصين خط الدفاع لمنع الفريق الآخر من الفوز. عندها يمكن الانتقال الى الهجوم للتسجيل، وخطة الفوز الرئاسية تفترض تكامل كل اللاعبين في صفوف “المعارضة”!

الديمقراطية أصوات.. وكل من يسعى لتحقيق فوز في الديمقراطية عليه تأمين الأصوات لحظة التصويت

إن المعارضة اليوم، هي بشكل أساسي معارضة لمواقف حزب الله “وأخواته” المشاركين في الحكومة وفي السلطة منذ سنوات طويلة، وذلك، بسبب تمنع الحزب من المشاركة في بناء الدولة، وفشله مع حلفائه في إدارة البلاد، التي أوصلت اللبنانيين الى جهنم، واستمراره في بناء دولته، والسيطرة على قرار الحرب والسلم، وأخذه لبنان الى المحور الإيراني، ومعاداة الأشقاء العرب، وبالتالي منع أي إمكانية للنهوض الاقتصادي.

الديمقراطية أصوات.. وكل من يسعى لتحقيق فوز في الديمقراطية عليه تأمين الأصوات لحظة التصويت. واستثنائياً، الاكتفاء بتسجيل موقف.

كل فكرة “تغييرية” لا تؤدي الى تغيير إيجابي ملموس في حياة الناس تعتبر فكرة سيئة، يجب استبعادها

اختارت الناس خط التغيير لترى تغييراً في حياتها. وهي لم تلمس أي تغيير ملموس في الأشهر الخمسة الأولى من عمر المجلس النيابي.. وهي ترفض أن يقتصر التغيير على تبدل في المواقف فقط.. وكل فكرة “تغييرية” لا تؤدي الى تغيير إيجابي ملموس في حياة الناس تعتبر فكرة سيئة، يجب استبعادها، وكل موقف يسهم في الخسارة هو موقف سيء، فإذا “طار البلد” لن يبقى أحداً للتهنئة على المواقف الخاسرة!

لا رئيس من دون 65 صوتاً نيابياً، من هنا تحتاج الأصوات ال 13 أن تختار موقعها الانتخابي. ومن الطبيعي أن تكون في المعارضة، مع استحالة أن تكون حالياً في الموالاة! وبالتالي هدفها الأول يجب أن يكون منع خسارة خيار المعارضة أمام خيار الموالاة، ومن قلة الخبرة اعتقاد البعض، أنه يمكن لآراء التغيير أن تؤثر في خيارات الموالاة الانتخابية، أي خيارات حزب الله وشركائه في الحكومة.

من الضروري أن يتكامل التغييريون مع أفرقاء المعارضة الآخرين “ديمقراطياً”، فإما أن “يقنعهوهن”، وإما أن “يقتنعو منهن”

وبالتالي، من الضروري أن يتكامل التغييريون مع أفرقاء المعارضة الآخرين “ديمقراطياً”، فإما أن “يقنعهوهن”، وإما أن “يقتنعو منهن”. ومن الضروري، كتكتل عددي أفرزته الانتخابات، أي 13 صوتاً، فهم الحجم الحقيقي لقدرة تصويته داخل 65 صوتاً ممكناً للمعارضة، ومن الضروري أيضاً تجنب الابتزاز، وتجنب الوقوع في “ديكتاتورية الأقليات” القادرة على التدمير، وغير القادرة على البناء، وبالتالي، قد يتحول التكتل التغييري، ولو عن غير قصد، كحصان طروادة داخل المعارضة لصالح حزب الله!

إن أفضل خيار ممكن لقوى التغيير البرلمانية هي التكامل مع قوى المعارضة في خطة أولى، قبل الانتقال الى خطة ثانية (Plan B)، أو أكثر، حتى ولو خسرت قوى المعارضة مجتمعة في النهاية، لأن التكامل يعطي فرصاً جدية للفوز على الورق، وإن كان غير حاسم له.

لم يكن خيار نواب التغيير موفقاً في الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى. فإما تغيير الأسلوب، وإما أنهم سيساهمون بشكل مباشر بفوز خيار حزب الله ومرشحه

لم يكن خيار نواب التغيير موفقاً في الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى. فإما تغيير الأسلوب، وإما أنهم سيساهمون بشكل مباشر بفوز خيار حزب الله ومرشحه. وسيتحملون عندها مسؤولية كارثية ومباشرة (“ولو مش لوحدن”) لما ستؤول إليه البلاد، “بالتمديد” لحياة الناس في جهنم! مع العلم أن فوز أي مرشح للمعارضة يسهم بالتخفيف من الآلام، وقد لا يكون كافياً للانقاذ!
إن عبء المسؤولية يحتم على التغييريين التصرف بمسؤولية، فإن لم يفعلوا، لن تنفعهم عندها تبريرات “لو كنت أعلم”.. فهم الآن يعلمون!

السابق
قراءة في عوالم المفكر الإيراني التنويري علي شريعتي ثائراً باسم العقل وشهيداً دفاعاً عن الحضارة والإنسان
التالي
بالتزامن مع التصريحات الإسرائيلية «الساخنة» حول «الترسيم».. تيننتي لـ«جنوبية»: الوضع مستقر عند الخط الأزرق