نايفة نصار فنانة تمحو «سواد» المدينة بطيب عطرها وأنفاس جدِّها!

نايفة نصار ولوحاتها
الفنانة التشكيلية اللبنانية نايفة نصار تحضر الى المدينة بمعرضها الفردي اللافت،تحت عنوان “عبق الماضي” ، في غاليري (kf) الأشرفية، مجسدة في أحدث لوحاتها عبق الماضي الطيب وشذى الذكريات الخالدة، وما تلبث أن تخرج رائحة الماضي وطيب عطره الى الرؤيا قبل الأحاسيس والشعور.

هذا العالم الخاص رسمته وحفرته ودوّنته الفنانة وفق أصول ذاتية قديرة،عالم الماضي الذاتي الذي يسلط النور على عالمها وعلى الشخوص المؤثرة فيه ، ويلامس أيضا الماضي المشترك بين ومع آخرين من ابناء الوطن الواحد والذاكرة المشتركة.

يأتي معرض نصار في توقيت يجسّد حاجة أكثر مما هو توقيت، فنحن اليوم بأمس الحاجة الى “عبق الماضي”ليدلنا ويرشدنا الى صوابية الحياة وإنسان الحياة، على عكس ما يجري ويحدث في أرض الوطن المسلوب من أبسط حقوقه وحريته.فبعد غيابها عن العرض الفني تدخل وتنطلق نايفة نصار إلى وهج الفن الحر ، القائم على حركية استحضار الماضي مهما كلّف الجهد والألم.

احتوى المعرض أعمالا فنية متنوعة بأحجام متوسطة مشغولة بمادة الأكريليك على الخشب وبعضها على القماش

احتوى المعرض أعمالا فنية متنوعة، بأحجام متوسطة مشغولة بمادة الأكريليك على الخشب وبعضها على القماش، ويستمر المعرض الذي افتتح في الأول من أيلول/ سبتمبر إلى 23 منه.

تقدم الفنانة لوحاتها كهدية من ثمار الزمن ، زمن حاشد بالحياة ومتفرقاتها الجمّة.

إن الماضي الشخصي للفنانة يتشابك مع الماضي الأرحب، ماضي البلاد الرازحة في الهلاك،وأكثر ما يستوقف المشاهد في لوحاتها، هو هذا الخراب الذي أصاب روح المدينة العاصمة بيروت، بعدما رسمت وجسدت ثقوب الزمن الاسود الذي حول المدينة الى مرايا مهشمة مزنرة بسواد الطغاة،حكّام الأمر الواقع.

إقرأ أيضاً: لقاء «دار الفتوى»: سعد وقعقور أبرز المقاطعين.. والصادق يتحفظ عبر «جنوبية»: العنوان السياسي خاطئ وكبير!

وبسؤال نايفة، ماذا ترسمين ولماذا هذا الاستحضار للماضي،ولماذا كل هذا الصراخ الصامت في ذاكرتك ولوحاتك؟ تجيب وطيف الماضي يترقرق في عينيها ويديها: “هنا جلس جدي.. بكيت وضحكت معه.

ما ترونه جاء تحت تأثير الماضي وما صنعه بأفكاري وأحلامي. هكذا أرى جدي.. على كرسي خشبي بسيط.. وأرى أرضا مكسوة ببلاط قديم عليه تصاميم تراثية. وسجاد مزخرف وأيضا تفاحة تتوق إلى ما كان وولى”.

وأضافت: “شذى الماضي يعبق هنا جلس جدّي و رنّم أروع الذكريات. بكيتُ معه و ضحكت معه. إنه أثر الماضي يُرخي بظلاله على اليقظة. ألوان تتراقص على مسرح الخطوط الموزعة بترتيب، إلى أين؟ حينًا إلى بساطٍ مطرّزة على أرضية منمّقة وحينًا آخر على بساط مطرزة و حينا آخر مع ظلال تذوب في تنظيم هندسي.

الذاكرة تستحضر أرجل الكرسي الذي كان يرافق جدي كظلّه المترامي في الحديقة أو داخل المنزل العتيق الكرسي يرتاح على أرضية مزخرفة

التفاحة، تفاحة الإشتياق ترسم الشوق و الوحدة. إنها ذاكرة الموت، ذاكرة الحنين، ذاكرة الفرح، ذاكرة الألم بألوان فرحة، عنيدة ومقاومة.

الذاكرة تستحضر أرجل الكرسي الذي كان يرافق جدي كظلّه المترامي في الحديقة أو داخل المنزل العتيق. الكرسي يرتاح على أرضية مزخرفة، و جدّي يحرق الكبريت.

هذه العناصر كلها هي أحاسيس و روائح و ألوان الماضي التي ستبقى صامدة في روحنا الصامتة.”

السابق
لقاء «دار الفتوى»: سعد وقعقور أبرز المقاطعين.. والصادق يتحفظ عبر «جنوبية»: العنوان السياسي خاطئ وكبير!
التالي
عبده وازن يستذكر لقمان سليم: هذا ما قاله لحظة نهوضه!