نادر لـ«جنوبية»: الرهان على «حزب الله» لتحصيل الحقوق يعني وضع إيران على طاولة المفاوضات

حمل الرد اللبناني على إقتراح هوكستين اليوم "قطبة مخفية"، إذ كيف يمكن للبنان أن يطالب بحقل قانا كاملا، من دون أن يكون من ضمن حدوده وفقا للوثائق التي قدمها لبنان إلى الامم المتحدة؟ هل يكون هذا الرد بابا لجلوس حزب الله و من خلفه إيران إلى طاولة المفاوضات؟

في الوقت الذي تنشط فيه دول المنطقة إما لتسويق غازها، أو إستخراجه بدءا من إسرائيل، التي بدأت اليوم  مفاوضات بيع غازها المستخرج إلى الإتحاد الاوروبي، مرورا  بتركيا التي أعلنت اليوم أيضا عن  بدء إستخراج الغاز من البحر الأسود. سلّم لبنان الرسمي ممثلا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوسيط الاميركي آموس هوكستين، موقف لبنان الشفهي من ترسيم الحدود البحرية، بناءا على المقترح الذي قدمه في شباط الماضي، والذي وصفته مصادر متابعة للملف لـ”جنوبية” بأنه “معاكس تماما لما إقترحه هوكشتين، ويقضي بإعطاء حقل قانا كاملا للبنان، بالرغم من أن هذا الحقل يوجد 80 بالمئة منه ضمن البلوك رقم 9 أي شمال الخط 23 (وهي الحدود الرسمية التي سلمها لبنان إلى الامم المتحدة)، و20 بالمئة منه إلى جنوب الخط 23 على أن يبقى الخط 23، في ما بعد مستقيما إضافة إلى الحقوق والمساحات التي يمكن ان يطالب بها لبنان وفقا لقانون الدولي وقانون البحار والذي يظهر خلال المفاوضات”.

اقرأ أيضاً: هوكشتاين يلتقي نوابا تغييريين.. وهذا ما طالبوا به!

هذا الرد سمعه هوكشتين أيضا في السرايا الحكومية وعين التينة، ووعد أنه سيناقشه مع المسؤولين الاسرائيليين في الاسبوع المقبل، لكنه لم يحدد موعد من أجل العودة إلى لبنان. والسؤال الذي يطرح هنا على ماذا إرتكز الجانب اللبناني في صياغة رده هذا، وما هي نقاط القوة التفاوضية التي يملكها والتي قد تدفع كل الولايات المتحدة وإسرائيل للقبول بعرضه؟ 

تعديل المرسوم 6433 كان يمكن أن يحسن الموقع التفاوضي للبنان و المطالبة بكامل حقل قانا

يجيب مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر”جنوبية” على هذه الاسئلة بالقول؟” لا بد من الاشارة أن حدودنا البحرية في الامم المتحدة هي خط 23، وفقا للوثائق التي قدمها لبنان، وهناك مساحة من حقل قانا خارج هذا الخط فكيف يمكن أن نطالب بمساحة هي خارج حدودنا البحرية؟” طارحا السؤال “لماذا لم تعمد السلطات السياسية اللبنانية إلى تعديل المرسوم 6433  وهذه الحدود وفقا للخط 29 ؟ لأن هذه الخطوة ستحسن الموقع التفاوضي للبنان والدراسات التي أنجزها الجيش اللبناني، تتمتع بمرتكزات قانونية وجغرافية وعلمية صلبة أكثر من تلك التي يستند عليها الخط 23، وهي تعتمد رأس الناقورة كنقطة إنطلاق ولا تعترف بصخرة “تخليت” التي يعتبرها العدو الاسرائيلي جزيرة وينطلق منها لترسيم حدوده”.

الموقف اللبناني يشير إلى أن هناك ورقة لا تزال “مخفية” يرتكز عليه الرئيس عون وقد تكون إقناع حزب الله بعدم المطالبة بالخط 29

يشدد نادر على أن “تعديل المرسوم 6433 كان يمكن أن تحسن الموقع التفاوضي للبنان وكان يمكن المطالبة بكامل حقل قانا ،كما يمكن للمفاوضين التراجع عن الخط 29 إلى ان يصلوا إلى حدود حقل قانا كاملا والمقايضة عليه”.

ويرى أن “هذا الموقف اللبناني يشير إلى أن هناك ورقة لا تزال “مخفية” يرتكز عليه الرئيس عون، وقد تكون إقناع حزب الله بعدم المطالبة بالخط 29، ووقف تهديداته لإسرائيل والقبول بالخط 23، شرط إعطاء لبنان كامل حقل قانا”، مشددا على أن “هذه الخطوة أو المقايضة لا يمكن أن تُصرف في المفاوضات، لأن الرهان على حزب الله في نيل حقوق لبنان يعني أننا وضعنا إيران على طاولة المفاوضات”. 

السابق
كم بلغت إصابات ووفيات كورونا اليوم؟
التالي
«فضيحة مُمانعة».. «ملك الكبتاغون» دقو يُحول الى مُخبر سوري!