هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 9 نيسان 2022

مقدمات نشرات الاخبار في التلفزيونات اللبناني

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”



إذا كان معظم المواطنين اللبنانيين تراجعت آمالهم لا بل أحلامهم نحو حصرها بتمني العيش عيشة كريمة بدءا من تأمين المأكل والمشرب والإستشفاء وبعدها لكل حدث حديث، فإن حدث الساعة السياسية- الدبلوماسية لا يزال عودة سفراء الدول الخليجية الى لبنان الذي غادروه قبل خمسة أشهر وأما الحديث، فهو تزامن هذه الانفراجة مع توصل لبنان الى تفاهم إطار مع صندوق النقد الدولي ومع انطلاق مسار الاستحقاق النيابي نحو 15 ايار- موعد الناس مع صندوقة الاقتراع، بعد مرور 3 أعوام ذاق فيها معظمهم ويذوق المرارة المعيشية والنقدية والاقتصادية واستطرادا السياسية. 
فبعد ليلة تسجيل اللوائح وضحى انطلاق العد العكسي لمسار السباق نحو الانتخابات النيابية، حلت أيام الإياب العكسي لمسار عودة السفراء الخليجيين الى لبنان تباعا بدءا من وصول عميدهم السفير الكويتي عبد العال القناعي، وبعده مباشرة السفير السعودي وليد البخاري الذي تعمد مساء الجمعة إظهار العنوان الإيجابي المنتظر في بيروت، حيث نشر البخاري صورة تجمع علمي لبنان والسعودية في دلالة قوية الى أهمية عودة العلاقات الحسنة بين لبنان ومجلس التعاون.
 
هذه العودة لاقت مواقف الارتياح والترحيب على كل المستويات: السياسية والدبلوماسية والدينية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والمالية وتيار المستقبل، في وقت أشارت أوساط معنية الى أن العودة الخليجية قبيل الاستحقاق النيابي تكتسب دلالات مهمة على أربعة خطوط: الأول للحؤول دون مزيد من الانهيارات في لبنان خصوصا على مشارف الانتخابات. الثاني المساعدة في إنهاض لبنان وبالإشارة الى أنه لم يكن من المصادفة تزامن العودة الخليجية مع اعلان اتفاق الاطار بين لبنان وصندوق النقد. والثالث أن الدبلوماسية التي أثمرت هذه العودة  كانت متشعبة الأطراف: فرنسية- سعودية وأميركية مترامية الاتجاهات وحتى روسية، تمثلت بالاتصال مساء الجمعة بين الموفد الرئاسي الروسي للشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف والرئيس نجيب ميقاتي، وذلك غداة امتناع لبنان عن التصويت في مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة- جنيف على مشروع لطرد روسيا من عضوية المجلس. وأما الرابع فهو الفاتيكان والتحضيرات لزيارة البابا فرنسيس للبنان بعد أربعة أسابيع من انتخابات 15 أيار.
 
وفيما انتظار الاستحقاق المحلي سيد الموقف في لبنان، فاستحقاق توقيع الاتفاق النووي الإيراني- العالمي قريبا محور استقطاب دولي، إقليمي وكذلك محلي، في عالم من البديهي أن يتغير بعد الحرب في جنوب شرق أوروبا على الأراضي الاوكرانية.
 
تفاصيل النشرة نبدأها من الحراك السياسي والعجلة الانتخابية. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يطل تلفزيونيا مساء الاثنين استضاف على مائدة الافطار ليل أمس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في حضور عدد من القيادات المعنية. وقد كان اللقاء فرصة مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.
 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

ما عجز عنه الراعي رعاه نصرالله بإفطار مصالحة بين الحليفين اللدودين ونور العين. هي صدقة جارية وضعها أمين عام حزب الله في ميزان حسنات الشهر الفضيل، بجمع فرنجية – باسيل، رأفة بمن تبقى من المسيحيين بعد تهجير السواد الأعظم منهم، وذهاب آخرين فرق عملة في حروب الإلغاء.
 
