خاص «جنوبية»: نواف الموسوي يخرج من «باب» السياسة ويعود من «شباك» البحر.. والعسكر!

نواف الموسوي

في بداية العام 2019، إتخذ مجلس شورى “حزب الله” وهو الهيئة القيادية الأعلى، قراراً بتجميد أنشطة النائب نوّاف الموسوي على كافة المستويات السياسية والحزبيّة والنيابية والإعلامية لمدة عامل كامل، وذلك إثر إشكال سياسي وقع داخل البرلمان بينه وبين النائب نديم الجميل، على خلفيّة كيفية وصول كُل من الرئيس ميشال عون والرئيس السابق بشير الجميل، إلى رئاسة الجمهورية.

وقد كانت وجهة نظر “الحزب” يومها، أن الموسوي خالف قراراً تنظيمياً يقضي بالتهدئة السياسية والإعلامية مع بقيّة القوى السياسية، بالإضافة إلى قرار يتعلّق بعدم التكلّم خلال الجلسة التي كانت يومها مُخصّصة لمناقشة البيان الوزاري.

في منتصف العام نفسه، تقدّم الموسوي، بطلب استقالته من مجلس النواب حيث قدّم كتاباً بإستقالته تلك، إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بعد أن وضع قيادة “حزب الله” بمضمون الإستقالة، مُفضّلاً يومها أن “يكون أباً وليس نائباً وأن أحمي بناتي من دون ان تكون هناك تبعات سلبيّة على مسيرة حزب الله”. وقد جاءت إستقالة الموسوي يومها، بعد شجار طليق إبنته “غدير” نجل الشيخ محمد توفيق المقداد، المسؤول الثقافي السابق في حزب الله.

مضت ثلاثة أعوام لم يُسمع خلالها عن أي نشاط سياسي أو إعلامي للموسوي، ما عدا الصور التي كان نشرها مع بداية تقديمه إستقالته خلال قيامه بالطهي في مطبخ منزله، وهو الامر الذي فسّره البعض على أنه موجّه ضد الحزب، بمعنى أن الجلوس في المنزل والطهي هو أفضل بكثير من مُمارسة العمل الحزبي.

كانت المُفاجئة قبل أيام، بعودة نشاط الموسوي داخل “حزب الله”، لكن هذه المرّة من البوابة البحريّة

إلى أن كانت المُفاجئة قبل أيام، بعودة نشاط الموسوي داخل “حزب الله”، لكن هذه المرّة من البوابة البحريّة بحيث جرى تسليمه ملف الحدود البحرية في ظلّ النزاعات القائمة مع إسرائيل.

وهنا يُطرح سؤال يتعلّق بمدى أهميّة هذا الملف بالنسبة إلى الحزب، طالما هناك فريق من الجيش اللبناني يتولّى هذه المسؤولية، او ما هو الشيئ الذي يُمكن للموسوي أن يُضيفه إلى هذا الملف؟.

البعض كان يُطلق عليه سرّاً لقب “سماحة السيد” وذلك من باب التهكّم، حتّى أن الموسوي نفسه كان يُفاخر بنفسه بالقول “إسألوني قبل أن تفقدوني”

في السياق، تعود مصادر خاصة مواكبة لمسيرة الموسوي داخل “حزب الله” لتؤكد عبر “جنوبيّة”، أن الرجل لم يكن يحظى بعلاقة جيّدة مع العديد من الشخصيّات السياسية داخل الحزب على رأسهم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب محمد رعد والنائب محمد فنيش، بالإضافة إلى مجموعة نوّاب أخرين ومسؤولين سياسيين كانوا يرون فيه الرجل “المُتبجّح” و”المُعتدّ” بنفسه، لدرجة أن البعض كان يُطلق عليه سرّاً لقب “سماحة السيد” وذلك من باب التهكّم، حتّى أن الموسوي نفسه كان يُفاخر بنفسه بالقول “إسألوني قبل أن تفقدوني”.

