شمس الدين يرسم عبر «جنوبية» خارطة التحالفات: المال الانتخابي يتحكم بنسبة الاقتراع!

لا يمكن رسم صورة واضحة عما ستفرزه الانتخابات النيابية من جديد، نظرا لإختلاف اللوائح و التحالفات، عن الدورة الانتخابية الماضية، حتى بين فرقاء الصف الواحد. كما لا يمكن التكهن بردة فعل شريحة صامتة من اللبنانيين، لم يحددوا موقفهم من المشاركة في الانتخابات ولصالح من سيصوتوا. لكن الأكيد أن المال السياسي سيكون له دور فيها.

هل سيختلف مشهد برلمان 2022 عن برلمان 2018، طالما أن قانون الانتخابات الطائفي المبرم، هو نفسه في الدورتين الانتخابيتين، وحيث لا يمكن لأي مرشح أن يمر، مهما علا شأنه، إلا من خلال هويته الطائفية، بمن فيهم القوى التغييرية؟ هذا السؤال يبدو مشروعا في ظل خلطة التحالفات واللوائح الجديدة، التي تشهدها هذه الدورة الإنتخابية، وإن كان القانون هو نفسه والفرز بين القوى السياسية لا يزال نفسه أيضا، وحيث المجتمع الدولي يترقب ما ستفرزه هذه الانتخابات، لمعرفة مدى تجاوب السلطة الجديدة، في تطبيق الإصلاحات المطلوبة منها للخروج من الازمة.

اقرا ايضا: خاص «جنوبية»: فضيحة «البند السابع» في ملف المرفأ..«قاض رديف مضارب» وجريمة بلا مجرمين!

 وبالرغم من أن الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات لا تزيد عن شهر، إلا أن عوامل عدة يمكن تساهم في حدوث مفاجآت، منها مزاج “الكتلة الصامتة” من الناخبين، التي لم تحدد خياراتها من إستحقاق الانتخابي، والتي تمثل 40 بالمئة من عدد الناخبين، وثانيها نسبة إقتراع المغتربين، الذين تضاعف عددهم هذا العام مقارنة مع الدورة الانتخابية الماضية، وإن كان هناك قوى سياسية أكثر إطمئنانا لوضعها الانتخابي، أكثر من باقي القوى.

غياب الحريري غيّر المشهد وباتت هناك تحالفات جديدة

يقرأ الباحث في”الدولية للمعلومات”، محمد شمس الدين، المشهد الإنتخابي المقبل، إنطلاقا من عدة عوامل، أولها الاختلاف في التحالفات بين القوى السياسية في تأليف اللوائح عما كانت عليه سابقا، شارحا ل”جنوبية” أنه “في كل دائرة هناك مشهد إنتخابي مختلف عن الاخرى، وعن إنتخابات 2018، مثلا دائرة الجنوب الثانية والثالثة والبقاع الثانية والثالثة وبعبدا لم يختلف مشهد التحالفات”، ويلفت في المقابل إلى أنه “في دائرة بيروت الاولى هناك إختلاف كبير في التحالفات، مقارنة مع إنتخابات العام 2018، حيث إجتمع حزب القوات مع النائب السابق ميشال فرعون والنائب جان طالوزيان وحزب الكتائب في لائحة واحدة، بينما في الانتخابات المقبلة، إنقسموا إلى عدة لوائح الكتائب وطالوزيان في لائحة منفردة، و فرعون عزف عن الترشح والقوات في لائحة مستقلة، كما أن غياب الرئيس سعد الحريري غيّر المشهد وباتت هناك تحالفات جديدة” .

يضيف:”في المتن المشهد إختلف أيضا ،حيث كانت الدورة الانتخابية الماضية تضم لائحة مشتركة لحزب الطاشناق والتيار الوطني الحر، وحاليا الطاشناق تحالف مع ميشال المر الحفيد، والتيار الوطني الحر شكّل لائحة منفردا، والحزب القومي الذي كان إلى جانب التيار الوطني في الدورة الانتخابية السابقة، إلتحق بالطاشناق والمر هذه الدورة”.

التحالفات الجديدة والمختلفة قد تترك تأثيرا على المشهد الانتخابي

ويلفت شمس الدين إلى أنه “في دائرة  كسروان – جبيل في الانتخابات الماضية، ضمت لائحة التيار الوطني الحر النائب نعمة إفرام ومنصور غانم البون، وكانت لائحة للكتائب مع النائب فريد الخازن وفارس سعيد وشكّل حزب الله لائحة لوحده”، مشيرا إلى أنه “اليوم إختلف المشهد وتشكلت لائحة جديدة، تضم سعيد والبون وأخرى تضم التيار الوطني وحزب الله، وثالثة تضم الكتائب مع إفرام والخازن معه قسم من الكتائب وإميل نوفل من جبيل، وهذا يعني أنه في كل دائرة هناك مشهد مختلف”. 

لا يمكن التكهن بحصول خروق ولكن وصندوق الاقتراع هو الذي سيحدد النتائج

ينتقل شمس الدين إلى دوائر الجنوب فيؤكد أن “المشهد في جزين – صيدا إختلف كليا، والتحالف كان في الدورة النيابية السابقة بين إبراهيم عازار وحزب الله وأسامة سعد، اليوم شكل التيار الوطني لائحة  وحده، وهناك لائحة تضم الدكتور عبد الرحمن  البزري والنائب أسامة سعد، ولائحة ثالثة تضم المرشح  يوسف النقيب والقوات اللبنانية”، مشددا على أن “هذه التحالفات الجديدة ومختلفة عن العام 2018، قد تترك بعض التأثير على المشهد الانتخابي الذي سنراه في العام 2022، من دون أن نتمكن من التكهن بحصول خروق، ولكن المشهد مختلف وصندوق الاقتراع هو الذي  سيحدد النتائج”.

يرى شمس الدين أن “نسبة الإقتراع لا يمكن تحديدها منذ الآن، في المرة الماضية سجلت 49,7 بالمئة،  وعلينا ترقب ما ستحمله هذا العام، صحيح أن هناك كلاما يقال عن أن نسبة التصويت ستكون متدنية،  ولكن العامل الاهم برأيي هو المالي الانتخابي”.

ويختم:”علينا مراقبة هذا المال الانتخابي في المرحلة المقبلة، وعلى ضوئها يمكن الحديث عن نسبة الاقتراع”.

السابق
إليكم إصابات ووفيات كورونا الجديدة في لبنان!
التالي
بالصور: الاعتداء على دورية لليونيفيل في بليدا.. وحزب الله يوضح