وإذا كانت مفاعيل اللقاء على موائد الرحمن تأخرت عن الصرف في سوق الانتخابات النيابية، فإنها ستؤسس لأول الكلام في الانتخابات الرئاسية. لكن رئيس التيار وغداة اللقاء، بدا كمن تعاطى إبرة في العضل. فباسيل الذي ترأس أكبر كتلة نيابية بالرافعة السنية، سيعود إلى ساحة النجمة بالحواصل الشيعية، وكاد وهو يعلن لوائح التيار الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية، أن يستهل كلمته ب”البسملة والحمدلة”، لكنه وللأمانة أتقن فن الكذب واستحق عن جدارة لقب “غوبلز” التيار.
 
مشى باسيل عكس تيار الإصلاح والتغيير، ومن معزوفة “ما خلونا وما خليناهم”، كرس الوجه الحقيقي للقائد الهارب في عز المعركة. وبسياسة رفع الضيم، كاد يقول للخصم “بيي الجنرال أقوى من بيك الزعيم”. قدم الاعتذار عن عدم القدرة على بناء الدولة وهو لم يكن له حتى شرف المحاولة، بانغماسه في المحاصصة والثلث المعطل والميثاقية وتعيين آلاف المحاسيب في الإدارات العامة، حارب الإصلاح بإلغاء الدستور واللعب على القانون، ورمى فشله في التغيير على الاخرين “وما خلوه” يسترجع أموال الناس بعد أن شارك في هدرها، “وما خلوه” يستخرج الغاز لأن المرسوم بات بحاجة إلى منقبين للعثور عليه في أدراج بعبدا.
 
لم يبق جبران على خصم ولا حليف، فهو لم يوفر جعجع وفرنجية وأمل وحزب الله والاشتراكي والنواب الذين “تفرفطوا” وهاجروا من تكتل لبنان القوي. والغرابة في الخطاب الانتخابي أن جبران يهاجم أمل في الكهرباء ويعلق في الوقت نفسه على شبكتها الانتخابية، يلسع فرنجية ويجالسه على مائدة رمضان، يكيل أقوى الاتهامات لجعجع كمجرم حرب وهو الذي صاحبه وتفاهم معه كمجرم حرب في صفقة معراب – بعبدا التشاركية والإلغائية لبقية المسيحيين، يقرص وطن الانسان لنعمة افرام وهو الذي عرفنا على هذا الوطن عندما استدعاه ممولا للائحة كسروان جبيل في الدورة الماضية. هو يعلن العزم على محاربة حزب المصارف ممن لديهم مرشحين في الانتخابات المقبلة، وعلى متن تياره عمدة مرشحي حزب المصارف، وفي عقيدته ان ليس كل المصارف مهربة وملعونة، بل يحيد منها كل من يدفع الجزية الانتخابية.
 
وفي موسم بيع الأوهام للناس اعتذر باسيل من المودعين، وفاته أنه كان شريكا مضاربا في طلب الاعتمادات التي ضاعت في قنوات الصرف السوداء، لكنه أخذ على عاتقه تطيير حاكم مصرف لبنان، وتياره كان شاهد زور في الحكومات على السياسات المالية. وعد باسيل بتطيير الحاكم، وليته فعل في جلسة التمديد له، لكان وفر علينا تكرار التذكير بهذه الواقعة الاليمة.
 
وفي إطلالة شد العصب على أبواب الانتخابات رمى بتهمة التقصير في التصويت الإلكتروني على مدير بالخارجية، في وقت كانت حقيبة الخارجية بيده، واستحدث شباكين اثنين للاقتراع واحد للتيار والثاني لمحدلة أمل، مبتدعا فكرة الفصل عبر الشبابيك.
 
وفي خطاب الجهاد الانتخابي حاز باسيل على براءة اختراع أفضل خطة للكهرباء و”اللي استحوا ماتوا”، في خطة أهدرت مليارات الدولارات على العتمة وانبعثت روائح الصفقات من بواخرها، حتى وصلت إلى “أنف ماغنتسكي”. قدم باسيل كل اعتذار ممكن إلا عن الكهرباء حيث فصل جبران خط الحامي عن البارد، وانفصم عن الواقع، مصورا للناس أن البواخر كانت الحل واللبنانيين رفضوه. هو هاجم ما سماه اعلام الكذبة في صفقة البواخر ورشوتها، وادعى ان الملف اقفل في القضاء، علما أنه ما يزال مفتوحا على مصراعيه، وقد وثقت وحدة التحقيقات الإستقصائية فساد هذه الفضيحة من خلال عمولات دفعت لتمريرها، وعرضت التسجيلات ذات الصلة، بل ثمة إدعاء من النيابة العامة المالية على صديقة رالف فيصل والملف عن قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة.
 
