حمادة لـ«جنوبية»: «14 آذار» أمام مرحلة كسر عظم في الانتخابات

مروان حمادة
بالرغم من كل الخيبات والانتكاسات، وعمق الازمة الإقتصادية والسياسية، التي تتخبط فيها بلاد الارز، تبقى 14 آذار ذكرى يجدر التوقف عندها، كونها تتحول إلى عصب يستعيده السياديون لجمع جمهورهم عند كل إستحقاق، و"فزاعة" يرفعها المناوئون لإبقاء جمهورهم تحت سيطرتهم الانتخابية والسياسية. بمعنى آخر 14 آذار هي حالة تبقى قائمة مهما أصابها الوهن وخرقت جسدها الانقسامات. فهل يمكن أن يكون لهذه"الحالة" دور في تحفيز جمهور السياديين في الانتخابات المقبلة؟

نحو 17 عاما مرّت على إنطلاق 14 آذار، التي يتفق كثيرون على أنها ثورة جمهور آمن بالحرية والسيادة والاستقلال، ودفعه إغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى التعبير عن إيمانه بالساحات، ومن ثم في الاستحقاق النيابي الذي تلا عملية الاغتيال.

اليوم يحتفل السياديون بالذكرى وهم على بعد شهر ونصف من إستحقاق الانتخابات النيابية، وبعد سنوات من الخيبات السياسية، والتعثر الانتخابي والمناكفات الداخلية وتبعثر التحالفات، وليس من المبالغة القول أنه لم يبق لتجربة 14 آذار الكثير من مساحات الحماس في نفوس جمهور السياديين الحانقين على الطبقة السياسية بمجملها، بعدما أوصلتهم إلى الدُرك الاسفل من جهنم معيشيا وإقتصاديا، وإن كانوا يحمّلون قوى 8 آذار المسؤولية الاكبر عما وصلنا إليه.

في المقابل ثمة طبول تُدق إيذانا، ببدء المعارك الانتخابية تحت العناوين ذاتها، أي فريق (8 آذار) الذي يشج عصب جمهوره، للإقبال على الانتخابات والحفاظ على مكتسباته النيابية تحت شعار “حماية المقاومة”، وفريق السياديين الذي تمتد جذورهم إلى قوى 14 آذار وثورة 17 تشرين، الذين يريدون من الجمهور السيادي كسر هذه المكتسبات، لذلك من المفيد إجراء قراءة سريعة لحركة 14 آذار بعد كل هذه السنوات، ما لها وما عليها وهل يمكن أن تكون البوصلة التي توجه الجمهور السيادي من جديد كما فعلت في إنتخابات 2005 ؟

الرغم من العثرات الكثيرة لبعض قيادات 14 آذار لكن بقيت الروح والنفس كامنة في أعماق الناس

يوافق الوزير والنائب السابق مروان حمادة على أنه مرّ على “الذكرى الكثير من الاحباط والكثير من الامل”، لكنه يشدد ل”جنوبية”على أنه “من الممكن أن يُبنى على هذا الامل برّص الصفوف على الأقل على الصعيد الجماهيري قبل الصعيد القيادي، لتحريك الجو الإنتخابي بإتجاه لجم قوى الظلام والاحتلال والفاشية الرخيصة المتمثلة بالثنائي حزب الله- التيار الوطني الحر”، معتبرا أنه “على الرغم من العثرات الكثيرة والانكفاءات المتعددة لبعض قيادات 14 آذار، لكن بقيت الروح والنفس كامنة في أعماق الناس، فتجلت في مرحلة قصيرة بإنتفاضة( 17 تشرين) كان يعوّل عليها كثيرا ولكنها أيضا جوبهت بالتآمر من جهة والتعثر من جهة ثانية”.

ويرى أن”14 آذار التي لم تبدأ في يوم إنطلاقتها بل قبل ذلك بكثير، وقد تكون حركة مفصلية منذ أيام الاستقلال إن لم نقل من أيام إنشاء لبنان الكبير، مرورا بمحطات جميلة كإعلان البرنامج المرحلي للحركة الوطنية واليسار اللبناني، أو الوصول إلى إتفاق الطائف الذي أسكت المدفع وأرسى قواعد لوفاق وطني أكثر عدلا وإعتدالا”، معتبرا أن “14 آذار اليوم أمام مرحلة كسر عظم، لأن ما سيجري في الانتخابات وبالطرق السلمية هو فعلا، إما الاستسلام لمن يريد إلغاء لبنان حدودا ودستورا وقيما وثقافة وتعددية وإبداعا، أو الدفاع عن هذا ال”لبنان” الكبير ليس فقط بحدوده الضيقة أيضا ولكن في حدوده التي تمتد إلى كل أرجاء العالم”.

يضيف:”اليوم 14 آذار مدعوة لعملية إستنهاض صعبة جدا، ولكنها ممتعة إذا تناغم معها جمهورها الاصلي وعاد بلبنان إلى خط الاستقلال والحرية والسيادة والعروبة والديمقراطية والازدهار، وقبل كل شيء الثقافة والابتسامة”، متمنيا أن “لا تستمر عمليات الاحباط او التحييد أو الاكتفاء، وأن يترك الناس يحلمون بإستعادة لبنان وإنتزاعه من جهنم الذي دُفع إليها”، ويلفت إلى أن “هذا الامر يمر حتما بتحالف قوى عديدة قد تبدو بعيدة عن بعضها قبل الترشيحات واللوائح ولكن بعد (الترشيحات) والإنتخابات لا بد أن تعود وتلتقي بقوى السيادة والتغيير والاصلاح، لتمنع حزب الله من تحقيق أكثرية نيابية، وتُنهي عهد ميشال عون إلى غير رجعة في 31 تشرين الاول 2022 “.

اليوم 14 آذار مدعوة لعملية إستنهاض صعبة جدا ولكنها ممتعة إذا تناغم معها جمهورها

يؤكد حمادة على “أن السياديين يشدوا العصب بإسم 14 آذار ويقولوا كفى ديكتاتورية وفاشية، وتسلط سلاح على كل القرار الوطني اللبناني الحر المستقل، وكفى جر لبنان إلى المحور الايراني الذي هو محكوم في النهاية بالفشل، لأنه خارج التاريخ ومن القرون الوسطى”، مشيرا إلى أن ” هذه “ال كفى” هي لأشباه الديكتاتوريات مثل العونية التي تريد أن تتشبه بالفاشية والنازية وغيرها، من الحركات في العالم العربي والاقرب إليها هي نظام بشار الاسد”.

ويختم:”العصب سيُشد من ناحية السياديين والاستقلاليين، والاهم من ذلك من قبل الإصلاحيين الحقيقيين لكي لا يختلط الحابل بالنابل”.

السابق
«حزب الله» يُرهب المرشحين المنافسين ويشبههم بـ«قتلة الحسين»!
التالي
المرشح علي وهبي عن دائرة الجنوب الثالثة لـ«جنوبية»: انتخابات ٢٠٢٢ ترجمة لمبادئ ١٧ تشرين