«حزب الله» يُعيد إنتاج التركيبة الحاكمة.. «من جرب المجرب عقله مخرب»!

حزب الله الانتخابات النيابية
أعلن حزب الله أسماء مرشحيه في مختلف الدوائر الانتخابية في لبنان، في سباق مع القوى السياسية، ليُظهر حسن النية في مواجهة من يتهمونه بتعطيل الانتخابات، وبدا واضحاً عدم وجود تغيير جوهري في رموز التمثيل لقيادة حزب الله في الانتخابات، ذلك أن الحزب ومن ورائه، لا يرون أهمية في هذا التمثيل بمقدار ما يلتزم به الممثلون، بتطبيق سياسات حزب الله ومن ورائه.

 يبدو – حتى الآن – هو أن القوى السياسية الحالية جميعاً – بكل أحزابها وقواها الحاكمة – تتخوف من النتائج المحتملة للانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي يتوقع فيها المراقبون خلط الكثير من الأوراق، وقلب الطاولة على رؤوس العديد من رموز السلطة الحالية، ولو أن يكون التمثيل أضعف هذه المرة لأقطاب السلطة، فالتغيير متوقع، وبدأت بوادره بطرح مسميات جديدة  وبكثرة الترشيح في كل الدوائر  مما يهدد القوى الحاكمة الفعلية بسبب تشتت الأصوات، لكثرة المرشحين هذه المرة، وقد بات كل رموز القوى الحاكمة الحالية يدركون، التقصير الكبير الذي خلفته السياسات الاقتصادية والنقدية السابقة، ومدى انعكاس ذلك على الوضع الاجتماعي والمعيشي، وعلى البلد برمته، وعلى كل وجوه الحياة.

اقرأ ايضاً: ٧٢ مرشحا ابرزهم بري وجعجع.. و«حزب الله» و«التيار الحر» خلال ٤٨ ساعة!

تجريب المجرّب!

    وعليه، فلو انتجت الانتخابات النيابية المقبلة نفس الطاقم السياسي والحزبي والتمثيلي – ومن كل التوجهات والأحزاب الحالية – فسوف يستمر الانهيار في منحدره إلى جهنم الموعودة التي بشر بها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، حليف حزب الله الاستراتيجي القوي، وسوف تستمر المحاصصة المعطلة لكل المشاريع الإنقاذية في البلد، فلذلك لن يكون الإنقاذ بإنتاج نفس الطبقة السياسية الحالية بكل حذافيرها، وعلى اللبنانيين أن يجربوا خيارات جديدة في الحكم، لو أرادوا تغيير الواقع الفاسد .. و” اللي بيجرب لمجرب بيكون عقلو مخرب ” ..

 لو انتجت الانتخابات النيابية المقبلة نفس الطاقم السياسي والحزبي والتمثيلي فسوف يستمر الانهيار في منحدره إلى جهنم الموعودة

    فبعد أن جرب اللبنانيون الوجوه الحالية، وبقي البلد يتخبط بأزماته من أزمة الكهرباء والماء والنفايات والدواء والمستشفيات والجامعات، والغذاء والزراعة والصناعة، والعجز في الميزانية والمديونية وفساد النظام المصرفي، إلى ما لا يحصى من المشكلات، صار حتماً عليهم الخوض في تجربة جديدة مع قوى تغييرية، تحمل روح المبادرة والفكر التجديدي، علها تتمكن من الوصول بالبلد إلى شاطئ الأمن الاجتماعي والاقتصادي.

حزب الله يواجه المجتمع المدني

    ولا خوف على المقاومة مع التغيير المرتقب، فالصراع لن يجب ان يكون بين المقاومة والقوى التغييرية والمجتمع المدني، فليتوقف حزب الله عن حمل هذه الشماعة بوجه القوى الشعبية التغييرية، وليفسح المجال للتداول السلمي للسلطة دون تعطيل العملية الديمقراطية بالتهويل والتخويف والتخوين، فهناك قوى حرة في البلد تريد أن تقول كلمتها هذه المرة بعدما أوصلتموها إلى اليأس، وشردتم أبناءها في بقاع الأرض طلباً للهجرة والاغتراب  بحثاً عن سبل العيش الكريم، فالبلد لا يُحكم بعقلية: ” أنا أو لا أحد “. فاتقوا الله في عباده وبلاده..

حزب الله وضع نفسه في مواجهة الشعب ورافعة للطبقة السياسية الفاسدة دون تحفظ

والغريب ان حزب الله وضع نفسه في مواجهة الشعب ورافعة للطبقة السياسية الفاسدة دون تحفظ، ولا يفوّت امين عام حزب الله فرصة، الا ويهاجم فيها القوى التغييرية ويضع اللوم عليها، فيما جرى من انهيار على الخارج، أو على عملاء السفارات، وهي تهمة مفادها  ان دائماً لحزب الله أن يتهم كل من لا يدورون في فلكه، فكل القوى السياسية الحالية الحاكمة تتقاسم تحمل المسؤولية، عما جرى كل بحسب حجمه في ميزان القوة.

   ونحن إذ نقول هذا الكلام، ونتوجه إلى حزب الله باعتباره الحزب الأكبر والأقوى والأكثر تسلحاً، ولكننا في عين الوقت لا نخصص هذا الخطاب به، بل نوجهه إلى كل من كانت له مساهمة في انهيار البلد، ومن كل الطوائف والاتجاهات السياسية.

 فهل ستُعطى القوى التغييرية الفرصة الحقيقية للإنقاذ في الاستحقاق الانتخابي المقبل؟

السابق
عندما تهب الطائفة لنصرة المراة الدرزية.. لا الشيعية!
التالي
بالفيديو.. عندما «يتغزل» وزير الطاقة بنفسه.. «شب حلو ودكتور الله يخليك»!