باسيل «يتهاون» ببري.. هل «يهون» على «حزب الله»؟!

جبران باسيل نبيه بري حسن نصرالله
فاجأ رئيس التيار الوطني الحر الوزير الأسبق والنائب جبران باسيل الجميع بكثير مما ورد في خطابه في احتفال : " قاعة البيال " بالأمس في وسط بيروت فيما أطلق عليه العونيون عنوان "احتفال النصر "! ولا احد يدري على من انتصروا، والبلد كله في تراجع مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات بحسب كل المؤشرات.

الأهم في كل هذه المعمعمة، ما ورد في كلام رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل من كلمات توجه بها إلى الحلفاء قبل الخصوم، ورفع من مستوى تعابيره السلبية هذه المرة، مما لا يبشر بخير على كل صعيد، ومن تلك التعابير قوله:” نوابنا نجحوا بأصواتنا التفضيلية وبدون أي دعم لهم والحلفاء اليوم أقل وبلاهن أريح”! .

اقرا ايضا: مصادر «عين التينة» لـ«جنوبية»: هذه خارطة إنتخاب بري ونائبه.. والولاية السابعة «مضمونة»!

انكار جميل حزب الله! 

     وكلامه هذا يتصدره حزب الله بالدرجة الأولى، من حيث كونه أبرز حلفاء التيار الوطني الحر، ومن حيث كون كلام باسيل جاء على إطلاقه دون تقييد ليشمل حزب الله في المحصلة، وهو بذلك تناسى كل الدعم الذي قدمه له حزب الله منذ تفاهم كنيسة مار مخايل الشهير.

    والشاهد مما ينبغي أن يطالعه ويقرأه حزب الله وحلفاء التيار الوطني الحر بدقة وبحذاقة عبارة :” بلاهن أريح “، فهي تؤسس بوجه من الوجوه لدفن التفاهم السياسي بين الحزب والتيار في المرحلة المقبلة. وقد حاول باسيل في خطابه إظهار العصامية، وعدم الاعتراف بفضل أحد من الحلفاء مما ساعد تياره على النمو فوصل إلى ما وصل إليه.

صعَّد النائب باسيل من اللهجة بإرسال إشارات تظهر رغبته بالتغيير في رئاسة المجلس وبعدم اكتفاء تياره بمنصب نائب الرئيس كجائزة ترضية 

      ويظهر أن الخلاف على رئاسة المجلس النيابي ونائب الرئيس وهيئة المجلس هو أول الغيث، فيما يؤسس له خطاب رئيس التيار الوطني الحر بالأمس، فقد صعَّد النائب باسيل من اللهجة بإرسال إشارات تظهر رغبته بالتغيير في رئاسة المجلس، وبعدم اكتفاء تياره بمنصب نائب الرئيس كجائزة ترضية، وبأن حجم تياره هو أكبر من ذلك، وهو ان كان يلمح الى تطلعه لمنصب رئيس الجمهورية، رغم ثقل العقوبات الاميركية التي ارهقته ونالت من سمعته،  فان هذا الاعتداد بالنفس لا يناسب سياسات حزب الله في المرحلة الراهنة، فهو لن يتمكن بذلك من الإمساك بقرارات المجلس النيابي لو أزيح الرئيس نبيه بري عن الرئاسة حالياً. 

حزب الله لا يستغني عن بري 

 فحزب الله ينظر إلى الرئيس بري كدرع من الدروع التي يتترس بها في السياسة الداخلية، واستهدافه هو بمثابة توجيه ضربة لسلاح المقاومة، وهو يشكك بحسابات خارجية قد يكون التيار الوطني الحر قد بدأها، بعد أن انتهت الانتخابات النيابية تمهيداً لخوض معركة رئاسة الجمهورية ..  

ظهر تهديد واضح بالاعتكاف أو الاستقالة الجماعية من قبل نواب حركة أمل لو تمت إزاحة الرئيس بري عن رئاسة المجلس

      وعلى وقع كل هذه التطورات جاء التهديد غير المباشر من قبل نواب حركة أمل المنتخبين، وعلى لسان النائب المنتخب قبلان قبلان بعد اجتماع كتلته في عين التينة، ورداً على سؤال حول طرح إسمه لتولي رئاسة مجلس النواب بدلاً من الرئيس نبيه بري فأجاب : ” إذا بري مش رئيس مجلس نواب نحنا مش نواب “، وهذا تهديد واضح بالاعتكاف أو الاستقالة الجماعية من قبل نواب حركة أمل لو تمت إزاحة الرئيس بري عن رئاسة المجلس، وهو ينذر بأزمة برلمانية لا خلاق لها تضاف إلى أزمات البلد، ستتلاحق بعدها الأزمات من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الجمهورية إلى احتمال حل البرلمان  

    فهل سيتمكن حزب الله من احتواء هذه الأزمة قبل تفاقمها، أم سيغض الطرف عنها بدافع الحاجة للحليف المسيحي القوي مرة أخرى؟

السابق
نصرالله يتحدّث عن «أعظم» إنتصار في التاريخ المعاصر!
التالي
بعد الانتخابات النيابية.. مجلس الامن يدعو لتشكيل حكومة جديدة في لبنان