[مولانا: وصيتي هي الحفاظ على “أمم”، وعلى “هيا بنا”، بل على كلّ الجهود والأنشطة التي اضطلعتُ بها، وعلى ما قمنا به في “الهيئة المستقلة لمتابعة شؤون المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى”، كذلك في “ربانيون بلا حدود”، إلى اللقاءات الشيعية التشاورية..
والحفاظ على هذه الجهود ليس من أجل بقاء ذكري، لكن لسبب واحد وبسيط، هو أنّها تؤدي خدمات إنسانية ووطنية جمّة، سواء في الأرشفة، وإحياء الذاكرة، أو في التوعية والتثقيف.. وهذا ما ينعكس بشكل كبير على لبنان؛ ولو بعد حين].
ثمّ تابع قائلاً: [هل تعلم يا مولانا أنه لا علاقة بين اغتيالي وبين كل محاولاتي التي اضطلعت بها، في التركيز على الجرائم والاغتيالات وعلى المقابر الجماعية، وعلى الحروب والأزمات؟!
كنت أركز على هذه الأمور من منطلقات أخلاقية إنسانية صرف، وشاءت الصدفة أن يكون مصيري بهذه الطريقة].
بالفعل، إن للراحل الكبير جهود كبيرة جداً في التوثيق، ورصد حالات الإغتيال، وسواها من قضايا في نفس السياق.. وقد شاءت الأقدار بعد كل هذه الجهود والاهتمامات على أن تكون خاتمته ونهاية حياته ب “الإغتيال” أيضاً..
هو “لقمان سليم” الذي صرف عمره للبحث في أسباب الحروب ونتائجها، ولتوثيقها، وفي تتبع الجرائم، والحوادث، وقد نشر كتباً في هذا الإطار كذلك، بعد كل ذلك: تمّ اغتياله.. إنها لصدفة.