وتكشف مصادر نيابية لـ”جنوبية” عن “صفقة” يجري العمل عليها خلف الكواليس تتضمن “سلة متكاملة” تضمن عودة الرئيس نبيه بري الى “مطرقته التشريعية”، وكذلك تضمن انتخاب الياس ابو صعب نائباً له بتسوية مع النائب جبران باسيل، في مقابل التغطية الميثاقية المسيحية للجلسة التشريعية وحصة وازنة في اللجان.
مشاورات نيابية
وبدأت المشاورات حول استحقاق رئاسة المجلس مطلع الأسبوع المقبل. وتشير المصادر النيابية نفسها الى أن “الاتفاق سيشمل رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئيس وهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية ضمن سلة واحدة”، لافتة الى أن غياب أي مرشح شيعي منافس للرئيس بري سيفرض على كافة الكتل النيابية انتخاب بري أو تأمين النصاب لعقد الجلسة لإنجاز هذا الاستحقاق كمدخل لإنجاز بقية الاستحقاقات”، وأوضحت أن الميثاقية تفرض على الجميع الموافقة على رئاسة بري للمجلس ما دام ثنائي أمل وحزب الله متفقاً على هذا الأمر، كما احترم الثنائي الطوائف الأخرى أكان المسيحيين في رئاسة الجمهورية أو السنة في رئاسة الحكومة”. ووصفت المصادر مواقف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية برفض انتخاب بري، في اطار رفع السقف التفاوضي لمقايضة كل واحد منهما، الثنائي بتجيير أصواته لبري مقابل الحصول على نيابة رئاسة المجلس.
نصرالله اكد انخفاض نسبة التصويت في مناطق تأثير ونفوذ الحزب قياسا على الانتخابات السابقة بسبب ما سماها حملات التجييش
وفيما رشحت “القوات” النائب غسان حاصباني لهذا المنصب، أعلن عضو “تكتل لبنان القوي”، ألان عون أن “مرشحنا الطبيعي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب هو النائب الياس بو صعب وهناك توازنات جديدة في المجلس وسنرى موقف القوى التغييرية” . كما أعلن النائب ملحم خلف أنه لا يسعى لمنصب نيابة رئاسة المجلس.
إطلالة نصرالله
وفي سياق إمتصاص تداعيات الهزة الانتخابية والتي افضت الى خسارة “حزب الله” لحلفائه الدروز والاحزاب القومية والبعثية، خرج الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، وفي خطاب خصصه للحديث عن نتائج الانتخابات النيابية، بلغة تهدوية ومحاولة استيعاب المتغيرات النيابية الجديدة.
وترى مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان نصرالله اكد انخفاض نسبة التصويت في مناطق تأثير ونفوذ الحزب، قياسا على الانتخابات السابقة، بسبب ما سماها “حملات التجييش وحث المواطنين في هذه المناطق على المشاركة في التصويت”، وحولها لمصلحته على انها انتصار ومنع اي اختراق نيابي للمقاعد الشيعية.
إقرأ أيضاً: باسيل «المنتشي إنتخابياً» يطوق «حكومة التكنوقراط»..وبري يَفتح «بازار» التسويات!
كما تجاوز نصرالله خسارة 5 من حلفائه ليدعو الى الحوار مع القوى النيابية الجديدة من دون ان يسميها.
وكان السيّد نصر الله تحدث عن الانتخابات مساء أمس، فرأى ان التمويل لم يؤدِ إلى نتيجة، ورغم ظروف المعركة لم تتأثر لا في العدد ولا في الأصوات.
وأشار إلى اننا شهدنا أكبر عملية نهب وسرقة في تاريخ لبنان، وهي سرقة أموال المودعين من قبل الإدارة الأميركية وجماعتها في لبنان، وهذا ادخل الجوع إلى العائلات اللبنانية.
وقال: ما من فريق سياسي اليوم في البلد، ان يدعي انه لديه الأغلبية والأكثرية النيابية في المجلس الجديد، وقد تكون في مصلحة لبنان.
ودعت قيادتا حركة أمل وحزب الله في بيان جمهورهما إلى عدم تنظيم مسيرات بالدراجات النارية احتفالاً بالفوز، كي لا يأخذ بعض الموتورين الامور الى أماكن تعكر صفو النجاح الانتخابي».
وأضاف البيان: حركة أمل وحزب الله يربآن بجمهورهما عدم القيام بأي تصرف او تحرك قد يوضع في خانة استفزاز مناصري جهات أخرى.
“صفقة” بين بري وباسيل تتضمن “سلة متكاملة” تضمن عودة بري الى “مطرقته التشريعية” وانتخاب الياس ابو صعب نائباً له
وقال: أن الاستحقاق الانتخابي مضى، والمطلوب اليوم عودة الجميع لمنطق الحوار والتلاقي للخروج من الواقع الاقتصادي الخانق.
ازمات بالجملة
وفور انتهاء العملية الانتخابية فوجئ اللبنانيون بتفجر مجموعة من الأزمات دفعة واحدة، فغداة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الى ما فوق الـ30 ألف ليرة، سجلت أسعار المحروقات ارتفاعاً جنونياً، لا سيما البنزين والمازوت، وسط إقفال المحطات أبوابها ورفع خراطيمها للحفاظ على مخزونها بانتظار صدور جدول الأسعار الجديد لتحقيق أرباح إضافية، فيما عادت أزمة الطحين والخبز الى الواجهة بقوة مع إقفال المطاحن والأفران وفقد الخبز من الأسواق طيلة يوم أمس. وتفاقمت أزمة الكهرباء الى حدود العتمة الشاملة في مختلف المناطق.
