القصة الكاملة لمعتقل الخيام.. عمل موسوعي شاهد حي على الإجرام الإسرائيلي

كان ما عُرِف بإسم " معتقل الخيام " محطَّةً مؤلِمةً جدّاً ، لأهالي الجنوب اللبنانيّ ، من محطَّات صراعهم الوجوديّ ، الطويل والمرير ، مع قوّات الاحتلال الصهيوني ، التي أقامت هذا المعتقل في بلدة الخيام ، أثناء احتلالها للجنوب في الثمانينات من القرن الماضي.

كتابٌ موسوعيّ ذو أهميّة تاريخيّة 

والقصّة الكاملة لذلك المعتقل ، سطَّرها المُناضِل محمد صفا ألباحث والكاتب اللبنانيّ الجنوبيّ ، في كتابه الموسوعيّ الجديد ، الصادر عن ” دار الفارابي ” في بيروت ، في طبعةٍ أولى في ال2021 ، بعنوان : ” موسوعة معتقل الخيام ( ألقصّة الكاملة ) ” . 

ونحن هنا نُعِيد التّذكير بهذا الكتاب لأهمِّيَّته التَّاريخيّة . 

تتضمّن موسوعة معتقل الخيام القصّة الكاملة منذ إنشائه وحتى إقفاله

وموسوعة معتقل الخيام تنتشر محتوياتها على ما يربو على  ( 1422 صفحة ) ، في مجلّدٍ ضخم من القطع الكبير . 

محتويات الموسوعة 

وتتألّف محتويات هذه الموسوعة من : مقدِّمة ، وثمانية عشرفصلٍ . 

موسوعة معتقل الخيام هي سِفر تجربةٍ نضاليّة تاريخيّة

ومَحاور فصول هذا العملِ الموسوعيِّ ، هي : معتقل الخيام بديلاً لمعتقل أنصار ؛ ونبذة عن الباستيل الصغير ؛ ألمعتقلُ المنسيّ ؛ والوثيقة الأولى عن المعتقل ؛ شهداء معتقل الخيام ؛ رسائل مهرَّبة من المعتقل ؛ أطفالٌ ومسنّون رهائن ؛ الأوضاع الصحيّة في المعتقل ؛ شهاداتُ أسيراتٍ محرَّراتٍ ( 107 شهادات ) ؛ شهادات أسرى محرَّرين ( 94 شهادة ) ؛ 14 تموز يوم الأسير اللبناني ؛ 7 تشرين الثاني يوم الُمعَلِّم المعتقَل ؛ ألتحرّك الدولي في لجنة حقوق الإنسان في جنيف وباريس ؛ مؤتمرات العَزل ؛ منظمة العفو الدولية وقضية المعتقلِين ؛ زيارة المحامية الفرنسية مونيك بيكار دويل ؛ الإنتصارالتّاريخيّ الأوّل للحملة التضامنيّة ؛ إعتصامات أمَّهات الخميس ؛ أليوم العالمي لإقفال معتقل الخيام ؛ إطلاق سراح سهى بشارة ؛ 23 أيار إقفال معتقل الخيام ؛ رحلة الأسرى المحرّرِين إلى إيطاليا ؛ ألحملة التضامنيّة وعمليّات الإفراج ؛ ملفّ العملاء واطلاق سراح عامر الفاخوري ؛ أول وثيقة عن المفقودِين ؛ تقارير دولية ومُلصَقات إلخ ….  

إحياء ذاكرة 

ومن مضمون مقدِّمة هذه الموسوعة ، نُورد الآتي : 

” إنّ إقفال المعتقل أيّ معتقل لا يعني إسدال السّتار على هذه الصفحات السوداء من تاريخ الإنسانيّة . 

يضمّ هذا الكتاب مقوِّمات المقاومة الحقوقيّة والإعلاميّة والديبلوماسيّة والإجتماعيّة التي تأسَّست بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982

فمعظم المعتقلات الفاشية في البلدان الأوروبية والعالم تحولت الى متاحف سياحية وثقافية . 

فإعادة إحياء الذاكرة لا يعني العودة إلى الماضي ، بل كي تبقى ذاكرتنا حيَّةً وأن لا يلفّها النّسيان ، فالذاكرة تتجاوز بما لحق بنا وشعوب أخرى من حروبٍ وتعذيبٍ وخطفٍ وقهرٍ ومجازر واحتلال وتدمير . 

ألذّاكرة هي التاريخ ومهما كانت قاسيةً ومؤلمة ، هي فلسفة الأجيال والحقيقة الحيّة التي لا يمكن لشعبٍ أن يتطور وينهض إن فقدَ ذاكرته ووعيه وتراثه . ألذاكرة هي العقل والقلب وحكايات الشعوب . هي العدالة وحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وعدم الإفلات من العقاب . 

