مخاوف من تمدد الإنقسام حول الأزمة الأوكرانية إلى الشارع..ومصير الإنتخابات غامض!

​ألكسندر روداكوف
قد يكون تم احتواء الازمة السياسية والدبلوماسية حول بيان الخارجية من الحرب الروسية على اوكرانيا "مبدئياً" حكومياً وسياسياً. وحتى مع السفارة الروسية في بيروت تم تبريد "فتيل" الانفجار الدبلوماسي بين بيروت وموسكو، لكن الأخطر هو تمدد الانقسام الشعبي والحزبي بين مؤيد لروسيا وآخر لاوكرانيا الى الشارع.

وما ينتج عنه من تصادم بين جمهوري 8 و14 آذار وما يرتبه الانقسام بين هذين المعسكرين المتهالكين من شحن طائفي ومذهبي وسياسي قد يستفيد منه البعض كوقود طائفي وغرائزي للانتخابات النيابية لرفع الحاصل وشد العصب.

وتكشف معلومات لـ”جنوبية”، ان الحرب الطاحنة افتراضياً بين هذين المعسكرين، وفي حال التزم الناشطون ببعض الدعوات للنزول الى الشارع والتظاهر امام سفارة روسيا في بيروت وآخرين للتظاهر امام سفارة اوكرانيا ، سيجعل من الامر مادة خطيرة ودسمة للمشكلات والصدام بين شارعين متقابلين.

يتخوف متابعون للملف الانتخابي لـ”جنوبية” من سيناريوهات تطبخ لتطيير الانتخابات او تأجيلها لاسباب تقنية وامنية

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي بانواعها كافة معارك كلامية طاحنة بين من يجرم موسكو في حربها ضد اوكرانيا، وبين من يشيطن كييف لالتحاقها بالمحور الاميركي- الاوروبي.

 غموض انتخابي مجدداً؟

وحضرت الحرب الروسية – الاوكرانية على ملف الانتخابات. وتزايدت التساؤلات والشكوك بإمكانية إجراء الانتخابات النيابية.

ويتخوف متابعون للملف الانتخابي لـ”جنوبية” من سيناريوهات تطبخ لتطيير الانتخابات او تأجيلها لاسباب تقنية وامنية.

لبنان سيعاني من الحرب الأوكرانية الروسية.. خبير اقتصادي يشرح لـ “جنوبية” كيف سيتعرض لبنان لأزمة إمدادات بالمواد

إقرأ أيضاً: أسبوع حاسم لجلاء الترشيحات والتحالفات..وأزمة اوكرانيا تُكبّل الحكومة المنقسمة!

والمخاوف تعززت من التهاء المجتمع الدولي باوكرانيا وفي ظل الخلاف حول موضوع اعتماد “الميغاسنتير” والدوائر المخصصة للمغتربين، إذ يصر التيار الوطني الحر على إدخال هذين البندين في قانون الانتخاب مقابل رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتل نيابية أخرى كالمستقبل والحزب الاشتراكي أيّ تعديل يطال قانون الانتخاب.

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي معارك كلامية طاحنة بين من يجرم موسكو وبين من يشيطن كييف لالتحاقها بالمحور الاميركي- الاوروبي

واللافت بحسب المصادر، هو الجمود وعدم الحماسة الذي يطغى على النشاط الانتخابيّ لدى مختلف الأطراف السياسيّة لجهة الترشح والماكينات الانتخابية والتحالفات التي لا زالت كلها طيّ الكتمان. فكل طرف ينتظر الآخر لكي يبادر لإعلان مرشحيه وتحديد تحالفاته الانتخابية كي يبني على الشيء مقتضاه، ما يجعل المشهد الانتخابي مجهولاً.. وما يزيد الغموض والإرباك هو انكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن العملية الانتخابية والسياسية، ما يدفع قوى حليفة للحريري للعمل على تأجيل الانتخابات بما يضمن مصالحها ويحول دون تكبّدها خسائر تؤثر على مواقعها في المعادلة السياسية. لا سيما أن المجلس النيابي الجديد هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية الجديد ما يجعل الانتخابات المقبلة مصيرية وحاسمة لجهة رسم شكل وهوية المؤسسات الدستورية الأساسية كرئاسة الجمهورية والحكومة وبالتالي المشهد السياسي برمته.

السابق
خاص «جنوبية»: بالفيديو.. لبنانيو اوكرانيا يواجهون مصيرهم بمفردهم!
التالي
أسرار الصحف اللبنانية ليوم السبت 26-02-2022