الحكومة «تتبرأ» من الانهيار..وما علاقة «حزب الله» بطعن رشدي؟!

سليمان رشدي
المراوحة القاتلة التي يشهدها البلد، تتعزز يومياً مع" هروب" المسؤولين من مسؤولياتهم وترك المركب ينهار على قاعدة :"اشهدوا اني بلغت".

فمع تردي الاوضاع الاقتصادي والمالية والمصرفية والامنية والاجتماعية والمعيشية الى مستوى غير مسبوق، وفيما توقفت الحركة الوزارية في السراي والوزارات حيث تعمل الوزارات، وفق معلومات لـ”جنوبية” بأقل من ربع طاقتها بسبب عدم توفر المال التشغيلي وبسبب اضراب الموظفين في القطاع العام، خرج  نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ببيان اقل ما يقال فيه ان هروب من المسؤولية وتقديم “صك براءة” للرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، ومعظم اعضاءها يستجمون في باريس ولندن وسويسرا وفق ما تصف مصادر اقتصادية لـ”جنوبية”.

واعتبر الشامي في بيان امس أن “لبنان على مفترق طرق، إما علينا اختيار الاصلاح والتعافي أو الغرق في المزيد من الانهيار”.

كلام الشامي تبرير للتقاعس الحكومي وهروب من المسؤولية ونعي عملي للاتفاق الاولي مع صندوق النقد الدولي والذي يشترط تحقيق الاصلاحات للمضي قدماً بالاتفاق

وشدّد الشامي على وجوب القيام بالإصلاحات الضرورية التي تضع البلد على السكة الصحيحة، معتبراً أنّ ترك الأمور على ما هي عليه سيدفع البلاد إلى المزيد من الإنزلاق نحو الهاوية، وقال: «الاتفاق مع صندوق النقد الدولي مهم وفيه نحدّد بشكل واضح ما يجب فعله على مدى السنوات الـ4 المقبلة، وأيّ تأخير في المضي بالإصلاحات لن يؤدي إلى زيادة حدة الأزمة فحسب بل سيزيد من الوقت اللازم للخروج منها».

ورأى الشامي أن «التقاعس عن القيام بما يجب القيام به ليس خياراً بالنسبة لنا، ولم تعد مسألة شراء الوقت التي اتسمت بها معظم السياسات المالية والنقدية على مدار السنوات الماضية ممكنة لأن الوقت أصبح نادرًا جدًا وبالتالي ذا قيمة جد مرتفعة».

وفي السياق ترى المصادر الاقتصادية نفسها لـ”جنوبية”، ان كلام الشامي تبرير للتقاعس الحكومي وهروب من المسؤولية ونعي عملي للاتفاق الاولي مع صندوق النقد الدولي، والذي يشترط تحقيق الاصلاحات للمضي قدماً بالاتفاق على 4 سنوات.

جنبلاط مستمر في حراكه ويطمئن

واستمرت حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في حصد الاهتمام الداخلي السياسي الشعبي، فبعد استقباله وفد “حزب الله” في كليمنصو اوفد نجله النائب تيمور الى الديمان لشرح الموقف واطلاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ابعاد تواصله مع الحزب وما افضى اليه اللقاء بينهما وتأكيد صلابة الشركة في الجبل.

فغداة لقاء الاشتراكي – “حزب الله” في كليمنصو، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط يرافقه النائبان اكرم شهيب ووائل أبو فاعور. واعلن جنبلاط بعد اللقاء ان الزيارة كانت “لنؤكد لصاحب الغبطة ان شراكتنا الوطنية والتاريخية شراكة ثابتة بدأت بمصالحة الجبل وان شاء الله ستستمر في المستقبل لمصلحة لبنان ولاستقلاله ولسيادته رغم كل الضغوطات والمواقف السياسية.

جنبلاط يتابع تموضعه السياسي والوسطي ويحاول ان يكون “بيضة القبان” مجدداً وان يكون له رأي وازن في الاستحقاق الرئاسي وخصوصاً ان الجميع يتهيب الفراغ

في الحركة الاشتراكية ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية ونقل العريضي الى بري أجواء لقاء كليمنصو بين جنبلاط ووفد “حزب الله”.

وترى مصادر نيابية متابعة لحركة جنبلاط لـ”جنوبية” ان “الاخير يتابع تموضعه السياسي والوسطي ويحاول ان يكون “بيضة القبان” مجدداً وان يكون له رأي وازن في الاستحقاق الرئاسي وخصوصاً ان الجميع يتهيب الفراغ، ويرى ان لا امكانية لإجراء اي استحقاق لبناني بمعزل عن تطورات الاقليم والعالم”.

محاولة اغتيال رشدي

وشغلت الاوساط الاعلامية والسياسية والشعبية في لبنان محاولة اغتيال الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، الذي أصدر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله الخميني، فتوى بهدر دمه عام 1989 بسبب روايته “آيات شيطانية” لهجوم، الجمعة، في قاعة كان يستعدّ لإلقاء محاضرة فيها بغرب ولاية نيويورك، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وفي وقت لاحق، قال وكيل الروائي رشدي إن الأخير “تحت جهاز التنفس الصناعي، ولا يستطيع التحدث”.

إقرأ أيضاً: لقاء كليمنصو «يقطع» الطريق الرئاسي على «القوات» والتغييريين..والحرب البحرية اقرب من الترسيم!

وذكر أن “الأنباء ليست جيدة، ورشدي قد يفقد على الأرجح إحدى عينيه، أعصاب يديه انقطعت، وتعرض كبده للطعن والتلف”.

لم يحسم بعد امر انتماء المهاجم مطر الى “حزب الله” رغم ان الشرطة الاميركية تحقق في ذلك مع وجود منشورات على صفحته على الفايسبوك تؤكد تأييده لايران وحزب الله وخامنئي

وأكدت شرطة نيويورك تعرض رشدي لطعنة في العنق، مشيرة إلى أنه يعاني أيضا من إصابة طفيفة في الرأس. ونقل الكاتب عبر طائرة مروحية لتلقي العلاج بعد تعرضه للاعتداء.

وأفاد وكيل أعمال رشدي بخضوع الكاتب للجراحة، فيما قالت حاكمة ولاية نيويورك إن رجل شرطة أنقذ حياة رشدي أثناء تعرضه للاعتداء.

الصمت يسود اقارب المهاجم في الجنوب ويتردد انه من يارون الجنوبية، كما كان لافتاً صمت “حزب الله” ومناصريه في لبنان وعدم التهليل للعملية

وكشفت شرطة نيويورك أن المهاجم اسمه هادي مطر، 24 عاما، من نيوجرسي، ولا يزال الدافع وراء الهجوم مجهولا.

ووفق ما توفر مع معلومات لـ”جنوبية”، لم يحسم بعد امر انتماء المهاجم مطر الى “حزب الله” رغم ان الشرطة الاميركية تحقق في ذلك مع وجود منشورات على صفحته على الفايسبوك تؤكد تأييده لايران وحزب الله وخامنئي.  

واللافت ان الصمت يسود اقارب المهاجم في الجنوب، ويتردد انه من عيثرون ويقول أخرون انه من كفركلا، كما كان لافتاً صمت “حزب الله” ومناصريه في لبنان وعدم التهليل للعملية على عكس ما كان متوقعاً!

السابق
خاص «جنوبية»: الدولار الى 35 ألفاً لسد الزيادات.. و«المركزي» يشتريه مرتفعاً لتعويم «صيرفة»!
التالي
أزمة غاز تلوح في الأفق.. هل اتُّخذ القرار بالإضراب؟!