معرض الكتاب: 10 أيام من الترنح والإهتزاز..والثقافة في خبر كان!

سليماني في معرض الكتاب

انتهت الأيام العشرة لمعرض الكتاب في الواجهة البحرية في وسط بيروت (٣ الى ١٣ مارس اذار)، على وقع اهتزازات وتقلبات وانكماش في الشكل والمضمون.

وترنّحت الكتب المعروضة، وبدت أقرب الى الخفاء والاختفاء. فبغياب أغلب دور النشر العريقة عن المعرض، وتصغير وتقليص مساحة العرض الى ربع المساحة المعتادة في كل عام، وغياب الكتاب الجديد، وانتشار ثقافة محدودة ومحددة بلون واحد، وفقدان الزوار الكبار من الكتّاب، وانعدام الانشطة الثقافية (اللامعة) كما كل عام، وبروز (ثقافة ركيكة باستباحة نشر أي كتاب، كيفما كان، وبلا أي معنى ثقافي ادبي،مع الاسف!؟).

بعض “النجاحات” التي حققها المعرض تنحصر في إعادة “بعض” الروح للثقافة والكتاب في وسط بيروت في زمن انهيار البلاد

ناهيك عن تأثير الازمة الاقتصادية المالية المعيشية على شراء الكتاب..كل هذا التشظي ساهم باهتزاز رفوف المعرض، وكاد يترنح أمام “غزوات الجيوش المُتثاقِفة” الإيرانية البعيدة عن اللبنانية (نساء ورجال القمصان السود فاضت بهم القاعة الصغيرة وكأنهم في أمر مهمة لا في أمر زائر مثقف طالِب علمٍ وكتاب!) ، وسواها من أنصار الخراب والتخريب، وفي مقدمتهم جماعة الخُبث والحقد، الذين يختزنون الحقد والكراهية لوسط بيروت الذين لا يتركون مناسبة الا وينهالون على هذا الوسط البيروتي بحقدهم الدفين وبسواد غزواتهم واعتصاماتهم العدوانية الاحتلالية.

بإنكفاء أهل الثقافة الأصل عن المعرض غاب الوجه الثقافي المتنوع الحر للمدينة وأخذ المعرض شكل الغموض القاتم واللون الأسود الباهت

جولة أخيرة في اليوم الأخير من المعرض، كانت كافية لرؤية المشهد على وضوحه، وتبيّن هدف الزوار الطارئين، وتبيّن الخيط والخطوط والأخطاء التي وقعت فيها الجهة الأصل والأصيلة الحاضنة للمسيرة الثقافية اللبنانية، بعدما تغيّبت عن المشاركة بالمعرض بما تمثّل من دور نشر وصروح ثقافية عريقة، وتركت للمعرض ضيقته ولونه القاتم الهزيل، مما نسف المشهد الثقافي الذي تتغنى به البلاد منذ عقود خلت.

إقرأ ايضاً: بعدسة «جنوبية»: العاصفة غريتا مستمرة..والكورنيش بلا رواده!

بإنكفاء أهل الثقافة الأصل عن المعرض، غاب الوجه الثقافي المتنوع الحر للمدينة ، وأخذ المعرض شكل الغموض القاتم واللون الأسود الباهت والذي أوحى برسم “خارطة – جزيرة” وثقافة ضيقة جدا، ثقافة أحادية معادية لسواها، بل رافضة لكل الثقافات، وهذا ما يتنافى مع عاصمة الأمل والثقافة بيروت.

غير أنه لا يمكن أن نغفل بعض “النجاحات” التي حققها المعرض، إن في إعادة “بعض” الروح للثقافة والكتاب في وسط بيروت، في زمن انهيار البلاد وسقوط الأمل، وإن في الدلالة أن بيروت كانت وستبقى عاصمة للثقافة والكتاب.

السابق
بعدسة «جنوبية»: العاصفة غريتا مستمرة..والكورنيش بلا رواده!
التالي
مع استفحال «gretta».. هل تُقفل المدارس غداً؟