نسي باسيل الكابتال كونترول سنتين وأيده الآن، ألقى باللائمة على الثورة بالانهيار ولم يحتسب السنين الخمسة عشر التي قضاها بالحكم لاعبا ملاكما معطلا نسب انجازات صندوق النقد الدولي الى صندوقته الانتخابية. منن الناس بأنه خفض الخلوي وهو الذي أطلق الصلاحيات بيد الوزير لينهب ويقطف.
 
أما مسك الختام فكان بإلقاء اللوم على المؤامرة والحصار حتى وقوع الانهيار، علما أن التيار ومن خلفه العهد، كان عراب الانهيار حتى الوعد بجهنم وبئس المصير في شخصيات تقدم نفسها في مواقع القيادة وتختبئ خلف إصبعها.
 
وكما في السلطة للمعارضة ودعاة التغيير ومجموعات المجتمع المدني، قيادات نحرت الثورة وصورة وحدتها في النقابات والجامعات، ولم تتجل في الانتخابات النيابية المقبلة بتشتت اللوائح وغلبة الأنا والمصلحة الشخصية، وأمام هذه القوى فرصة الوقت المستقطع قبل الاستحقاق الانتخابي للتوحد وعدم تأمين الصوت التفضيلي للسلطة بتشتت الأصوات المعارضة.
 
وإذا كانت انتخابات الداخل تترنح على حافة التأجيل أو التطيير، فإن المرحلة الأولى منها بتصويت المغتربين مهددة، وعليها رفع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الصوت وقال: أريد حلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

السباق الانتخابي صار أمرا واقعا. والقوى السياسية التي كانت تشكك بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها تناست تشكيكها السابق، وانخرطت في السباق نحو ساحة النجمة. هكذا توالى إعلان اللوائح اليوم من الشمال وصولا إلى الجنوب، وهو أمر طبيعي ومنتظر. لكن ما ليس منتظرا هو خبر الإفطار الذي دعا إليه حسن نصر الله الخصمين اللدودين جبران باسيل وسليمان فرنجية.
 
ووفق المعلومات فإن حزب الله الذي يخوض الانتخابات ليس على الساحة الشيعية فحسب، بل على كل الساحات، أراد تحصين ساحته المسيحية. فتدخل الأمين العام للحزب شخصيا في محاولة لتهدئة الجبهة الكلامية القائمة منذ زمن بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. طبعا التدخل سينجح، لكنه نجاح موقت لا أكثر ولا أقل. فالإنتخابات النيابية لم تعد ساحة مواجهة بين الطرفين بعد تركيب اللوائح. لكن المعركة الرئاسية أمر آخر. والأكيد أن الذين فرقتهم المعركة الرئاسية في العام 2016 لا يمكن ان يجتمعوا طويلا وفي العمق على أبواب المعركة الرئاسية طبعة 2022.
 
وفي إطار الحملات الإنتخابية أيضا، ألقى جبران باسيل خطابا في حفل لإعلان مرشحي التيار الوطني الحر. الصفة الأبرز التي يمكن أن يوصف بها الخطاب: إنكار الواقع.  فباسيل أعاد التركيز مثلا على نظرية “ما خلونا” . فلو كان باسيل يصدق ما يقولونه لماذا إذا عقد تحالفا انتخابيا وثيقا مع الذين كان يتهمهم بانهم “ما خلوه” وفي طليعة هؤلاء الرئيس نبيه بري؟ أم أن المواقف السياسية الشعبوية شيء والحاجة الى أصوات انتخابية شيء آخر؟
 
من جهة ثانية اعتبر باسيل 17 تشرين ثورة كاذبة. طبعا ثورة 17 تشرين لم تحقق  كل أهدافها، لكن لا احد ينكر أنها نجحت في تشكيل رأي عام في لبنان، بحيث أن أركان المنظومة ما عادوا مرتاحين لوضعهم بعدها، كما كانوا قبلها، وبحيث أن معظمهم ما عادوا يتجرأون على عقد صفقات بكل وقاحة، كما ما عادوا يتجرأون على الظهور بين الناس وعلى أن ينوجدوا في تجمعات عامة.
 
