طبارة لـ«جنوبية»: إقتراع المغتربين لن يؤثر كثيرا في نتائج إنتخابات المقيمين

رياض طبارة
كان لافتا تصريح سيدة لبنانية من ساحل العاج على أحد محطات التلفزة أمس، بأنها أتت إلى مركز الاقتراع كمرافقة لصديقتها وانها لن تقترع ( بالرغم من إصابتها في إنفجار مرفأ بيروت)، لأنها تعتبر أن إقتراع المغتربين هو نسخة ثانية مما سيشهده لبنان يوم الاحد المقبل، و لن يُغيّر في توزيع السلطة في لبنان أو في إستحكام الاحزاب الموجودة على مفاصلها الاساسية. وجهة نظر السيدة قد تكون صحيحة، لكن ذلك لا يمنع من الترحيب بحماسة الكثير من المغتربين علّها تُحدث فرقا.

إلى الانتخابات النيابية التي إجتازت مرحلتين من مراحلها (إنتخابات المغتربين في الدول العربية والاجنبية) على أنها فرصة لتحدي الطبقة السياسية، وهذا ما يفسر الحماسة التي أظهرتها شاشات التلفزة وهي تنقل وقائع الانتخابات يومي الجمعة والاحد الماضيين. لكن الجميع يعلم في قرارة نفسه أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين، لإحداث تغيير سياسي كبير ضئيلة، في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية والمذهبية وأنهكته الازمات المتراكمة، والدليل الاستنفار الذي أبدته قوى السلطة لإستنهاض مؤيديها من المغتربين للإقتراع لصالحها.

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: بري يسعى لاطلاق «موقوفي امل» بـ«أحداث الطيونة» قبيل الانتخابات!

لكن هذه الحقيقة لا تمنع من محاولة قراءة إنتخابات المغتربين،  وتأثيرها على يوم الانتخابات الكبير أي الاحد المقبل، خصوصا أن من بينهم مؤيدين للسلطة، لكنها هي الاولى بعد إنتفاضة شعبية عارمة  شهدها لبنان في خريف العام 2019، وطالبت بتنحي السلطة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي، فهل سينجح الثوار في إيصال ممثلين عنهم إلى الندوة البرلمانية، ليقارعوا نواب السلطة في عقر دارهم، أو أن تصويتهم كان صورة مصغرة عما ستشهده أنتخابات المقيمين؟

السلطة حشدت أنصارها في الخارج والدليل ألمانيا وساحل العاج بينما في فرنسا ستكون الكفة الراجحة لصالح التغييريين

يرى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة ل”جنوبية” أن “هناك مبالغة في الحديث عن تأثير كبير لأعداد المغتربين على العملية الانتخابية بشكل عام وعلى النتائج النهائية”، شارحا أن “المشهد الانتخابي في الاغتراب يشبه المشهد الانتخابي في لبنان لجهة توزع ثقل المعارضة والسلطة بين دول مختلفة وهناك دول توزعت تقاربت نسب المؤيدين للسلطة وللمعارضة، وهذا المشهد يشبه المشهد الانتخابي في لبنان، كما أن العدد الاجمالي للمغتربين المسجلين هو 225 ألفا صوّت منهم نحو 130 ألفا وهذا العدد منقسم بين مؤيد للسلطة نحو 40 بالمئة و60 بالمئة للوائح التغيير وهذا يعني أن هذا الفارق في الاصوات يمكن أن يشكل فرقا في محافظات وقرى أغلبيتها من المغتربين (عكار مثلا)”.

ويلفت إلى أن “عدد المقترعين في إنتخابات المقيمين، غالبا ما يكون العدد ما فوق المليون ونصف مقيم وبالتالي الارقام متواضعة إذا ما قورنت بين ناخب مغترب وناخب مقيم، لكن اهمية مشاركة المغتربين  هي في الدلالة على إهتمامهم بلبنان وبقيام الاصلاحات فيه”، مشددا على أن “خرق التغييريين في الانتخابات يدفع المغترب إلى الثقة أكثر بلبنان، والتواصل مع المغتربين مهم جدا، كونهم من أبرز الداعمين ( يرسلون إلى ذويهم نحو 7 مليار دولار في العام) ولكن لا تأثير كبير لديهم على خريطة الانتخابات ولن يحدثوا فرق حاسم فيها”.

خرق التغييريين في الانتخابات يدفع المغترب إلى الثقة أكثر بلبنان

 ويلفت إلى أن “السلطة حشدت أنصارها في الخارج، والدليل في ألمانيا وساحل العاج، وبينما في فرنسا مثلا ستكون الكفة الراجحة لصالح التغييريين، ويوم الاحد المقبل سنشهد إنتخابات من دون مفاجآت كبيرة، لأن الفرز والثقل الشعبي للقوى والمرشحين معروفة”.

يبدي طبارة ملاحظات على الانتخابات من حيث الشكل، فيقول:”من خلال متابعتنا لمجريات إنتخابات المغتربين، يمكن القول أن السلطة تمكنت من تنظيم الانتخابات، بالرغم من العديد المتواضع للسلك الدبلوماسي اللبناني في الخارج، وهذا الامر إختبرته منذ أن كنت سفيرا في واشنطن، صحيح أن كان هناك ثغرات بسيطة، لكن في المُجمل فإن عملية تنظيم الإنتخابات كانت مقبولة”.

ويضيف:”مشاركة المغتربين في العام الحالي يجب مقارنتها بإنتخابات العام 2018، وبالرغم من أن الاعداد أكبر هذا العام إلا أن النسب لم تتغير كثيرا، بالرغم من الحماس الذي شاهدناه على الشاشات”.

ويختم:”علينا الانتظار حتى صدور الارقام النهائية لتكون المقارنة صحيحة، ولكن من المهم أن الاعداد زادت  ونجحت البعثات الدبلوماسية في إستيعابهم “.

السابق
محامون يفتتحون معركة قانونية بوجه المجلس «الشيعي».. و«شورى الدولة» يتصدّى!
التالي
«المركزي» يعلن رفع سعر دولار «صيرفة».. كم بلغ؟