الكبير الدكتور غسان حمود في غيبته الكبرى!

غسان حمود


كبير من بلادي يغيب عن أرض الحياة، وينضم الى قافلة الغيّاب الكبار الذي أشاعوا الصحة والعافية في أجساد وقلوب أهل الوطن الجريح.
خسارة كبرى وكبيرة ويصعب تقبلها، فقد ضاقت الحياة اليوم وباتت أضيق من “خنقة قهر”، ذلك أن بلادي فقدت طبيباً كبيراً، ومنيت مدينة صيدا ولبنان بهذه الخسارة القاسية،ألا وهي فقدان الدكتور غسان صبحي سليم حمود عن عمر يناهز ٨٥ عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعلم والمداواة والمعالجة.
ويشهد لبنان وجنوبه لما قدمه الغائب لمدينة صيدا ولأهل الجنوب في المجال الطبي.
وكان الدكتور حمود قد اكمل دراسته في الجامعة الأميركية ومن ثم تخرج من ألمانيا، حيث تخصص جراحة عامة وجراحة نسائية، ومن ثم أسس مستشفى غسان حمود سنة 1966، برأسمال بسيط للغاية، وكانت عبارة عن طابقين ولم يكن يوجد مصعد كهربائي، غرفة عمليات واحدة وغرفة توليد واحدة وغرفة أشعة واحدة وطبيب واحد ، هو نفسه الدكتور غسان حمود، الذي انطلق بهدف جامع ، يجمع ويضم إليه أطباء من كافة الإختصاصات، وكان ما كان وحلّت البركة والعافية في مستشفاه، التي تطورت بسرعة قياسية، وباتت من الصروح الطبية العلمية التخصصية الرائدة.

يشهد لبنان وجنوبه لما قدمه الغائب لمدينة صيدا ولأهل الجنوب في المجال الطبي


ولا يسعني إلا أن أذكر وأتذكر وأشهد لمستشفى حمود لما قدمته لي شخصياً، فلولا هذه المستشفى لما استعدت حياتي، بعدما تعرضت لأزمة قلبية “قاتلة”، ففي عام ٢٠٠٦ ، تعرضت لإنفجار في قلبي، وشاءت الصدفة أن تصيبني الكارثة في منزل الطبيب الصديق الكبير الدكتور أحمد غزاوي، وهو الطبيب المشرف على مرضى السكري في مستشفى حمود في صيدا. وكنتُ في ضيافة الطبيب غزاوي في بيته في صيدا ، ومن حسن حظي وعلاجي أنني تعرضت للأزمة القلبية في بيته المجاور لمستشفى حمود في مدينة صيدا.ولا أنسى كيف حملني غزاوي بسيارته على جناح السرعة الى مستشفى حمود،حيث تم انعاش قلبي بعد عملية جراحية معقدة.
لولا الغزاوي ولولا مستشفى حمود لما كان بمقدوري الحياة والتعزية بخسارة كبيرنا الدكتور غسان حمود.

السابق
بايدن الى السعودية.. وهذه تفاصيل الزيارة
التالي
ماذا قال هوكشتاين عن جولته في بيروت؟