على أي حال أيها اللبنانيون شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الآتي لتثبوا أن ثورتكم لم تذهب سدى. ف”التغيير بدو صوتك وبدو صوتك وب15 ايار خلو صوتكن يغير”.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

في 11-3-2022، علقت مفاوضات فيينا، وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل أن السبب يعود الى عوامل خارجية لم يحددها، فيما أكد أن نص الاتفاق جاهز وهو على الطاولة. ما لم يقله بوريل إن أحد الأسباب الرئيسية لتعليق التفاوض، مطالبة إيران الولايات المتحدة الأميركية برفع الحرس الثوري الإيراني عن اللائحة السوداء الأميركية للمنظمات الارهابية.
 
بعد أسابيع من التكتم حول هذا المسار، شددت واشنطن أمس على إبقاء فيلق القدس، التابع للحرس الثوري على اللائحة السوداء. وبحسب خبراء، فإن ذلك قد يترك باب الوصول الى حل وسط مع طهران مفتوحا، مع شطب الحرس الثوري عن اللائحة والإبقاء على فيلق القدس مدرجا عليها. إيران حتى الساعة لم تعلق على الموقف الأميركي، ما يجعل مصير فيينا ضبابيا.
 
هذا في وقت تتجه الأنظار الى فرنسا التي تخوض غدا أولى دورات الانتخابات الرئاسية، في وقت تشير الترجيحات الى وصول الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون الى الجولة الثانية، مقابل غموض في مصير منافسيه، فهل تكون مارين لو بن او اريك زيمور؟
 
على وقع مصير فيينا ونتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تتسارع التطورات والتحضيرات للمرحلة المقبلة في كل الشرق الاوسط، ولبنان ضمنا، الذي دخل فعليا مرحلة الانتخابات النيابية واعادة ترتيب الصفوف لما بعد الخامس عشر من أيار، يوم الاقتراع.
 
وتحضيرا لهذه المرحلة، جاء لقاء المصالحة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية على طاولة إفطار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. اللقاء الذي أصر كل من حضره أنه لم يكن انتخابيا، إلا أنه مهد لتنافس انتخابي يؤمن فوز الفريقين، لا سيما في دائرة الشمال الثالثة وهو فتح صفحة، سيعمل خلالها على رص الصفوف أمام التحديات الكبرى التي تنتظر لبنان ما بعد الانتخابات، سواء على مستوى الإقليم والعالم، او على مستوى الداخل الذي سيفاوض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصولا الى الانتخابات الرئاسية المقبلة، علما أنه لم يتم التطرق اليها مطلقا خلال ساعات اللقاء الأربع.
 
لقاء المصالحة جاء في عز إعلان اللوائح، واشتداد المنافسة والخطاب الحاد، في وقت لم يخبرنا أحد من كل المتنافسين كيف سيتمكن فعلا وليس قولا من حل أزمة انهيار دولة تركت مرضى السرطان يتألمون من دون مورفين وبصمت 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن

في جنين، التي لا يخرج من رحمها إلا الأبطال والشهداء، حاولت قوات الاحتلال اقتحام المخيم وتنفيذ عملية عسكرية لتطويعه عبر الدفع بقوات النخبة لديها لتنفيذ اعتقالات ومداهمة منزل منفذ عملية اطلاق النار الفدائية في قلب تل ابيب. وكما كان (رعد حازم) في مقاومة المحتل، كان الرد الحازم من المقاومة الفلسطينية بزخات من الرصاص والعبوات المتفجرة التي أعطبت آليات العدوان.
 
في الملفات الحياتية تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري موضوع تأمين الطحين للمخابز والافران، ولهذه الغاية أجرى سلسلة إتصالات مع الوزارات المعنية ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعلم أن أزمة الطحين والرغيف قد سلكت طريقها الى الحل بعدما جرى تأمين الإعتمادات المالية اللازمة لها.
 