كان الموسوي من “المغضوب” عليهم من القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي كان يُمانع ترشيح الموسوي للنيابة

وتُضيف المصادر”: لقد كان الموسوي من “المغضوب” عليهم من القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي كان يُمانع ترشيح الموسوي للنيابة على خلفية إشكالات شخصيّة بينهما، لدرجة أن مغنيّة ألغى ذات يوم لقاء مع الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله بسبب أنه كان يحمل ورقة تتضمن مجموعة أسماء ليتم ترشيحها لمجلس النوّاب من بينها أسم الموسوي”، بدليل أن الموسوي لم يترشّح للنيابة إلى بعد اغتيال مغنيّة”.

وتؤكد المصادر أن “نوّاف الموسوي ينتمي إلى الفئة المحسوبة على القائد السابق في “حزب الله” مُصطفى بدر الدين والمدعومة من العسكر لا من السياسة، مثلما هو الكثير من السياسيين في الحزب وأن هذه الفئة (العسكرية) تخوض مواجهات سريّة وعلنية منذ سنوات مع الفئة السياسية المُتهمة بالفساد، وبتبوّء المناصب على حساب “المقاومة” وتضحياتها، إلى حدّ المُقارنة في الرواتب بحيث أن راتب السياسي من وزير ونائب كان يصل إلى أكثر من عشرة ألاف دولار قبل الأزمة الإقتصادية، بالإضافة إلى المُخصّصات التي كان يحصل عليها، مُقابل بضعة مئات الدولارات يتقاضها عناصر المقاومة”.

الجناح العسكري داخل “حزب الله”، بدأ يضغط منذ أشهر لتغيير هيكلية “الحزب” السياسية

وتكشف المصادر “أن الجناح العسكري داخل “حزب الله”، بدأ يضغط منذ أشهر لتغيير هيكلية “الحزب” السياسية، وبأن هناك لقاءات كانت عُقدت بين قادة عسكريين كبار في “الحزب” وجنرالات في “الحرس الثوري الإيراني” من أجل إحداث التغيير، لكن المُفاجئ أن مجموعة كبيرة من السياسيين داخل “حزب الله” من نواب ووزراء حاليين وأصحاب مواقع مؤثرة، واجهوا هذه المحاولات بالتلميح بتقديم إستقالات جماعية، لكن القيادة العسكرية إستدركت الأمر لتعود عن قرارها بشكل مؤقّت، خشية أن تؤدي هذه الإستقالات إلى إنفراط الحزب”. وتذكّر المصادر ب”القرارات التي كان سيتخذها نصرالله ذات يوم بحق عدد من قياديي الحزب على خلفية الإثراء، الذي ظهر بشكل مُفاجئ داخل عائلات هؤلاء القادة والتهديدات التي أعلنها هؤلاء من خلال تقديم إستقالاتهم”.

وتختم المصادر “: يُدرك الجميع اليوم، بأن المنصب الذي تسلمه الموسوي لا يُقدّم ولا يؤخر في عملية الترسيم، لكن المؤكد أن عودته لمزاولة نشاطه الحزبي، فيه أكثر من رسالة من الجناح العسكري داخل حزب الله للجناح السياسي، مفادها أن المجموعة المُتحكّمة بقرار الحزب والمتحلّقة حول السيد نصرالله تزلّفاً و”تبخيراً”، سوف لن يُكتب لها النجاح برسم سياسة ومسيرة “حزب الله” لأن صاحب هذا الحقّ، هو فقط “المقاوم” على خطوط الجبهات المُمتدة من إيران إلى لبنان”.

السابق
بالفيديو: طليس لـ«جنوبية»: تحرك قطاع النقل في 23 الحالي سيُفاجئ المسؤولين!
التالي
الاعتداءات على «اليونيفيل» تابع.. تيننتي يدعو القوات المسلحة اللبنانية إلى ضمان سلامتها وحريتها