من الدوحة إلى كاريش.. «حزب الله» يستعرض «مسيراته» والمسؤولون يتفرجون!

حزب الله

يأتي إطلاق حزب الله ثلاث مسيرات بالأمس، صوب حقل كاريش “المتنازع” عليه بين لبنان وإسرائيل، في ظل عدد من التطورات على مستوى لبنان والمنطقة، ليطرح كالعادة تساؤلات عن مغزى هذه الحركة “الإستعراضية” في هذا الوقت بالذات سيما وأنها غير مسلحة، غير عن كونها رسالة وأنها وصلت بحسب إعلان حزب الله في بيانه عن العملية.

أولى هذه التطورات التي سبقت الإطلاق هو “فشل” محادثات الدوحة الذي أعلنته مصادر أميركية، بينما حرصت مصادر طهران على التأكيد بأنها لم تفشل وإن لم تحقق الإختراق المطلوب .

ثاني هذه التطورات، هو إعلان الناطق الإعلامي بإسم الوفد الإيراني المفاوض بالأمس عبر قناة “الجزيرة” القطرية، بأن الضمانات التي تطلبها طهران من الولايات المتحدة بعدم الإنسحاب مجدداً من الإتفاق النووي، لا تلزم سوى إدارة جو بايدن وليس بالضرورة الإدارات المقبلة، وهو ما كانت أميركا ترفضه بالطبع ، وهذا يمثل تراجعاً واضحاً من قبل إيران.

يأتي إطلاق المسيرات في ظل الإجتماع التشاوري العربي في بيروت بغياب خليجي لافت، في رسالة ربما لدول التطبيع العربي

في التطورات أيضاً، حل الكنيست الإسرائيلي وتولي يائيل لابيد رئاسة الحكومة في إسرائيل خلفا لنفتالي بينيت، والإعداد لإجراء إنتخابات نيابية جديدة في إسرائيل هي الخامسة في غضون أربع سنوات، الأمر الذي يجعل من هذا الحدث ربما عملية جس نبض لحكومة لابيد.

نصرالله اعلن اصطفافه خلف الدولة في قضية الترسيم، وهو ما يدعو للتساؤل – المضحك المبكي – عن الطرف “الرسمي” الذي أعطى الأمر بإطلاق المسيرات

اللافت أيضاً بأن هذا التطور يأتي بعد أقل من 12 ساعة على هجوم إسرائيلي في طرطوس السورية قيل بأنه إستهدف أسلحة لحزب الله قبل شحنها إلى لبنان، ما يطرح السؤال عن ماهية هذه الأسلحة ومدى قوة هذه الضربة وهل من علاقة بين الحدثين على الجانب اللبناني، يأتي إطلاق المسيرات في ظل الإجتماع التشاوري العربي في بيروت بغياب خليجي لافت، في رسالة ربما لدول التطبيع العربي، وفي ظل حكومة تصريف الأعمال في الوقت الذي كان قد أعلن السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأن الحزب، يصطف خلف الدولة اللبنانية في قضية الترسيم، وهو ما يدعو للتساؤل – المضحك المبكي – عن الطرف “الرسمي” الذي أعطى الأمر بإطلاق المسيرات، خاصة مع عودة السفيرة الأميركية شيا من إجازتها وسط أجواء تفاؤلية عن مهمة هوكشتاين؟

لبنان ليس أكثر من طائرة مسيرة في نظر البعض “يحلق” خدمة لمصالح إقليمية

هذه التطورات للأسف تكشف مرة أخرى، بأن لبنان ليس أكثر من طائرة مسيرة في نظر البعض “يحلق” خدمة لمصالح إقليمية وبتوقيت إقليمي بحسب نظرية ترابط الساحات، وبأن المصلحة اللبنانية ليست سوى ستار يخفي وراءه أهداف ومصالح لأطراف أخرى، بعيدا عن المصلحة الحقيقية للشعب اللبناني الذي بات يقف في طوابير أمام الأفران للحصول على رغيف الخبز، بينما المسؤولين فيه وعنه يختلفون كالعادة على “جنس” الحكومة والوزراء، تاركين البلد في أيدي من يملك الريموت كونترول في الداخل والخارج.

السابق
بالفيديو: شيا في ذكرى الاستقلال الاميركي..تشكيل الحكومة اللبنانية وإجراء الانتخابات الرئاسية!
التالي
الإتصالات «جريمة ضد الإنسانية».. من يحاسب؟!