أمنيا وبعدما كانت الNBN أول من أثار أمام الرأي العام قضية خطف الشاب حسن عطوي ومطالبة الخاطفين لأهله بفدية مالية مقدارها 25 ألف دولار للافراج عنه، نجحت استخبارات الجيش بالبقاع في تحريره من خاطفيه بعملية معقدة على الحدود اللبنانية السورية وأعادته الى أهله في بلدة حاروف.
 
في الشأن السياسي من الباب الرمضاني، استضاف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مائدة الافطار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وكان اللقاء فرصة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

جميعهم أبرياء، والتيار الوطني الحر هو المذنب الوحيد. هذا هو الحكم المبرم الذي صدر في حق شريحة كاملة من اللبنانيين، تعيش في مختلف مناطق الوطن، ومن ضمن جميع الطوائف والمذاهب، في 17 تشرين الأول 2019، تحت شعار جميل هو ثورة شعب ضد الفساد، فيما الحقيقة والجوهر أن كل ما جرى منذ ذلك التاريخ، لم يكن إلا ثورة مهدت لها ونفذتها بإحكام، وبرعاية سياسية ومالية من خارج الحدود، المنظومة الفاسدة، بفروعها السياسية والمالية والإعلامية، المتربعة على عرش الدولة منذ 13 تشرين الأول 1990، ضد الرئيس العماد ميشال عون، لأنه ليس منها ويحاربها، وسيهزمها. أما العقوبة المرفقة بالحكم المبرم المذكور، فالاغتيال المعنوي لميشال عون والإعدام السياسي لجبران باسيل والتنمر الشخصي في حق كل ناشطة وناشط في التيار، والشتائم والإهانات في كل الاتجاهات.
 
وفي حيثيات الحكم المبرم المذكور أن جميعهم أبرياء: القتلة في زمن الحرب، و”الحرامية” في زمن السلم المزعوم. أما التيار الوطني الحر، فهو القاتل الوحيد والسارق الأوحد والمذنب الأكيد، ربما لأنه وحده صرخ في البرية، فكرس الشراكة والميثاق وفضح السرقات، وخطط للمشاريع الكبرى التي كان التزام تطبيقها بلا عرقلة ونكد، كفيلا ليس فقط بإنقاذ اقتصاد لبنان، بل بتفكيك المنظومة وضرب نفوذها القائم على وجع الناس وحاجتهم، في الصميم.
 
جميعهم أبرياء، والتيار الوطني الحر هو المذنب الوحيد. هذا ما خلصت إليه الفقرة الحكمية، الصادرة عن قضاة يفترض أن يكونوا محكومين لا حاكمين، غير أنهم شكلوا في غفلة من الزمن والظروف، هيئة محاكمة، أعضاؤها أركان المنظومة، ومستشاروهم رعاة إقليميون ودوليون، والمؤمنون بعدالتهم وصدقية أحكامهم زبائن سياسيون وأكلة جبنة معروفون ومعهم كل أشكال “المصلحجية” وأصناف المستفيدين.
 
هكذا كان الحال إذا، منذ 17 تشرين. غير أن تلك المحكمة الفاسدة، بأعضائها ورعاتها ومستشاريها والمؤمنين بصدقيتها، فاتها أمر واحد مهم. والأمر الواحد المهم هو أن أحكام القضاء، لا تصدر باسم الأهواء والسياسات، ولا باسم التعليمات الخارجية، ولا بناء على مزاج هذا أو ذاك. إن أحكام القضاء العادلة، لا تصدر إلا باسم الشعب، ودائما ما تتصدرها في لبنان عبارة “باسم الشعب اللبناني”.
 
وباسم الشعب اللبناني، ستصدر الأحكام الحقيقية العادلة، مساء 15 أيار. ولأننا على مسافة 36 يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
 

السابق
آل الأمين واهالي شقراء يحيون الذكرى السنوية الأولى للعلامة الأمين
التالي
مؤتمر قانوني عن الانتخابات.. ماذا جاء فيه؟