إستشارات لا تسمن.. و«تُغني» عن حكومة ورئاسة!

انتخابات 2022 نجيب ميقاتي
هل ستؤدي الاستشارات النيابية إلى تشكيل حكومة بسرعة؟ بحسب المراقبين وأهل السياسة فإن ما يجري هو "تقطيع للوقت" وإلهاء للناس بالمطالب والخطابات السياسية، لأن كلمة السر من الخارج لن تأتي قبل موعد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بالرغم من تأكيد الكتل النيابية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، إلا أن الجميع يقرون في كواليس الإستشارات النيابية غير الملزمة التي بدأت اليوم، بأنه ليس هناك من تفاؤل لتشكيلها، علما أنهم سيدلون بدلوهم أمام الرئيس المكلف حول تصورهم للحكومة وما يحملونه من شروط ومطالب.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. لبنان في مهبّ «الصحراء».. وهذا ما كشفه خبير لـ«جنوبية»!

إذا السقوف العالية التي وضعتها القوى السياسية، هي التي ستقف حائلا أمام إبصار الحكومة النور، والتي بدأت مع رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل قبل أسابيع، وأستكملت اليوم في المجلس النيابي على لسان نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، الذي أعتبر أنه “لا يمكن لأي طرف أن يطلب حكومة تكنوقراط بعد الانتخابات النيابية، ومن الممكن حكومة فيها أخصائيين ولكن مسمين من قبل السياسين وهذا هو نظامنا”.

بلال عبدالله
اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله

في حين أن كتلة التنمية والتحرير حددت سقفها على لسان النائب علي حسن خليل، الذي طالب من مجلس النواب “بحسم موضوع تلزيم معامل الكهرباء، بعيدا عن كل النقاش الدائر والاعتبارات التي عطلت هذا الأمر خلال المرحلة الماضية، والتي تشابكت فيها الكثير من المصالح، ونحن بحاجة لقرار بناء معامل الانتاج و الانتقال إلى مرحلة ثانية في تنظيم القطاع، و تأمين التوازن المالي له”، علما أنه لم ينفي تمسك الكتلة بحقيبة المال أيضا.

عبد الله لـ”جنوبية”: لن يكون هناك حكومة والاهم إجراء انتخابات رئيس جديد 


كل ما سبق يجب السؤال جائزا هل ستسيّر حكومة تصريف الاعمال شؤون البلاد والعباد، إلى أن تحصل التسوية الكبرى التي تؤدي إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأن كل ما يجري اليوم هو جزء من الفلكلور السياسي الذي إعتاد عليه اللبنانيون وينتهجه السياسيون لتمرير الوقت؟ يجيب عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:” قد تتشكل حكومة سريعا إذا كان هناك نوايا سليمة وعدم وجود سقوف عالية من قبل القوى السياسية”، مشيرا إلى أنه “بحسب الخطابات التي سمعناها خلال الاسبوعين الماضيين تظهر أن السقوف مرتفعة ولن تتشكل حكومة بسرعة ونحن أمام مشهد رئيس مكلف يقوم بمهام رئيس حكومة تصريف الاعمال”، و يأمل أن “لا تنسحب هذه المماطلة على الانتخابات الرئاسية التي يجب أن تُقام في وقتها الدستوري و في أوائل شهر أيلول”.ويختم:”واضح أنه لن يكون هناك حكومة والاهم هو إجراء انتخابات رئيس جديد للجمهورية”.

النائب محمد خواجة
النائب محمد خواجة

على ضفة كتلة التنمية والتحرير يشير عضو الكتلة النائب محمد خواجة ل”جنوبية”: “هناك حديث عن أن لدى الرئيس ميقاتي أكثر من تشكيلة جاهزة يمكن أن يعرضها على رئيس الجمهورية، ورأيي الشخصي انه يجب أن تتشكل حكومة بأسرع وقت ممكن، لأن الوقت الفاصل عن إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو وقت قاتل وأزمات ومشاكل إجتماعية يجب حلها، من قبل حكومة كاملة الصلاحية وليست حكومة مقيدة” يضيف:”السقوف السياسية العالية هي جزء من لعبة نظامنا السياسي، علما أن بلدنا في الوقت الحالي بحاجة إلى التعاون والتهدئة في ظل موسم سياحي واعد يمكن ان يعود بالبلد بالخير”، معتبرا أنه “على كل القوى السياسية أن تهدئ خطابها السياسي قدر الإمكان لأن هذا الامر يساعد في تشكيل الحكومة و نتمنى حصول ذلك بوقت قريب”.

خواجة لـ”جنوبية”: على كل القوى السياسية تهدئة خطابها  للمساعدة في تشكيل الحكومة


مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر

في المقابل يشرح مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر ل”جنوبية” أن “ما يحصل اليوم في الاستشارات الحكومية هو تمرير للوقت لأن موعد التسوية في المنطقة لم يحن بعد”، موضحا أن “هناك مؤشرات في المنطقة تدل على إمكانية حصول تصحيح الخلل في موازين القوى الذي يمهد الطريق إلى تسوية أو إلى مواجهة لا أحد يعرف، وهذا ما نراه من خلال عودة المملكة العربية السعودية لتكون صاحبة مبادرة في المنطقة”.

نادر لـ”جنوبية”: الاستشارات الحكومية تمرير للوقت لأن موعد التسوية في المنطقة لم يحن بعد

ويشير إلى أن “هذا ما يمكن رصده من خلال إستقبالها للرئيس الاميركي جو بايدن خلال هذا الشهر لطلب التعاون وتمتين علاقتها مع مصر وتركيا وهما دولتين وازنتين وأيضا مع العراق الذي يعمل على خط تقريب وجهات النظر مع إيران ودول المنطقة ، وأيضا عودة الايرانيين إلى مفاوضات الاتفاق النووي من باب قطر”.

ويرى أن “هذا أمر يستحق التوقف عنده وقد يكون هناك إستعداد إيراني للتسوية مع الجار القريب، وقد تكون أحد ساحات ترجمتها في لبنان من خلال إتفاق شامل ( إنتخاب رئيس جديد للجمهورية)، و ليس إتفاق جزئي على حكومة لن يكون عمرها أكثر من 4 اشهر”.و يختم:”ما يحصل اليوم على الساحة العربية أشبه بخلق “نيتو” شرق أوسطي”. 

السابق
هكذا طوت «العسكرية» «فضيحة المدرسة الحربية»!
التالي
اشتباكات عائلية عنيفة.. ماذا يجري في حي الليلكي؟