أحمد علي الزين: «حفرة النار».. كلنا مصابون بشبهة العماء

جرائم النظام السوري

أثارت مقاطع فيديو مجزرة “حي التضامن” التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، موجة من الغضب في الأوساط المحلية السورية والدولية، كما أنها أحيت مطالبَ بمحاسبة النظام السوري على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين منذ اندلاع الثورة ضده في العام 2011.

في السياق، كتب الاعلامي أحمد علي الزين عبر صفحته على فيسبوك التالي:

حفرة النار
“افتش عن وطن لايجيء
واسكن في لغة ليس فيه جدار “
نزار قباني

كثرٌ شاهدوا الحفرة المرعبة التي يُساق اليها السوريون وشاهدوا القاتل وهو يضلل ضحيته المعصوبة العينين ، قبل ان يصل بها الى حافة الهاوية ، يوهمها انه حريص على خطواتها تحاشيا للتعثر ، وهي في العماء لا تدري الى اين تُقاد قبل ان يدفعها لتسقط في حفرة هائلة فوق اكداس من القتلى والدواليب .
هي حفرة النار .
ما هذه المخيلة التي تبتكر اشكالا مروعة للجريمة ؟!
ترى هذا القاتل المحترف الهادئ المتمكن الواضح كاشف الوجه ، الذي يزاول حياته بشكل عادي ، وكأن اكوام البشر الذين اودى بارواحهم واحرقهم هم دمى في فيلم رعب !! لا ارواح لهم ولا اهل ولا بيت . هل شاهده العالم ؟ ام ان هذا العالم بكل قيمه سقط ايضا في حفرة الجريمة واصيب بالعماء ؟
يبدو كلنا مصابون بشبهة العماء او صرنا كذاك ، نرى ولا نرى ،
نُدبح ونشك في دمنا ،
نسجن وتختلط عتمة االزنازين بليل البلاد فلا نعرف اذا كنّا ابتلينا بالعماء ام ان الليل طويل .
نحرق ويلتبس علينا ما بقي منا من رماد … نعم ، هو عجزنا عن فعل شيء ، وعلمنا انّ هذا الاحساس الذي يجعلنا نحزن ونتألم ونصرخ ونغضب ونحتج ، اتلفه او روّضه اتكرار الجريمة والحُفر والقبور الجماعية والمحارق والسبي والشتات الطويل ، ولعلمنا ان هذا العالم بكل منجزه الحضاري مهووس بالقتل والجريمة وصناعة الموت لعطب ابدي .
لذا احتجاجنا يأتي صرخة بدائية في برية العالم . من هذا الصنف الذي اكتبه .

وبيت نزار قباني ؟ بيت الشعر ،بيت الياسمين والنرنج، ايضا حوله القاتل حفرة اخرى تقاد اليها الشام مسببة ،
لدفن اللغة التي كتب فيه الشاعر :
“بلاد بدون بلاد
فاين مكان القصيدة
افتش عن وطن لايجيء
واسكن في لغة ليس فيها جدار “
واليوم ايها الدمشقي تسبى الشام وتُرفع في بيتك الاموي صور الغزاة الجدد فوق جدار القصيدة :
“يا شام ان جراحي لا ضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعب
اتيت من رحم الاحزان يا وطني
اقبل الارض والابواب والشهب
ان كان من ذبحوا التاريخ من نسبي
على العصور فاني ارفض النسب .”

عذرا ايها العاشق
ساعود الى صوتي البدائي
واصرخ في هذا الليل
ليس لدي ما ازود به عن شام الياسمين وبيتك المغتصب .
سوى ما بقي من صوتي
لا بلاد في بلادي ..”.

السابق
الدولار يقفل على ارتفاع.. كم بلغ؟
التالي
بالفيديو: اللحظات الأولى لهجوم «إلعاد».. مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين!