يجمع الدكتور فادي حقائبه، للانتقال مع زوجته الأوكرانية وأبنتيه، من العاصمة الأوكرانية كييف إلى منطقة، ربما تكون اكثر أمنا داخل اوكرانيا، بعد خمسة أيام متواصلة من القصف وسماع صفارات الإنذار التي تدوي في المدينة.
بيد أنه من الصعب عليه الخروج من الأراضي الأوكرانية، كونه يحمل جنسية هذا البلد ، ويطبق عليه ما يطبق على الرجال الأوكرانيين من عمر ١٨ إلى ٦٠ عاما لناحية المنع من مغادرة البلاد .
اما زميله حسن الذي سبق وارسل زوجته وابنته إلى لبنان قبل شهر ، انطلق منذ ثلاثة أيام بسيارته من كييف إلى الحدود الرومانية، قاطعا مسافة تتجاوز آلاف كيلو متر على الاقل، برفقة عائلة اوكرانية، لكن كل هذا الجهد تبخر عند وصوله الحدود من الجانب الأوكراني حيث تم منعه من الانتقال إلى الجهة المقابلة من الحدود، لأنه يحمل الجنسية الأوكرانية .
وقال حسن ل “جنوبية”، “خرجت من كييف قبل ٣ ايام وقطعت عدة مدن، وسط خوف وقلق شديدين ، وبعدما تعثر مغادرتي اوكرانيا عدت إلى أقرب مدينة على الحدود. وحتى الآن لا أعرف ماذا أفعل”.
اما فادي، وهو طالب من طرابلس فقال ل” جنوبية”، “منذ اليوم الأول حاولنا الاتصال بسفارة لبنان في اوكرانيا، لكن أحدا لم يرد على الهاتف”.
أضاف”: قررت تدبير اموري بنفسي، فاستقليت القطار من كييف مع زوجتي وطفلي، وبعد ثلاثة أيام وصلنا على مقربة من الحدود الأوكرانية البولندية، وننتظر هناك مع الالاف. ونأمل أن نخرج من هذا الجحيم”.
يعيش أبناء الجالية اللبنانية في اوكرانيا لليوم الخامس على التوالي البالغ عددهم اكثر من اربعة الاف ثلثهم من الطلاب، كل مفاعيل الحرب، ويحاول الكثير منهم النجاة بنفسه منفردا من اتون القصف والعمليات العسكرية التي تطاول المدن، الموجود فيها أفراد الجالية، لا سيما العاصمة كييف وخاركيف واوديسا ومدن أخرى، في وقت لا تزال فيه السفارة اللبنانية في العاصمة كييف المحاصرة تحاول ان تعمل بشكل طبيعي، بهدف تسيير شؤون أفراد الجالية الذين يحتاجون إلى معاملات قانونية وأوراق. والتواصل المستمر مع وزارة الخارجية في لبنان، التي تسجل على منصتها المئات من أفراد الجالية طالبين تأمين عودتهم إلى لبنان.
وأنشأ عدد من أفراد الجالية اللبنانية في اوكرانيا خلية أزمة، تنسق مع سفارة لبنان للقيام بخطوات عملية على الارض لعودة اللبنانيين خصوصا النساء والاطفاء والغير حاملين للجنسيات الاوكرانية.
وأكد الدكتور مارك طعمة ل ‘جنوبية”، والمتواجد في كييف ان “خلية الأزمة تتابع على مدار الساعة أوضاع الجالية وتقوم بالتواصل مع الصليب الأحمر الدولي داخل اوكرانيا، لتأمين نقل أبناء الجالية اللبنانية إلى الحدود ، تمهيدا لانتقالهم إلى بلد آخر”.
