حي الشراونة: معقل المطلوبين والهاربين من العدالة!

مداهمات في الشراونة

يكاد يعرف حي الشراونة في بعلبك على أنه معقل المطلوبين والهاربين من وجه العدالة، ما يجعله عرضة بشكل دائم لعمليات دهم ينتج عنها في كل مرة مواجهات تستخدم خلالها الأسلحة الثقيلة ويكون العسكريون أول ضحاياها عبر سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

صداع امني

وهذا الحي الذي يقع في خاصرة مدينة بعلبك الغربية ولا تتعدى مساحته الأربعة كيلومترات مربعة، يسكنه بشكل أساسي عشائر من آل زعيتر وجعفر ونون، بحيث تسيطر على القسم الشمالي منه عشيرة زعيتر وعلى القسم الجنوبي عشيرة جعفر وقد بات حالة تستعصي على المعالجات الأمنية المعهودة نتيجة السيطرة عليه من قبل عصابات السطو والسلب والاتجار بالمخدرات. هذا الواقع حوّله إلى «صداع أمني» تتجدد فيه الاشتباكات بشكل شبه يومي مع المطلوبين الذين يواجهون القوى الأمنية بمختلف الاساليب حتى إنهم عمدوا إلى تركيب كاميرات مراقبة يرصدون فيها تحركات هذه القوى وتسهّل لهم عمليات فرارهم من الحواجز الأمنية والمداهمات والدوريات وغيرها.

إقرأ أيضاً: مفاوضات الترسيم معلقة على وقع التخبط .. شحيتلي لـ«جنوبية»: لتحصين المفاوض اللبناني والذهاب الى ترتيبات مؤقتة

ويقع حي الشراونة عند مدخل مدينة بعلبك الشمالي، ويمسك بالطرقات التي تربط المدينة بالبقاع الشمالي. ولا يمكن الحديث عن حدود رسمية له لكن المتعارف عليه حاليا، أنه يبدأ شمالا من تل الأبيض وينتهي جنوبا عند مستشفى الططري، ويحده غربا منطقة الكيّال وبلدة إيعات.

املاك اميرية وخاصة مصادرة!

وقد أنشئ عام 1958 عبر وضع اليد على عقارات أميرية وأخرى تعود لعائلات مسيحية (آل راشد وسركيس وغيرهم). وكان أول من شرع بالبناء على تلك الأراضي في منطقة الشراونة أولاد محمد جعفر، ثم كرّت سبحة البناء لتشمل سائر أهالي بلدة دار الواسعة.

وموقع الشراونة على مقربة من «حي القلعة» يجعل سكانهما على احتكاك وخلافات دائمة، وقد سجلت آخر اشتباكات بين شبان من آل جعفر وآخرين من آل الرفاعي أسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة ثالث وهو بحالة حرجة في المستشفى.

السابق
«الثنائي الشيعي» يدفع في إتجاهه..ميقاتي مطروح بقوة للعودة رئيساً للحكومة؟
التالي
«رهاب السعادة»..مرض نفسي يزيد أزمات اللبنانيين