المساعدات العسكرية لأوكرانيا تقلب دفة الحرب!

اوكرانيا
مع دخول الحرب الروسية على اوكرانيا شهرها الرابع، فإن الجيش الروسي ما زال يعاني من بطء تقدمه وفشله في تحقيق اهدافه، والذي يدفع ثمنه يومياً فقدان عشرات المدرعات والآليات مقابل تقدم بضع كيلومترات، بل انه اجبر على التراجع في عدد من الجبهات كما في محيط خاركيف، رغم نقل الروس ثقلهم العسكري كله الى الجبهة الشرقية.

ونتيجة لتوالي الفشل العسكري، ومع تكبدهم لخسائر فادحة غير متوقعة، وتحوّل القيادة الروسية عن هدفها العسكري باحتلال العاصمة الاوكرانية والمدن الكبرى، الى الاكتفاء بالسيطرة على شرق اوكرانيا فقط، وعلى سواحل بحر آزوف، وبمساعدة الروس في اقليمي دونباس لـ “تحرير” اراضيهم كما قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين، فان هذه الهدف المتواضع الذي يحفظ ماء الوجه لموسكو، يبدو انه ما زال بعيد المنال، رغم سيطرة جيشها على مدينة ماريو بول قبل ايام، بعد محاصرتها لشهور واجلاء العسكريين الاوكران المحاصرين من مصنع آزوفستال للصلب. 

اقرأ أيضاً: الرئيسية مصادر عين التينة لـ«جنوبية»: بري غير مكترث بـ«ميثاقية باسيل».. ويفضل عطية على بوصعب وحاصباني

الخسائر تتوالى 

فقد قال مسؤول رفيع في البنتاغون، الخميس، إن روسيا خسرت نحو ألف من دباباتها وأكثر من 30 مقاتلة و 50 مروحية منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير الماضي.  

كذلك ذكر المسؤول الأميركي أنه “لا يمكن التكهن بموعد انتهاء الحرب، ولكن الصراع قد يكون طويل الأمد بسبب تركيز القوات الروسية هجماتها على منطقة دونباس”.  

وتقترب القوات الروسية يوما بعد يوم من مدينة سيفيرودونيتسك لمحاولة السيطرة عليها، والتي يعتبر سقوطها حيويا للسيطرة الكاملة على دونباس. ويحتل انفصاليون موالون لموسكو أجزاء من هذه المنطقة منذ العام 2014. واستبعدت أوكرانيا وقف إطلاق النار أو تقديم أي تنازلات إقليمية لموسكو مع تصعيد روسيا هجومها في الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد وقصف منطقتي دونباس وميكولاييف بضربات جوية ونيران مدفعية.   

العزي: هناك خلافات بين المخابرات والجيش الروسي بسبب الفشل العسكري والمخابراتي في أوكرانيا. 

وكشف الدكتور خالد العزي لموقع “جنوبية” ان “ثمانية من الجنرالات الروس كانوا رفضوا الحرب وهناك خلاف بين المخابرات والجيش، فالجيش يقول ان الهزائم سببها النقص في الاستخبارات، بينما الاستخبارات تقول أن الجيش هو العاجز عسكريا عن تنفيذ المهمات في أوكرانيا”.وأضاف” والاثنان محقان وخطأ بوتين الأساسي أنه أمر بفتح خمس جبهات دفعة واحدة. فالعملية العسكرية هي من تخطيط بوتين، بعد أن سمع من الرئيس الأميركي بايدن أن الناتو لن يتدخل بسبب وجود الجيش الروسي شرق أوكرانيا، مما شجع بوتين على دخول الحرب تماما كما حصل عندما دخل صدام حسين الى الكويت، ومأزقه اليوم أنه لا يستطيع الانسحاب من عمليته العسكرية هذه لأنها ستكون بمثابة هزيمة له”. 

خالد العزي دكتور علوم سياسية
خالد العزي دكتور علوم سياسية

الدعم الغربي لأوكرانيا 

و حسب مجريات المعارك الميدانية، فان اوكرانيا التي تتلقى مساعدات عسكرية مكثفة من دول الغرب في حلف الناتو فان خسائرها يتم تعويضها بأسلحة احدث، و يتم تزويدها بأسلحة غربية نوعية تناسب طبيعة الصراع مع الروس، كمثال المدفعية الغربية التي تلقتها كييف حديثا، فقد احدثت فارقا كبيرا لصالح القوات الاوكرانية في الشرق، و مضادات الطيران الغربية حيدت سلاح الجو الروسي بشكل كبير، اضافة لمئات انواع مضادات الدروع التي تتصيد المدرعات الروسية في الغابات الأوكرانية ..   

روسيا خسرت نحو ألف من دباباتها وأكثر من 30 مقاتلة و 50 مروحية منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير الماضي. 

بالمقابل فان الروس لا زالوا يقاتلون بنفس الحلول و الخيارات الفاشلة من الاسلحة و التكتيك، و بعض الحلول المطوّرة فشلت أيضا بدرجة مثيرة للسخرية حتى من الروس انفسهم،كمثال تسليح درون Orlan-10 الصغيرة بقنابل صغيرة تلقى عشوائيا دون دقة باصابة شبه مستحيلة!  

وقال وزير الدفاع الأوكراني، إننا “استلمنا نسخة مطورة من مدافع هاوتزر بالتعاون مع عدة دول”، وان بلاده “ستستسلم صواريخ هاربون المضادة للسفن وقاذفات من الدنمارك وبريطانيا وهولندا للدفاع عن نفسها في وجه العملية العسكرية الروسية بالبحر الأسود”. 

هذا عسكرياً، اما اقتصادياً فيبدو اطالة زمن الحرب سيرتد سلبا على روسيا، لأن وضعها سيكون كارثيا بنهاية هذا العام مع انكماش اقتصادها بعد تراجع الصادرات أكثر من 50%  بسبب العقوبات الغربية، بينما اوروبا تجد حلولا لأزمة الطاقة من اجل الاستغناء عن الغاز الروسي، فاسحة في المجال لزيادة العقوبات على موسكو اكثر فأكثر. 

السابق
مصادر عين التينة لـ«جنوبية»: بري غير مكترث بـ«ميثاقية باسيل».. ويفضل عطية على بوصعب وحاصباني!
التالي
أسامة الرحباني وهبة طوجي.. «ثورة حب» في «ليلة أمل»!