***

” انطلافاً من هذه الرؤية للذاكرة نقدّم في الذكرى ال21 لإقفال معتقل الخيام لشعبنا ولشعوب العالم ولكل المؤسَّسات الحقوقيّة والثقافية والعالمية والإنسانية العربية والدولية موسوعة معتقل الخيام القصة الكاملة منذ إنشائه بعد إغلاق معتقل أنصار تاريخ 3 نيسان 1985 وحتى إقفاله في 23 أيار في العام 2000 . 

” ألموسوعة ليست تحقيقاً صحفيّاً ولا بحثاً تاريخيّاً عن نشأة الحركة الأسيرة وتطورها ، ولا أطروحة في القانون الدولي ومعاملة السجناء ولا توثيقاً لأنشطة اللجنة والتجمُّع من تقارير وبيانات واعتصامات ومَعارض . 

تجربة نضاليّة عريقة 

” موسوعة معتقل الخيام هي سِفرُ تجربةٍ تاريخيّة تمتد من تأسيس تجمُّع معتقلي أنصار في آذار العام 1984 ولجنة المتابَعة لدعم قضية المعتقلين في 24 أيلول 1993 ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب في 26 حزيران العام 2000 . 

*** 

” تجربة نضاليّة عمرها 38 عاماً حققت إنجازاتٍ هائلة عل صعيد قضية المعتقلين والمحرَّرِين وعائلاتهم ، فكنّا أول مُلصَقٍ وبيانٍ ووثيقة اعتصام ، واستطعنا أن نُحَوِّل قضية المعتقلين من قضية منسيّة إلى قضية رسميّة إنسانية عالمية وتوليد حركة تَعاطُف عربي ودولي وتفوية روح الصمود للمعتقلين وعائلاتهم ، وإثارة قضية المبعدين ومجمل الممارسات الإسرائيلية الوحشية بحق المدنيين ، والمشاركة مع منظمات محلية وعالمية في إطلاق الحملة المحلية والعالمية لكشف مصير المفقودين أينما كانوا ، وتنظيم حملة عربية وعالمية تضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية ، والدفاع عن سجناء الرأي والضمير في السجون العربية ، وتكريس تشريعات قانونية رسمية لتطوير التقديمات الاجتماعية للأسرى المحررين وعائلاتهم منذ العام 1992 ، وتكريم الأسرى المحررين وتقليدهم أوسمة الحُريّة ، وإطلاق حملة التأهيل الصحي والإجتماعي والنفسي والمهني بتأسيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب وبيت الأسيراللبناني في الجنوب . 

هذه الموسوعة ليست لمعتقل الخيام وحسب بل صفحات نضالِ شعبٍ وانتفاضاتٍ ومقاوَمةٍ من خلف القضبان

فالحملة التضامنية المحلية والعالمية التي نظمتها اللجنة بالتعاون مع سائر المنظمات الاجتماعية والحقوقية والإنسانية والاحتضان الوطني والرسمي فرضت عل قوات الاحتلال الاسرائيلي فتحَ أبواب المعتقل في العام 1995 أمام الأهالي والصليب الأحمر الدولي بعد عشر سنوات من إبقائه في عزلةٍ تامّة عن العالم ، إنه الانجاز التاريخي الأول للجنة . واستطاعت الحملة التضامنية التي نظمناها في أصقاع الأرض كافة أن تضغط على اسرائيل للإفراج عن دفعاتٍ متتالية من المعتقلين من معتقل الخيام وسجون الداخل . 

شهادةٌ حيّة على الإجرام الإسرائيليّ 

” فموسوعة معتقل الخيام هي المقاومة الحقوقية والإعلامية والديبلوماسية والإجتماعية التي أسسناها بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982 ، هذه المقاومة التي نعتزّ بها ونفتخر بتأسيسها ، تتحول اليوم إلى موسوعةٍ تاريخية لتكون شاهدةً على الإجرام الاسرائيلي وتبقى حيَّةً في الذاكرة ، ذاكرة الأجيال والأحفاد والأزمان . 

” ليست موسوعة لمعتقل الخيام وحسب ، بل صفحات نضالٍ لشعبٍ وانتفاضات ومقاومة من خلف القضبان . ” . 

السابق
الدولار يُلهِب السوق السوداء ويتخطّى الـ٣٠ الفاً!
التالي
عداد مُرعِب لإصابات كورونا في لبنان.. و٣ وفيات ضحايا الفايروس!